صيف حار جداً ، سنكتفي نحن العرب بالمشاهدة..

دخل شهر أيار الى الشرق الأوسط و معه ” بالصدفة” اربع تغيرات دولية و إقليمية ستغير شكل المنطقة لرسم النظام الدولي الجديد :
١- المصالحة التاريخية بين الكوريتين .
٢- الانتخابات العراقية و اللبنانية.
٣- موقف أميركا من الاتفاق النووي..
٤- نقل السفارة الاميركية الى القدس..

اللاعبون كثر ، دول امكانياتها اكبر من طموحها كالولايات المتحدة و اسرائيل ، و اخرى طموحها اكبر بكثير من امكانياتها كروسيا و ايران، و ما بين هذين المحورين مشاريع إقليمية متعددة تميل بالشكل الى المحور الروسي و بالمضمون الى المحور الاميركي كالمشروع التركي، و اخرى شكلاً و مضموناً تقف مع الاميركان كالمشروع السعودي الجديد..

لن تكون هناك حرب عالمية ثالثة ، فكفة الصراع العسكري محسومة لصالح محور أميركا ، و لن تسمح الولايات المتحدة بحرب باردة ثانية لرغبتها في تحجيم روسيا في محيطها الإقليمي و حرمانها من وصف القطب الآخر، و لكن كل المؤشرات تعيدنا الى مرحلة ما قبل حرب ال ٦٧ ، فستكون هناك ضربات سريعة و خاطفة تمتد لعدة ايام ستضرب المشروع الإيراني في المنطقة لتعيدها الى داخل حدودها ..

فمن يعتقد ان شرارة الحرب ستكون اليوم عصراً مع قرار ترامب بالانسحاب او بتعديل الاتفاق النووي مع ايران فهو مخطئ، فان القرار اليوم و ما سيلحقه يوم ١٤ أيار من نقل للسفارة الاميركية الى القدس و من الاستفزاز الاسرائيلي للمواقع الإيرانية في سوريا و لبنان ، فالجميع عينه على رد فعل ايران تجاه هذه الأحداث و التي ستشكل شرارة الحرب الحقيقية، فإما ان يلعب الخامنئي دور عبد الناصر في ٦٧ و النتيجة معروفة بهزيمة ساحقة اودت بالجيش المصري الى الهاوية، و امّا ان يكون أوعى من ذلك و يقوم بما فعله صدام في حرب الخليج الاولى و النتيجة مفاوضات تلحقها عقوبات فتنازلات فلقاء في أحد حفر طهران..

صيف حار جداً ، سنكتفي نحن العرب بالمشاهدة..