وجوب صيام الحائض والنفساء كاملا بالأدلة الشرعية
بمناسبة قرب حلول شهر رمضان وأمرا بمعروف ونهيا عن المنكر …إليكم هذا المقال:
لم تكن إمكانياتي الفقهية ولا النفسية تسمح لي أن أكتب هذا الأمر إلا بعد أن اختمر لسنوات في عقلي بين الرفض والقبول.
لذلك لا تتعجل على نفسك أخي القارئ، فقط حاول التعمق فكريا بالمكتوب فلعلك تكون أحد أضلاع فقه التنوير وإزاحة الغُمّة الفكرية والفقهية عن كاهل هذه الأمة.
ــ هب أن حاجا لبيت الله الحرام قد احتلم …فهل يفسد حجه لبيت الله الحرام؟.
ــ هب أن رجلا أخرج الزكاة وهو جُنُب …..فهل لن يقبلها الله؟.
أكتب ذلك لأطبقه على الصيام…فهب أن صائما قد احتلم فهل يفسد صيامه؟…….بالطبع لا.
فما أريد أن يفهمه الناس أن يعلموا بأن الله قد شرع لكل شعيرة تحضيرات ومقدمات خاصة تختلف عن غيرها.
• فبينما يشترط الله الوضوء للصلاة ……فلا يشترط ذلك للصيام
• ويشترط لباس الإحرام بالحج ……..فهو لا يشترط لباسا محددا للزكاة أو الصيام.
• وبينما يسمح لك بأن تكون جُنُب أثناء الحج والصيام والزكاة….. فإنه لا يتقبل ذلك أثناء الصلاة.
وعلى ذلك فإن الحائض عليها صيام .. كما عليها حج وعليها زكاة…لأنه لا يشترط الطهارة للصيام كما تشترط للصلاة…فلكل شعيرة شروطها الخاصة فلا يجب خلط شرائط ومقدمات الدخول في الصلاة لنقوم بتطبيقها على الصيام.
وإن سند الفقهاء في عدم وجوب صيام الحائض والنفساء ليس له حجة إلا الأحاديث النبوية التي يناقضها فتواهم بوجوب صيام الحائض التي ارتفع عنها الدم لكنها لم تطهر….مما يدل على خلل فكري في تركيبتهم الفكرية إذ أنهم أوجبوا الإفطار لرؤية الدم….
فبخصوص موضوع صيام الحائض والنفساء فإن الأحكام الشرعية وبخاصة تلك الأحكام التي يسمونها بأحكام الشرائع والفرائض لابد وتنطبق على الذكور والإناث وإلَّا صار الحكم مستحيل التنفيذ.
لكن بناء على حديث مأفون رواه البخاري… تم الحكم بترك كل نساء أهل الإسلام صيام رمضان حال الحيض بكل الأجيال وحتى يومنا هذا…..وأنا أرد عليهن وعلى الرجال وعلى البخاري الذي ساق لنا هذا الخرف.
ومن غير المقبول أن يصدر الله حكما لا يمكن تنفيذه…..
فحين تقتل امرأة بسيارتها شخصا بين قومها وقومه ميثاق …فهنا إن لم تجد المراة الدية وهي عتق الرقبة فعليها الكفارة وهي صيام شهرين متتابعين….يعني ستون يوما متتالية.
وإليك نص الآية:{….. وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء92.
فبالله عليكم إذا ما كانت المرأة الحائض ليس عليها صيام فكيف ستصوم شهرين لتؤدي هذه الكفارة….بينما يطلب الله صيام شهرين متتابعين بلا توقف فهذا دليل شرعي على أن على المرأة الحائض صيام….أم أن الفقهاء قد أقالوا المرأة من هذا الحكم الشرعي أيضا لفقههم العجيب بوجوب إفطار الحائض والنفساء….إذ أنهم بههذا الفكر يقولون بان الله أنزل حكما شرعيا مستحيل التنفيذ في حق المرأة….وهذا هو عين الخبل الذي أوقعنا به الفقهاء.
أما التعلل بأن الحائض لها حكم المريضة فهذا خرف فكري….إذ أن المرأة الحائض التي يجهدها حيضها فإن لها رخصة الإفطار ليس لعلّة الحيض لكن لِعِلّة المرض.
ومن غير المقبول شرعا أن نأمر النساء والفتيات جميعهن بالإفطار حال الحيض أو النفاس لعلّة طبيعية أوجدها الخالق فيهن ، ولم يوجب الطهارة للصيام ….ولم يوجب لهن الإفطار بسببها……بل ونأمرهن جميعا أن يقضين هذه الأيام في غير رمضان وكأن الطهارة واجبة لصيام شهر رمضان….فما هذا الخرف؟.
إذا فلا يجوز فرض الإفطاربنهار رمضان على كل نساء المسلمين وفتياتهم حال الحيض او النفاس…لكن لكل امرأة حكمها الشرعي فالأصل أن يصمن جميعا إلا إن شعرت إحداهن بتعب خلال الصيام ….. فهنا يقع لها رخصة الإفطار بسبب المرض وليس بسبب كونها حائض او نفساء.
أذكر لكم ذلك لأطهر نفسي من متابعة فقه الفقهاء ولأنهى عن منكرهم بشأن وجوب إفطار المرأة الحائض والنفساء بشهر رمضان مع إلزامها بالقضاء في غيره.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي