صور ومآسي وحكايات حزينة ومؤلمة..
المنظمات الدولية تقرع ناقوس الخطر: (8) ملايين أرملة ويتيم في عراق نوري المالكي
بغداد – العباسية نيوز
من: سعدون البياتي
المنظمات الدولية تتسابق في قرع جرس الإنذار من تحول العراق إلى بلد الأرامل والأيتام، فيما الأرقام تتزايد يوماُ بعد آخر، جراء تصاعد العمليات المسلحة، حيث قدرت المنظمات الدولية جيوش الأرامل والأيتام عددهم يفوق الــ(8) ملايين يعيشون في ظروف صعبة وغير أنسانية وسط صمت وأهمال حكوميين مما يعني كارثة أنسانية تنذر باسوأ العواقب على هيكل وبناء المجتمع العراقي.
فقد قدرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ــ يونسيف ــ عدد الأيتام بأكثر من (5) ملايين و(700) آلف طفل فيما أكدت دراسة أجرتها الأمم المتحدة ومراكز أبحاث أخرى وجود (3) ملايين أمرأة أصبحن بلا معيل بسبب فقدان رب الأسرة جراء الكثير من الحروب والعنف والأرهاب الذي ساد العراق بسبب الاحتلال الأمريكي في نيسان 2003.
وأما وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وباعتبارها الجهة المعنية برعاية الأيتام والأرامل فأنها تتهرب من أعطاء أية أرقام بدعوى أن الأعداد تتزايد يوما بعد آخر وبالشكل الذي يصعب عليها أجراء إحصائيات دقيقة بهذا الخصوص..
صور ومآسي وحكايات حزينة ومؤلمة عن واقع هذه الملايين التي تعيش العوز والفاقة وفي ظل ظروف صعبة أقل ما يقال عنها بأنها غير أنسانية وفي بلد يتجاوز دخله السنوي من تصدير النفط الــ(100) مليار دولار أمريكي يذهب معظمه إلى جيوب الحرامية واللصوص والفاسدين من الذين يتحكمون بمصير العراق والعراقيين فيما الغالبية العظمى تعاني من شظف العيش والبطالة والأمية والجهل وانتشار الأمراض والأوبئة المرضية والاجتماعية..
ومن هذه الصور والحكايات المؤلمة ما ترويه فاطمة ناصر لـ(العباسية نيوز) حيث قالت: أصبحت مسؤولة عن البيت وعن طفلين صغيرين ليس لهما سواي بعد مقتل زوجي في انفجار وقع في حي الأمين… وليس لي مورد سوى تقاعد زوجي البالغ (500) آلف دينار، أدفع منه (300) آلف دينار مقابل أيجار السكن.. وأتساءل هل يكفي (200) آلف دينار للمعيشة والصرف على متطلبات البيت والأطفال؟
وتضيف وأنا أواجه هذه الأيام محنة أخرى تتمثل في قرب بدء العام الدراسي الجديد فيما أنا عاجزة تماماً عن توفير الحاجيات المدرسية الأساسية..
وتضيف: لقد طرقت أبواب وزارة العمل من أجل الحصول على الإعانة ورغم كثرة المراجعات على مدى عام كامل إلا أنني لا أحصل سوى على الوعود..
حكاية أخرى سمعناها من (وصال عبد الله) التي قالت أنها فقدت زوجها في انفجار وزارة العدل وقد كانت وقتها حاملاً بأول طفل وأصبحت أرملة وأنا في مقتبل الشباب وعمري لا يتجاوز الخامسة والعشرين.
وعن مستقبل أعربت عن تشاؤمها لأن الحزن يغلق حياتها وهمها الوحيد الاعتناء بولدها ومحاولة تنشئته والتعويض عن حنان الأب الذي ولد قبل أن يراه..
أما (أمينة عبد الوهاب) فقد تحدثت دون أن تتوقف دموعها وهي تروي مسيرة حياة شاقة وصعبة بعد أن فقدت زوجها أبان الاقتتال الطائفي المؤسف في الدورة وهي تعمل الأن للأنفاق على أسرتها الصغيرة المؤلفة من أولادها (عمار وندى وسيف)..
أما عن طبيعة عملها فأشارت إلى أنها تشتغل في شركة أهلية مقابل (500) آلف دينار شهرياً وأنها مصرة على أكمال أولادها لدراستهم في كل المراحل وكما كان يتمنى ويحلم زوجها الراحل (محمود عبد الهادي)..
ومن اغرب الحكايات ما تتحدث به (سميرة ناجي) التي قالت أن أهل زوجها قد استولوا على كل شيء من ذهب وأثاث ونقود تخصها ولم يتركوا إلا بعض الحاجيات البسيطة.. وتضيف أنها ما تزال في العشرينيات من عمرها وتعيش مع أبنتها الصغيرة (أسماء) البالغة من العمر ثلاث سنوات.. و توضح أن أشقائها يساعدونها على مواجهة متطلبات الحياة إضافة إلى (100) آلف دينار تتقاضاها شهرياً من (دائرة شؤون المرأة) وهي لا تكفي حتى لشراء الدواء أذا تعرضت طفلتي الصغيرة على وعكة صحية..
ومن بين حشد كبير من الصغار المنتشرين في شوارع بغداد لبيع المناديل الورقية وقناني الماء وأقداح الشاي على المارة التقينا بمحمد عبد الرحمن (15 عاماً) الذي يكد طول النهار من أجل الحصول على مبلغ لا يتجاوز في أحسن الأحوال الــ(6) آلاف دينار لينفقه على شقيقه وشقيقته وحتى لا ينقطعا عن الدراسة بعد أن فقد والديه في انفجار عبوة ناسفة وهما في طريقهما لمراجعة طبيب بسبب مرض والدته..
الصبي (محمد عبد الرحمن) صورة مؤلمة من ظروف وقساوة الحياة بالنسبة للملايين من أمثاله من ضحايا أعمال العنف التي أودت بأولياء أمورهم وتركتهم أمام أقدار لا ترحم وحملتهم أعباء الحياة الثقيلة دون أية رعاية أو التفاتة إنسانية من جانب حكومة المالكي المشغولة بتطبيق سياستها الطائفية البغيضة وترك البلاد نهباً للفاسدين المرتشين والسماسرة من أعوان وأرباب وعملاء السلطة الغاشمة