نقلت الينا كتب السيرة النبوية ان النبى كان عادة يفطر على تمر فى رمضان كما نقلت لنا الأناجيل عن المسيح انه شرب خلا قدمه اليه على الصليب احد الجنود عندما طلب ماء ليشرب …..
لذا نجد من المسلمين من يحرص على الإفطار بالتمر فى رمضان ومن المسيحيين من يحرص على شرب القليل من الخل فى يوم الجمعة العظيمة التى تحتفل فيه الكنيسة بذكرى صلب المسيح ….
حسنا ….. نحن إذن نريد ان نثبت لأنفسنا اننا نسير على سنن الأنبياء بأن نأكل ونشرب كما كانوا يأكلون ويشربون …… كيف جاءت الينا تلك الأفكار ؟؟؟ وكيف اعتقدنا اننا اذا قلدنا الأنبياء فى طعامهم وشرابهم انما بهذا نسير على دربهم ونهتدى بهديهم ؟؟ ….. لا شك ان الشكليات تظل شكليات حتى لو قام بها الأنبياء وهى لاتعنى بأى حال ان الحريصين على ادائها اعمق ايمانا وأكثر تدينا من اولئك الغير متمسكين بها …..النبى مثلا كان حليق الشارب والمسيح كان طويل الشعر ….. كيف يترائى لنا ان حلق الشارب وإطالة الشعر يمكن ان يكون سببا يجعل الله جل شأنه يرضى عن شخص دون آخر ؟؟
يظل قلب الحاسد قلبا لحاسد حتى لو قصر افطاره فى رمضان على التمر فقط وحتى لو شرب انهارا من الخل يوم الجمعة العظيمة ….. قلبك وهدفك واحساسك الإيمانى وثقتك بالله هى كلها من تجعلك مؤمنا حقيقيا او مؤمنا مزيفا اما طعام الأنبياء وشرابهم ولباسهم فلن يفيدك شيئا ان تقتدى به …
اعجب كل مرة بنفس القدر عندما ارى وأسمع الجدال العنيف الذى يدور حول حجاب المرأة ولحية الرجل …. وأندهش جدا …. الا يبدو ان المسألة شكلية للغاية ؟؟ الا يسهل جدا خداع الناس بأن تلبس وتأكل وتشرب كالأنبياء لتعطى عن نفسك صورة مزيفة للتقوى فى اعين المحيطين بك ؟؟؟
أذكر جيدا الآن انه اثناء تعليمى الجامعى بالقاهرة وكان فى النصف الثانى من ثمانينيات القرن الماضى انه كانت لنا بالدفعة صديقة كينية محجبة اسمها عامرية مازلت أذكرها تماما وكانت ذكية ومتفوقة وتتحدث الإنجليزية بطلاقة …. قالت لى ذات مرة فى حوار عابر انها تأكل الأرز بيديها ولا تستعمل ملعقة ولما سألتها ببساطة وتلقائية …. لماذا ؟ …. قالت لأنها سنة عن النبى ….. !! ….
يمكننا ان نتخيل الحذاء الذى كان المسيح ينتعله او السواك الذى كان النبى يستعمله للنظافة الشخصية ولكن كيف نتخيل اننا إذا استعملنا هذه الأشياء _ والتى هى اشياء وستظل اشياء _ فإن استعمالنا لها يزيدنا قربا من الله ….؟؟
هل قلت كلاما فارغا …؟؟؟ …. ربما .
أنطون رمسيس