صناعة هيكل وسبب حقده على دول الخليج!

samilnisifسامي النصف

مع رحيل الأستاذ محمد حسنين هيكل نتساءل هل كان ما أنجزه هو نتاج عبقرية وموهبة فريدة ووطنية متجذرة أم ان هناك قاطرة غير معلنة هي التي أوصلته للمجد والمال الوفير ولو ركبها غيره لوصل الى ما وصل اليه الاستاذ من شهرة وثروة أسطورية؟ الحقائق الجلية تظهر ان الأستاذ هيكل لم يعرف عنه قط النبوغ والتميز حتى تخرجه من المدرسة التجارية المتوسطة إبان حكم الإنجليز كما لم يعرف عنه قط أي مواقف وطنية إبان دراسته أو مشاركته بالمظاهرات الوطنية التي ملأت تاريخ مصر منذ الانجليز كحال عبدالناصر، ولم يسجن في شبابه كحال السادات، ولم يبدأ مجده في الصعود إلا مع لحظة دخوله وعمله، وهو من لا يتقن الانجليزية، لصحيفة «الايجبشيان غازيت» الانجليزية التي تصدر في مصر، وتعرفه على رئيس تحريرها السيد ايرل وكبير محرريها السيد سكوت واطسون.. ومن يقف خلفهما!

****

بنى هيكل مجده بالمطلق ومنذ يومه الأول على الأخبار الحصرية التي كان يزوده بها من أراد له النجاح والتميز على أقرانه، ففي فبراير 1942 تم منحه وهو في أوائل العشرينيات معلومات حصرية من القيادة الانجليزية العليا ومخابراتها وحول ما يحدث في جبهة العلمين، وبعد ذلك ارسل لمناطق يحكمها الانجليز كمالطا وفرنسا فور تحريرها وفلسطين وسورية بعد انقلاب سامي الحناوي الانجليزي على الزعيم حسني الزعيم، ولشاه ايران إبان ثورة مصدق حيث كتب كتابه «إيران فوق فوهة بركان» الذي لم يعد طباعته قط كونه يفضح وقوفه مع الشاه، وللأردن إبان اغتيال الملك عبدالله بالقدس، وحتى إلى كوريا إبان الحرب الكورية اوائل الخمسينيات حيث تم تزويده بأهم أسرار تلك الحرب حيث أرسل لجريدة «الأهرام» موقع وتاريخ الانزال المتوقع لقوات الحلفاء لمحاصرة قوات كوريا الشمالية الغازية، وخبر وسر كهذا يزود به الصحافي عن عمد ولا يحصل عليه بالمصادفة قط..

****

واستفاد من المعلومات الخاصة التي يتم تزويده بها من قبل القاطرة غير المعلنة كي يبهر عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة، وجميعهم لا يفقهون شيئا فيما يجري في دهاليز السياسة الدولية، كما استغل الأستاذ كتابته لخطب عبدالناصر ولقاءاته الصحافية ليورط مصر في الحروب الخاسرة والانسحاب مرتين من سيناء دون حرب، كما رسم لعبدالناصر السياسات الخاطئة التي خسرت وأفقدت مصر السودان وسورية وقطاع غزة وأكسبت مصر عداوات المعسكرين الشرقي والغرب معاً ومعها عداوات الدول الأوروبية والإسلامية والعربية والخليجية حتى توفي عبدالناصر ولا توجد دولة واحدة صديقة لمصر في المنطقة، وسوّق هيكل لعبدالناصر قضايا الاشتراكية والتأميم فتم تدمير اقتصاد مصر بالكامل والقضاء على الزراعة والصناعة والسياحة وانهارت العملة المصرية وتمت محاربة وشيطنة كل مشروع فيه خير ونفع لمصر وللمنطقة مثل حلف بغداد ومشروع ايزنهاور الاقتصادي، وهم نسخ طبق الأصل لما تم عمله في غرب أوروبا وشرق آسيا بعد الحرب الكونية الثانية وأوصلهم للتقدم والثراء ومنع الحروب في منطقتهم، وكم من خير عميم كانت دول المنطقة ستحصده من ذلك الحلف لولا موقف عبدالناصر الخاطئ منه.

****

في المقابل شجع هيكل عبدالناصر على الأخذ بالسياسة القمعية بالداخل ومحاربة الديموقراطية والحريات وفتح السجون للمعارضين، وقامت القاطرة غير المعلنة بتسويقه أمام الجماهير العربية الساذجة عبر الكذب والخداع كالادعاء بإن مقالاته وكتبه لا ينام الانجليزي والاميركي والصيني واليوناني… إلخ إلا بعد ان يقرأها، والحقيقة كشفها الزعيم السوفييتي الشهير نيكيتا خروشوف عندما طرد هيكل من قاعة الاجتماع الذي ضمه مع الرئيس عبدالناصر والوفد المرافق في موسكو متهما اياه بالعمالة للغرب، وان كتبه ومقالاته كما اوصلت اليه المخابرات الروسية القوية لا يقرأها ولا يعرفها احد وانها وسيلة فقط لايصال مئات آلاف الدولارات اليه، حيث يسب الغرب صباحا في مقالاته ويغرف ليلا من خيراته، وقد اكتشف عبدالناصر هذه الحقيقة متأخرا، فقرر في أغسطس 1970 ـ وضد إرادة هيكل ـ عزله من مركز قوته في جريدة «الأهرام» وتصعيده لمنصب وزير كي يتم التخلص منه في أول تعديل وزاري، إلا أن عبدالناصر توفي بعد شهر وهو في عز شبابه. ويدعي هيكل بأن الرئيس عبدالناصر تم وضع السم له في قهوة إبان اجتماع ضم ناصر والسادات وهيكل، وفيما بعد تم سجنه من قبل الرئيس السادات في سبتمبر 1981 ومرة أخرى وخلال أقل من شهر ينتهي حكم السادات بعملية اغتيال غامضة في اكتوبر 1981 وقد تعلم الرئيس مبارك درس المنصة فألغى الاستعراضات العسكرية ولم يضع نائبا له ولم يقترب من.. هيكل!

* نقلا عن “الأنباء”

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.