عند التركيز على اي موضوع في نظام الملالي نواجه حالة هشة مثل الجدار الورقي والاسفنجي وتبين للجميع طبيعة النظام الفارغة. احد المظاهر التي تروجت في ايران بعد مجئ الملالي وقوات الحرس الى سدة الحكم هوصناعة الوثائق الدراسية المزورة. ان الملالي والحرس البعيدين عن تقدم العلوم في هذا العصر يحملون معهم عقدة النقص في تسميتهم بالدكتور والمهندس عن طريق المحاولات اليائسة للحصول على مثل هذه الوثائق لتدارك تأخرهم قياسا الى حملة الشهادات الحقيقية. ولذلك قاموا بتأسيس مؤسسات التعليم العالي ومراكز التدريب والجامعات من مختلف انواعها وباسماء وعناوين مطنطنة دون الاخذ بنظر الاعتبارمراعاة الضوابط والتعليمات لهذه المؤسسات. وبحجة الفكرة التي تتحدث عن ضرورة مصاحبة قافلة علوم العصر، قاموا بتكوين الفروع الدراسية المختلفة في هذه المراكز التعليمية دون ان تكون لديهم اهلية لذلك.لان المؤسسات التعليم العالي يعني مستوى اعلى من مستوى المرحلة المتوسطة وبغض النظر عن توفير الاجواء المناسبة ، بحاجة لتوفير الكوادر المتخصصة ذات اهلية علمية. هذا يعني الاستاذ او المدرس في فروع الهندسة والطب والادب وعلم الاجتماع او حقوق و…من الضروري ان يكون لديه خلفيات ودراسة علمية مناسبة عمليا ونظريا. ونرى جامعة طهران التي تاسست عام 1934لديها خلفية لثلاثة عقود الى ان وصلت الى المستوى العلمي الدراسي المطلوب.
اما في نظام الملالي فالشئ الوحيد الذي ليس له مكانة لائقة هو العلم وعلى العكس مما يروجه الملالي هو الامية والابتعاد عن العلم ولذلك نرى بان مايسمى بالمراكز العلمية الغير صالحة تنتشر في انحاء ايران مثل الاعشاب الضارة وكل سنة عشرات الالوف من الشابات والشباب يدخلون هذه المراكز ما يسمى بالتعليم العالي بصفتهم طلاب اجامعيين غير ان هذه المراكز تشكل مصدراً للموارد المالية ونهب اموال المواطنين . لان الطالب يجب ان يدفع مبالغ هائلة لكل واحد دراسي في هذه المراكز وبعد الحصول على الوثائق الدراسية لم يتعلم فعلا حتى يكون كفوءا ومختصاً في الفرع العلمي الذي درس فيه .هذا الاسلوب المتبع من قبل الملالي اثار احتجاجا لدى بعض وسائل الاعلام التابعة للملالي بما فيها صحيفة شرق الحكومية بتاريخ 17 نوفمبر الجاري حيث تعترف بان الاحتيال والنهب العلمي هو ناتج عن نظام التعليم الغير الكفوء وجاء في المقال :
جريدة شرق تحت عنوان: “ احتيال“ واشاعة سلوك لااخلاقي في التعليم العالي هوالضعف الاجتماعي المكتشف حديثا
« فتحنا ابواب التعليم العالي لتأجيل دخول القوى الشابة الى سوق العمل وواصلنا الى ان حولنا الابواب الى بوابات كبيرة والجميع دخلوا هذه البوابة بسهولة للحصول على «شهادة الدكتوراه» دون ان يكون لديهم هذه القابلية لمواصلة هذا الطريق. يفترض علينا ان نعرف باننا سنواجه حشدا كبيرا من الطلاب الذين هم بصدد تدوين الاطروحة للحصول على الدكتوراه وعلى كل واحد أن يكتب مقالين مطبوعين في الوقت الذي ليس لدى الطالب هذه الدرجة من الكفاءة العلمية وليس لديهم مثل هذه الفرصة. مديرو التعليم العالي يستغربون حيال الظاهرة الجديدة من هو كتّاب المقالات في ساحة الانقلاب ومن اين جاء هؤلاء؟ الحقيقة هي ان هؤلاء الكتاب هم الذين يلبون الحاجة التي بدأت مع تكوين هذا النظام وفتح بوابات مرحلة الدكتوراه وهذا الجمع الهائل من الطلاب.
في الجامعة التي ليس فيها عدد كاف من المدرسين لاكمال الدورات الدراسية المتخصصة فهذه الجامعة تسجل اسماء عشرات الطلاب بتمويلهم الشخصي او المنحة الدراسية الحكومية غير انه لااحد منهم يتمكن من قرائة كتاب باللغة الانجليزية كيف يمكن ان يكتب مقالات
ISI ؟»