صكوك البراءة البريطانية

صكوك البراءة البريطانيةkilling non-muslims
وجه ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا في حديث امام طلبة مدرسة في مدينة بيرمنغهام يوم الاثنين الماضي اصابع الاتهام الى الجالية المسلمة في بريطانيا بحكم مسؤوليات تلك الجالية عن تطرف ابنائها و قتالهم الى جانب داعش في كل من العراق و سوريا كما انه اشار الى فشل اغلبية المسلمين البريطانيين في قدرتهم على الاندماج بالمجتمع البريطاني الامر الذي يعزز من من ازدياد الكره للإسلام و المسلمين في بريطانيا والتي هو و صفها بالكريهة
جدير بالذكر أن عدد من يقاتل في صفوف داعش لايتجاوز 700 بريطاني من اصل مليون ونصف مسلم بريطاني تعداد الجاليه المسلمة في بريطانيا .
لقد قال كاميرون “الحقيقة المأساوية ان الكثير ممن ولدوا وترعرعوا في المملكة المتحدة لا يشعرون انهم ينتمون الينا”، ولا ادري وفق اي دراسة او احصائيات وصل كاميرون الى تلك النتيجة وسلم بها متجاوزا الاشارة الى فشل الحكومة في عملية الاندماج متجاهلا أن موقف حكومته من المشاركه في قوات التحالف الدولي لقتال داعش كان له الاثر الاكبر لمشاركة عدد من البريطانين المسلمين بالقتال الى جانب داعش
لقد تعرض ديفيد كاميرون الى لب المشكلة دون ان يدري فقال : “ان هناك (من المسلمين) من يدينون العنف في بريطانيا ويرون انه غير مبرر ، لكنهم يرون ان التفجيرات الانتحارية في اسرائيل امر مختلف”.
وكان يفترض ان يجيبه احد المسلمين البريطانيين قائلا يا مستر كاميرون المسلمون ضد الارهاب بكل صوره وإشكاله ضد ارهاب داعش ولكنهم ايضا ضد ارهاب اسرائيل تجاه الفلسطينيين ارهاب اسرائيل المدعوم من قبل حكومتكم و ضد ارهاب الانظمة الحاكمه في الدول الاسلامية والتي هي ايضا مدعومة من قبل حكومتكم والحكومات الغربية
المسلمون يرفضون الظلم بكل صوره و لا يميزون بين ظلم مقبول و ظلم مرفوض
لقد قاوم البريطانيين الغزو الالماني و احتلال المانيا الهتلرية لأجزاء من اوروبا و اشتركوا مع امريكا وروسيا بحلف للقضاء على النازية فهل كانت مواجهه بريطانيا لألمانيا النازية يومها ارهابا ؟؟
لايمكن ان تغسل عقول المسلمين و تمحى من ذاكرتهم تصرفات الجيش البريطاني بالعراق ابان احتلال العراق من قبل قوات التحالف الدولي و الفظائع التي ارتكبها الجنود البريطانيون هنالك بحق اشقائهم المسلمين
اذا كان ديفيد كاميرون يطالب باندماج المسلمين جميعا بالمجتمع البريطاني و عدم احتضان الجالية المسلمة لإرهاب داعش فعليه اولا أن يدين ارهاب اسرائيل المنظم تجاه الفلسطينيين و يتوقف عن دعمه وتؤيديه لتصرفات اسرائيل الارهابية والاستيطانية كما عليه ان يتبرأ من دعمه للأنظمة الاستبدادية في الدول العربية و الاسلامية ولا يقف في وجه ارادة الشعوب عندما تختار انظمتها كما حدث مؤخرا في غزة وسابقا في الجزائر
عليه أن يكون مدافعا عن الانسانية و حقوق الانسان بحكم أن بريطانيا احدى الدول الخمس الدائمة العضويه في مجلس الامن ويوقف ارهاب وتدمير نظم الاسد للشعب السوري هذا الارهاب الذي يحدث امام مرأى ومسمع العالم والجميع لا يحرك ساكنا ويأخذ على يده و يمنع ارهابه

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.