اعتدنا على مسألة اعتراف أعضاء المجموعة الدوليّة – وإسرائيل بشكلٍ خاص-، بشرعيّة حركة فتح، باعتبارها هي من قادت منظمة التحرير الفلسطينية، منذ نشوئها عام 1964، وهي من قادت اتفاق أوسلو 1993، وهي من قادت السلطة الفلسطينية فيما بعد، وبأن الرئيس الفلسطيني “أبو مازن” هو الذي يرأسها منذ عام 2005.
في نفس الوقت يُوجد شعور عارم لدى الكل – تقريباً-، بأن الأعضاءً ذاتهم، أصبحوا يُبدون استحساناً باتجاه القيادي في فتح “محمد دحلان”، باعتباره توطئةً لأن يكون شرعيّاً نهاية المطاف، وإن كان بغير رغبة خالصة منهم، ولكن ترتيباً على مقتضيات المرحلة المصلحيّة (السياسيّة- الأمنيّة) الحاليّة، والتي تعصف بالمنطقة ككل.
فالمعطيات المتوفرة، كانت قد أشارت إلى انخفاض كميّة قبول “أبومازن” لدى بعض أولئك الأعضاء، وبنسبة لابأس بها، والتي أخذت بالوضوح خلال الفترة الأخيرة الفائتة، باعتباره، لا يسُدّ الأبواب في الوجوه فقط، بل هو من يقوم بتأزيم الأمور، حيث لم تفلح كافة اتصالاتهم باتجاهه، وسواء الشفويّة منها والسلكيّة، في سلبهِ أي تنازلات بشأن المصالحة مع “دحلان”، باعتبار أن حالة الخصومة الحاصلة لديه، هي حالة متأخّرة، ولا رجاء فيها.
الأمر الذي أدّى بهم إلى السماح لـ”دحلان” بالانتقال إلى الخطّة التالية، وهي الرّامية إلى شحن الأجواء نحو تصحيح مسار الحركة بشكلٍ متقدّم وأكثر عمليّة، وكانت قد مثّلت تظاهرة لأنصاره في قطاع غزة أوائل أكتوبر الحالي، بحجة المطالبة بوحدة الحركة، وللاستجابة لمساعي الرباعية العربية، لإنهاء حالة الانقسام الفتحاوي، مثّلت شيئين مهمّين، وهما تأكيد حضور “دحلان” الجيّد داخل المركز الفلسطيني، والذي يضم قيادات وكوادر فتحاوية، تُعد من الصفوف الأولى، وتحدّياً صارخاً لـ (رام الله)، التي اعتبرت التظاهرة، تهدف إلى شق الحركة والإخلال بشرعيتها.
مؤتمر عين السخنة، الذي تم عقده عن قصد “دحلان” وتعمّده، خلال الأسبوع الماضي، وبعد التفاتهِ لـ (رام الله) لمرّة واحدة، باعتباره – كسباً سياسياً ورفعاً للعتب-، كان هو الذي أكمل المشهد نحو التسخين، إلى الدرجة التي لا يمكنه بعدها، إعادة الحديث عن مصالحة، حيث فرضت نتائجه عليه، مهمّة المضي قدماً، باتجاه الأخذ بها وتطبيقها على الفور، وخاصة تلك الي تتعارض مع رام الله.
كان استقبال “أبومازن” للمؤتمر ولنتائجه بخاصة، استقبالاً صراعيّاً خالصاً، حيث اضطرّ بسببهما، إلى محاولة إثبات اتهاماته ضد “دحلان” – أمام أنصاره على الأقل-، بأنه يعمل باتجاه تقويض الحركة، وباتجاه تصفية القضية الفلسطينية، كما أصرّ على توقيع قرارات رئاسية، تهدف إلى تقزيمه ومُطاردة الداخلين في تيّاره، والمتعاطفين معه داخل الحركة، وذلك بتهمة التجنّح.
والأهم هو، قيامه بما يُمكن تسميته بالخطوة التعويضيّة، والمتعلقة بمسألة سفره إلى كلٍ من تركيا وقطر، والتي تهدف إلى إيجاد دورٍ تركي – قطري باتجاه تشغيل ملف المصالحة مع حركة حماس، خاصة وأن لديه عدّة شُبهات، تُوحي بأن “دحلان” بصدد المسابقة، نحو تفعيل صفقة سياسية وخدماتية كبيرة باتجاه الحركة، وهي لدى “أبومازن” وإن كانت أحاديّة الطرف، لكنه يضمن بأنها ستعود عليها بفوائد مباشرة، وبالتالي ستساهم في إطالة أمد الانقسام.
من تابع جوقة التسخين المتبادلة بين الفريقين، وشعر بتأثيراتها، لا بد وأنه لاحظ وقوعها على حرفٍ واحد، والذي يدعو إلى عدم الانجرار وراء أي بادرة، تهدف إلى رأب الصدع، برغم عِلمهما، بأن تلك الجوقة، هي في حقيقتها (مواجهة)، وهي لا تحصد سوى الهزائم، ليس الحديث عن محاولة إثبات ملاحظةٍ ما، أو تحديد أي إهانة لأحدٍ كان، بل عن أضرار جسيمة ستلحق ليس بالحركة وحسب، بل بالقضية الفلسطينية أيضاً.
خانيونس/فلسطين
25/10/2016
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :