رأي أسرة التحرير 24\3\2018 © مفكر حر
قلنا في مقالاتنا السابقة, بأن هدف كل من فلاديمير بوتين رئيس روسيا, و رجب طيب أردوغان رئيس تركيا والولي الفقيه الإيراني في سوريا, هو تجيير الحرب في سوريا لصالح اجنداتهم السياسية, ولا يهم أي منهم مصير النظام السوري او الشعب السوري بجزئيه المعارض او الموالي والمسلح او السلمي, الا بقدر ما يمكن ان يتم استغلالهم من اجل مصالحهم الخاصة لا اكثر ولا اقل!! وقلنا ايضا بأن الطريقة الوحيدة التي يستطيعون فيها الحصول على تنازلات في ملافاتهم الاستراتيجية هو عن طريق مواجهة اميركا في سوريا, والحاق الأذى بمصالحها وبحلفائها وبقواعدها العسكرية, وذلك لكي يجبروها على التفاوض معهم والحصول منها على تنازلات … فعلى سبيل المثال تركيا الاردوغانية قدمت حلب والغوطة الشرقية للنظام الروسي والسوري فقط لكي تصبح بمواجهة مباشرة مع الأكراد حلفاء أميركا وبالتالي لكي تتواجه مع اميركا وتتفاوض معها وتحصل منها على تنازلات … نفس الشئ بالنسبة لروسيا البوتينية حاولوا الهجوم على معسكرات الاكراد في شرق الفرات لنفس الهدف لكي يتفاوضوا مع الأمريكان!! ولكن اميركا ابادت قواتهم وفوتت عليهم الفرصة … نفس الشئ بالنسبة لإيران التي تبني قواعد لها في سوريا وتخزن بها صواريخ التي تهدد بها إسرائيل حليفة اميركا من اجل نفس الهدف وهو اجبار اميركا على التفاوض معها وتقديم لها التنازلات بملفاتها السياسية والاقتصادية … وقلنا أيضا بأن حاولت هذه الدول الثلاثة , روسيا وتركيا وايران, قبل هذا محاربة اميركا في سوريا عن طريق داعش الإرهابية التي قاموا بتأسيسها وتسليحها وتدريبها وجلب المتطوعين لها ومدها بالبنية التحتية والموارد الاقتصادية والمعلومات الاستخباراتية من اجل ان يكونوا بمواجهة مباشرة مع اميركا, ولكن اميركا استطاعت بالتحالف مع الاكراد من هزيمة وطرد داعش وبالتالي ايضا فوتت عليهم هذه الفرصة … وكلنا يعرف بقية القصة.
الآن وبعد هذه المقدمة, ما هو الوضع الأن على مختلف الجبهات السورية ؟ ومن هو الرابح والخاسر من كل هذه الصفقات التآمرية التي تمت بين روسيا وتركيا وايران والنظام السوري وجماعة الأخوان من جهة ضد اميركا ومصالحها وحلفائها في سوريا من الجهة الأخرى؟
ان انتقال حلب والغوطة الشرقية من يد المعارضة السورية المسلحة الى يد النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين, هذا ببساطة سيزيد من غرق كل من روسيا وايران في سوريا, حيث ستزداد عليهم كلفة الحرب في سوريا, لأنه عليهم الأن الانفاق على كل من حلب والغوطة , وتأمينها أمنيا وعسكريا, مما يزيد الضغط على الجيشين الروسي والإيراني, حيث ان الجيش السوري لا وجود له على الاطلاق الا عند الاعلام السوري.
اذا أردوغان تركيا الماكر تخلص من نفقات المعارضة في حلب والغوطة الشرقية, وجمع كل المسلحين السوريين لديه قرب حدوده في الشمال من اجل ان يسنخدمهم بالمواجهة في حروبه القادمة, أي انه قام بتقوية جبهته وموقفه, على حساب كل من ايران والنظام وروسيا والذي اصبح عبئهم كبيراً, وقواتهم مشتتة في الكثير من المناطق مما سيسهل هزيمتهم في الحروب القادمة.
من هنا نرى بأن لدى الأطراف الخيارات التالية:
أن يقبل كل طرف بالمناطق التي بحوزته وان ينفق على تسييرها اقتصاديا وامنيا وعسكريا من اقتصاد بلاده وقوت شعبه, وبالتالي استنزاف بلده عسكريا واقتصاديا حتى الغرق, وبالتالي انهيار انظمتهم ببلدانهم الاصلية تركيا وروسيا وايران؟
او ثانياً: ان يدخلوا بمواجهة مباشرة مع اميركا .. وهذا اسوء الخيارات لهم لانهم ايضا سيكونون من الخاسرين … وبانتظارنا الخطوة التالية لكل من روسيا وتركيا وايران … فان هناك تكهنات, كانت اليوم, بصحيفة النيويورك تايمز الأميركية بأن الخبر المفرح الذي وعد به بوتين للعقيد الموالي لروسيا ” سهيل الحسن” ردا على رسالة الثاني يهنئ الأول في فوزه بالانتخابات الرئاسية, هو بان يعينه رئيسا لسوريا بديلا عن بشار الأسد… ويا خبر اليوم بمصاري بوكرا ببلاش.