صفحات من تاريخ (سوريا السريانية).. سرياني سوري ينقذ (القسطنطينية) من حصار العرب الثاني..
جاء في كتاب (تاريخ البشرية) للباحث (ارنولد تونبي) ص 465: [[ الغزو العربي الاسلامي (633- 641 ) نجح في اقتطاع سوريا عن الامبراطورية الرومانية الشرقية(البيزنطية). لكن منذ أن بدأ سكان المشرق اعتناق المسيحية ، كانت المدنية السريانية تؤثر في المدنية اليونانية . ولم يحس المسيحيون الناطقون باليونانية انهم أكثر ثقافة من المسيحيين الناطقين بالسريانية.. والواقع أن أولئك(الناطقون باليونانية) كانوا قد افادوا نفحات حضارية دائمة من هؤلاء(الناطقون بالسريانية) قبل أن يبدأ الخلاف بين اليونان والسريان لاهوتياً وسياسياً، بسبب قضية (طبيعة المسيح)…]]. يضيف تونبي: [[ أن النار اليونانية- نوع من السلاح أو خطة عسكرية – التي انقذت الامبراطورية الرومانية الشرقية من الدمار(674-678) كان صانعها سورياً. فليو الثالث(حكم 717- 741) كان سوري(سرياني) الأصل . وقد تسلم (فليو) العرش في الوقت المناسب لينقذ القسطنطينية من حصار العرب المسلمين الثاني لها (717-
718).]]….. طبعاً.. سوريا بحدودها التاريخية والثقافية ، التي يتحدث عنها تونبي وكتب التاريخ ، هي غير سوريا الدولة الصغيرة الحالية بحدودها الدولية القائمة .. كلام الباحث تونبي يعد مصدر تاريخي جديد ومحايد، يؤكد على أن سوريا كانت سريانية، (شعباً وثقافة ولغة)، في زمن الاستعمار الروماني وقبله، وقبل أن ينجح العرب المسلمون في غزوها والاستيطان فيها ويعملوا على تعريبها وطمس هويتها السريانية .. وطبعاً ايضاً ، لا نأتي بجديد عندما نقول أن كتب التاريخ عندما تتحدث عن السريان إنما هي تشير الى (الآشوريين). لأن مع انتشار المسيحية في المشرق واعتناق الاشوريين للمسيحية بدأ يطغى الاسم (السرياني) على الآشوري وبات يطلق على الآشوريين ( سريان يعاقبة) و( سريان نساطرة) ،وفق التقسيمات المذهبية..
سليمان يوسف