صـرخـة إلـى الضـمائـر الحـية

في اجتماع عقد تكريما واجلالا لروح شهداء رابع الهجوم الصاروخي على مخيم ليبرتي، وجهت عوائل الشهداء والرهائن dhmaierالأشرفيين القاطنة في ليبرتي شكرها وتقديرها إلى الضمائر الحية للبشرية المعاصرة والشخصيات السياسيين المؤيدين للمقاومة الإيرانية ووسائل الإعلام والصحف الحرة المحبة للمقاومة، الذين أثبتوا برسائلهم وبأقلامهم وبحضورهم في الساحات والحملات الإنسانية كلها أن قوة الإرادة والوجدان للبشرية يقظة في وجه الصمت والظلام مهما كانا.
ووجه الدكتور محمد شيخلي مدير المرکز الوطني للعدالة في لندن رسالة إلى عوائل الشهداء والرهائن المجتمعين وأكد فيها: ”أنكم وبصبركم وصمودكم في أشرف وليبرتي وبتضحيتكم هذا الكوكب من الشهداء صرتم رموزا لجميع الإيرانيين والعراقيين الأحرار بل لمحبي الحرية في العالم كله ومن دواعي الفخر والاعتزاز لي في تاريخ حياتي أن أكون معكم وأقف بجانبكم. لقد نلتم اليوم محطة تقف شعوب العالم المحبة للحرية جمعاء بجانبكم مفتخرة بذلك“.
وقال أمير حسين أحمدي الذي كان والده من ضمن شهداء هجوم 1 أيلول 2013 على أشرف إنني لن أنسى أبدا يوم ودّعت أبي ”سيد علي“ في أشرف…لدي الكثير من الذكريات مع أبي أود أن أتحدث إليكم عنها باختصار:
كنت في الشهر السادسة من عمري حيث هاجمت مجموعة من قوة الحرس على بيتنا وقلتوا أمي بسبب أن والدي كان من معارضي النظام وأخذوني معهم وزجوني بسجن إيفين المرعب السيء الصيت لمدة أربع سنوات لأنهم كانوا يعرفون أن والدي من مؤيدي المجاهدين.. وبذلك أرادوا أن يمارسوا ضغطا روحيا على والدي. ذلك الحين كان صعب على فهم القضايا لكوني كنت صغيرا إلى أن كبرت وادركت الكثير من الأمور شيئا فشيئا.
كنت أحببت جدا لعبة كرة القدم والجودو وفي هاتين المادتين وصلت إلى المباراة النهائية على مستوى البلاد لكنهم حذفوني من مباراة الجودو النهائية وأخذوا يمارسون ضغطا شديدا عليّ وذلك لأن في نظام الملالي الحاكمين في إيران كل شيء يخص عناصر قوتي التعبئة ”البسيج“ والحرس من جهة و من الجهة الثانية أني كنت نجل عائلة مؤيدة ومناصرة لمنظمة المجاهدين.
بعد فترة عقدت العزم على الذهاب إلى مخيم أشرف في العراق فوصلت إلى أشرف وتعلمت من أبي درس الشرافة والإنسانية والمقاومة والصمود أمام الظالمين. منذ يوليو /تموز 2009 حيث تم تسليم ملف حماية أشرف إلى الحكومة العراقية، هاجمت القوات العراقية علينا نحن اللاجئين المحميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة سبع مرات مما أسفرت عن مقتل 131 شخصا وأصابة 1375 آخر منا بجروح كما واختُطف سبعة من إخوتي وأخواتي الأشرفيين في هجوم 1 أيلول 2013 كرهائن بيد القوات العراقية المهاجمة وظلت مصائرهم مجهولة لنا حتى اليوم. وفي ذلك اليوم أي يوم مجزرة سكان أشرف الموافق 1 أيلول كنت أنا في ليبرتي حيث سمعت خبر الهجوم على أشرف وكانت قناة الحرية الناطقة باسم المقاومة الإيرانية تبث أسماء شهداء الهجوم وصورهم لحظة بلحظة .. وأخيرا جاءت لحظة لم أكن معدا لها أبدا في كل حياتي بل كنت أسأل الله دائما ألا تأتي تلك اللحظة وألا أراها أبدا. فجاءت اللحظة وسمعت اسم والدي سيد علي سيد أحمدي من ضمن أسماء الشهداء. فجأة أحسست بأني فقدت كل شيء بل آمالي في هذه الدنيا.. كنت أتحدث إلى نفسي دائما وكنت أقول مكررا لا بد أن يكون هناك خطأ ومن المستحيل أن يكون الخبر واثقا..
لكن كان علي أن اواجه الحقيقة ولن أنسى أبدا صورة والدي المضجر بالدم… هذا هو ثمن الحرية ومن أجلها واجب علينا أن نضحي بالغالي والرخيص وهذا ما سيخلص الشعب الإيراني من الظلم والطغيان بيوم آت لا محالة.
والآن اطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والإدارة الأمريكية باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية للحيلولة دون تكرار جريمة أخرى بحق سكان ليبرتي. فإني ادعوكم إلى تحرك عاجل لتلبية مطالب سكان ليبرتي المشروعة والمنطقية وهي:
– الإفراج عن الرهائن الأشرفيين السبعة الذين اختطفوا في يوم واحد أيلول 2013
– ضمان الأمن والحماية لسكان ليبرتي
إجراء تحقيق مستقل ومحايد في مجزرة واحد أيلول في اشرف وفي الهجمات الأخرى على أشرف وليبرتي من قبل الأمم المتحدة

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.