قالت صحية “واشنطن بوست” الأميركية في تقرير لها نقلا عن مقاتلون أفغان شاركوا ضمن قوات مدعومة من إيران في الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من سبع سنوات تفاصيل حول طرق تجنيدهم، حيث أن ما بين خمسة آلاف و12 ألف مقاتل أفغاني شيعي انخرطوا في وحدات لواء “فاطميون” التابع للحرس الثوري الإيراني والذي تأسس قبل نحو أربعة أعوام ويقاتل في سورية إلى جانب قوات حكومة دمشق، حسب تقديرات باحثين.
ومعظم هؤلاء المقاتلين يعيشون كلاجئين أو عمال في إيران، إلا أن مئات منهم ينتمون إلى قومية الهزارة الأفغانية وقدموا من قرى فقيرة على الحدود الأفغانية الإيرانية ومناطق أخرى بأفغانستان، حسب “واشنطن بوست”.
وقد صرح للصحيفة أحد المقاتلين ويدعى حسين، فضل عدم ذكر اسمه الكامل، قائلاً إنه شارك في أربع مهمات قتالية في سورية وكان يتقاضى مبالغ تصل إلى 600 دولار أميركي شهريا, وأنه تلقى تدريبات على يد مدربين إيرانيين على أسلحة ودبابات روسية، ويوضح المقاتل ذو الـ 26 عاما: “يعطونك المال والطعام ويعدونك بالرعاية الطبية ويقدمون لك الوثائق التي تجعلك تتحرك بحرية في إيران”.
وتقول جماعات حقوقية إن الوحدات التي تدفع بها إيران إلى أتون الحرب السورية تضم أطفالا تقل أعمارهم عن 14 عاما.
ونقلت “واشنطن بوست” عن باحثين أن 840 مقاتلا أفغانيا على الأقل قتلوا في سورية، ويعد هذا الرقم ثاني أكبر عدد للقتلى بين المقاتلين الأجانب الداعمين للنظام السوري بعد المقاتلين التابعين لحزب الله اللبناني، حسب مركز “كارنيجي” للأبحاث.
وأضافت “واشنطن بوست” أن جلب مقاتلين أجانب للمشاركة في الحرب السورية هو “أسلوب تستخدمه (حكومة) طهران لإسكات الانتقادات الداخلية حول تورطها في صراع أجنبي مدمر”. وقالت إن دوافع المقاتلين الأفغان للانخراط في الوحدات الإيرانية اقتصادية، بدافع الحاجة للأموال، كما هي دينية.
وروى شاب آخر يدعى رازق (21 عاما) شهادته حول القتال في سورية، وقال إنه كان يواجه صعوبات في العثور على عمل يساعده على إعالة والدته الأرملة وشقيقتيه، وهو ما دفعه للانخراط في الوحدات الإيرانية، وقال إنه كان يحصل على 500 دولار شهريا.
غير أن القتال في سورية لم يجلب فقط المال للمقاتلين الأفغان، إذ قال مقاتل آخر يدعى نعيم إن “الأفغان يموتون هناك (في سورية) مقابل 30 دولارا في اليوم”.