ترجمة أورثوذكسي Orthodoxy – كلنا شركاء
فورن بوليسي Foreign Policy.
بدعمها اللامتناهي لبشار الأسد , تخاطر ايران و حزب الله بسمعتهما كداعمين لأي طرف معادي لاسرائيل و الولايات المتحدة بغض النظر عن دينه و جنسيته ,فجانبي الصراع السوري باتوا يعلمون أن القضية طائفية اليوم , الطرف الأول بأغلبية سنية , و الطرف الآخر شيعة و علويون و أقلية سنية لها نفس أهداف النظام السوري .
يقدر دبلوماسيون غربيون أعداد المقاتلين من حزب الله الذين يشاركون بالقتال في سوريا ببضعة آلاف الآن , و هو رقم غير صغير بالنسبة للقوة القتالية لحزب الله , ففي عام 2006 و حربه مع اسرائيل , خسر حزب الله 700 مقاتل , بما معناه , أن بضعة آلاف يرسلهم الى سوريا هو رقم ليس بقليل نسبة الى عدد مقاتليه .
يقول المحللون العرب , إن الدولة الأكثر نفوذاً في العالم العربي هي فارسية و ليست عربية , ايران الغارقة في النفط , والمستعدة لتغدق الأموال على ايقاذ صراع سني شيعي في المنطقة , في حين الملوك و الديكتاتوريات السنية تعبر دوماً عن استيائها من الهلال الشيعي الايراني , المتفاخر بأنه محور المقاومة و المغذى بنكهة عقائدية و حساب مصرفي هائل للمرشد الأعلى .
بعد الصحوات العربية , ايران اليوم غارقة في الشأن السوري , و تجر نفسها الى مستنقع , لم يسبق لها أن تراجعت بهذا الشكل منذ حربها مع الديكتاتور العراقي و التي انتهت عام 1988 .
الصراع في سوريا اليوم , يأخذ من مقومات و مصادر ايران الكثير و ينهكها , مما يمهد لانتهاء عصر الرشاقة الايرانية في المنطقة , هذه الرشاقة الذكية التي كانت تتفوق بها على البهيموث الأمريكي الثقيل الحركة في الشرق الأوسط .
ايران اليوم تحت العقوبات الاقتصادية , و تنفق الملايين من الدولارات على نظام بشار الأسد , و تضاعف الدعم يومياً بإرسالها المقاتلين المدنيين و التدريب العسكري الذي تؤمنه للمقاتلين السوريين .
في اجتماعاتها السرية , ايران لا زالت تتظاهر بأنها تستطيع ان تقدم الدعم اللامتناهي للأسد , و لكنها حتى و ان كانت تتحمل هذا العبء اليوم , فإن العقوبات الاقتصادية عليها و على برنامجها النووي و عدم قدرة الحرس الثوري على الاستثمار اقتصادياً بسبب العقوبات , سوف يؤدي بها الى طريق مسدود ..
و أقول , اذا كانت سوريا هي ” فيتنام ” ايران , فنحن اذا بعد 3 سنوات , ما زلنا في البداية .
لا يمكن ان يقاس دعم طهران للأسد بالدولار , فهي تخسر جميع حلفاءها العرب على المذبح السوري , كحماس , و مصر التي وبخ مجلس وزراءها ايران و يقول رئيسها أن دعم المعارضة السورية هو واجب أخلاقي .
مضت الأيام التي حملت فيها ايران لواء المقاومة الشعبية العربية , بما في ذلك المعارضين السوريين أنفسهم .
أخيراً , و بسبب دعمها لديكتاتور لا يرحم , ضحّت ايران بتاجها المرصع , حزب الله , و الذي كان أمينه العام منذ سنوات الشخصية الأكثر شعبية في العالم العربي السنّي , و كان يسخر من الحركات السياسية في العالم العربي و العميلة للهيمنة الأمريكية الاسرائيلية , ايران ضحّت بالدعم الشعبي و استبدلته بالغضب السنّي .
كما تضحّي بقادة من حرسها الثوري , و هذا ما حدث لضابطها الذي كان يستخدم الاسمين ” حسام خشنيفيس ” و ” حسن شاتري ” و الذي قتله المتمردون السوريون في كمين على طريق دمشق – بيروت , رغم ادعاء ايران أن اسرائيل اغتالت احد قادتها , لكن تقارير استخباراتية غربية أكدت أن المعارضة المسلحة في سوريا هي من اغتالته .
كما تضحي بحزب الله , الذي قد تطلب منه أن يقاتل حتى النهاية لأجل الديكتاتور السوري , حزب الله قد يغرق مع غرق سفينة النظام السوري .