صار في شي اسمو اسلام معتدل شو ما سمعت ؟

daiishescapرسالة اعتذار الى أسلافنا..
باعتذر منكون بالنيابة عن نفسي بعد ما صرنا أُمَّة كل مين ايدو الو ، و كل واحد صار عم يقبّع شوكو بإصبعتوا.
باعتذر منكون .. ما قدرت رد على سفهاء الارض بلغتهم لما هاجموكون، فأنا ابن مدرسة علمتني انو الشديد ليس بالصرّعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب..
باعتذر منكون.. فما عاد في قدرة على تحمّل انفعالاتنا، و فقدنا القدرة على اعادة شحن صبرنا اللي مل منّا..
دخيلك يا جدّي لا عاد تسألني عن سابع جار و لا عن سادس و لا حتى عن خامس، فجارنا اللي حيطو على حيطنا ، ما اتحمّل نزوح ولادك و أحفادك الخايفين ، و صار يبيع و يشتري فينا و يتاجر بأعداد الخيم المنصوبة على اراضيهون ، و صار يسمسر حصصهون الغذائية بالسوبرماركات..
لا تسألني يا جدّي عن الوفا ، فالغدر صار مننا و فينا، و الوفا صار بينباع و بينشرى بالدولار ، و الخوف يا سيدي صار شريكنا على مخداتنا، و القهر نديم سهراتنا ، و الهوان نسيم صباحنا..
لا تجبلي سيرة الصدق.. فالكذب صار ملح كلامنا ، و قول كلمة الحق تمنها سنين بالسجون ، و النفاق صار من صفاتنا الحميدة اللي بتزكّينا عند حكامنا..
و بمناسبة الحديث عن حكامنا ، رح احكيلك عنهون.. صار الحاكم اله ، و بحب خبرك يا سيدي انو عملنالهون اصنام و متاحف ، و صرنا نروح على مقابرهون لمسح ذنوبنا و كسب ثواب زيارتهون..
اما عن كرامة الامّة، فحدّث و لا حرج..صار البوط العسكري فوق راسنا، و الطفل صار بيخلق بالسجون و الخيم ، و النسوان عم تشق انفاسها لتغطّي تغييب ازواجها، و الشباب طوابير على ابواب السفارات و على لوائح مهربين شخاطير الموت..
العرب يا جدّي صارو ١٥ دولة و الخير لقدّام ، و الشام و اليمن صارو عواصم اللطم و الندب، و الحجاز صار عقار مرهون للبنك الدولي، و ارض الكنانة بحب بشرك ، من سنة انتخبت فيفي عبدو ام مثالية لام الدنيا ، و المغرب العربي صار تلاتة و نسي كيف يحكي عربي، و ذاكرتنا عن الأندلس ما عادت تتعدّى تاريخ اخر مباراة كلاسيكو..
امّا حياتنا كيف صارت..هيدي حكاية لحالها.. الحرامي صار من عليّة القوم، و الشريف صار بينوصف بالدروشة ، و كلب الامير أمير، و المزابل قامت ، و العلماء اتهجّرت، و صرنا منحفظ أقوال حكامنا بصم بدل حفظ أحاديث رسولنا، و العاقل صار بنص عقل ، و الفقير زاد فقرو، و الغني ما عاد يشبع..
بحكيلك يا جدي عن ديننا وين صار؟؟؟
سمعت بنهفة الارهاب!!! ما بدّك هالسمعة.. بس خليني احكيلك لحتّى ما تسمعها من الغريب : صار اللي بيصلّي بالجامع مثير للقلق، و اللي بيصوم رمضان مشكوك بحسّو المدني ، و اللي بيزكّي عن مالو صار الإنتربول بيلاحق حساباتو ليشوف وين هالمصاري رايحة..يعني يا جدي صرنا فرجة الله وكيلك ، و صرنا مننكر ديننا بمطارات الغرب قبل صياح الديك تلات مرات باليوم، و صرنا منشتم رسولنا ليرضى علينا ابو عيون زرق و اسنان فرء و يحسبنا من المعتدلين..
ولك ايه ايه ، صار في شي اسمو اسلام معتدل شو ما سمعت ؟؟؟ يعني مسلمين بزيت و مسلمين بسمنة ، و الشاطر عم يضحك علينا و يغيّر تصنيفنا على قياسو..
رح احكيلك شوي عن ربيعنا العربي اذا بعدك رايقلي..
طلعنا من كم سنة يا جدي عالشوارع قلنا حرية ما عجبهون.. قلنا اسلام و مسيحية ما اجت على زوءهون.. قلنا واحد واحد واحد قاموا حطّو كل واحد فينا بمخيم.. قلنا مالنا غيرك يا الله ، اعتقدنا بشار انو قاصدينو و رشّح حالو و نجح..
و عينك لا تشوف النور يا معلم لما قلنا الله اكبر ، صار الطظ بدّو يحمي مقدساتو، و الفش بدّو يدافع عن قبور اجدادو، و حسيسون ابو مخطة طابت معو يعرف مين قتل الحسين ، و شلاويط ابو خرية تعهّد انو زينب لن تسبى مرتين..
الله رحمك يا جدي و رحم كل جيلك، لو ضليتو عايشين لهلأ، كنت اخدت سيلفي معك و نزّلت الصورة على صفحتي عالفيس بوك ، و كان اجاك تعليق من ابن سينا عم ينصحك بعملية تجميل لأنفك ، و كان ساهم الخوارزمي بحساب عدد اللايكات اللي اجتك ، و كان الإدريسي رسملك خارطة طريق لبناء عضلات جسمك، و كان الفارابي عمل تاغ لدريد الاسد زميلو بمدرسة الفلسفة ، و كان الكندي عم يحاول يهكّر الصفحة ، و ابن رشد و الأبهري و ابن النفيس عم يحسدوك على هالطلّة و هالشبوبية..
اما ابن بطوطة فكان عم يلم الراغبين بالهجرة و يطالعهون معو تهريب بشخاطير الموت..
الله يرحمكون ..
وين كنّا و وين صرنا..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.