سقوط الحاجز النفسى فى بحيرة اليأس .. انفلاق الذات و سكونها و انطوائها فى المدفنه السوداء الليليه و يبقى منها يد عدائية تخرج بين فترة و أخرى تريد أن ترى العالم.
كما اتفق على تسميتها انفصام الشخصية .. الإنسان السوى يعيش فى الحياة بدون حواجز حتى يصطدم فى العالم الآخر و فى مراحل نمو الطفولة و المراهقة و الشباب و بعض المراحل المتأخرة من عمر الإنسان يصطدم بحائط لم يحسب حسابه هو حائط موجود و لكن لم يأخذ الإنسان احتياط له .. فالإنسان العادى لا يمكن ان يحسب غدر الزمن و غدر المجتمع و ثقافة تراكم الكم الهائل من المعلومات و الحشو المعلوماتى المتعمد و الخاطئ.
الإشكالية فى الإنسان العربى هو عملية التربية و التعليم؛ الكتاب يقول شيء و العملية التربوية تعكس أرائها التى لا تخرج من الكتاب, الجينات الإنسانية تتصرف تلقائياً و الضغط الإجتماعى و الثقافى و الفكرى يكبت التصرف الإنسانى و يجمحه خوفاً من الخروج عن سكة المخطط الفكرى للسيطرة على عقول الشعوب.
انفصام الشخصية العربية سببها اننا لسنا مقتنعون فى شيء و “شيء” يعنى الوضع الحالى, نحن غير مقتنعين فى الفكر السياسي, فكر الدولة, التربية الأبوية و لا الفكر الدينى, نعيش و أمامنا حائط كبير نضرب به رأسنا, و الشيء الوحيد هو أن رأسنا يتكسر و الأفكار تشتد صلابة .. فنحن أمام مجتمع خانق ضبابى كاذب واهم.
و الإشكالية الكبيرة: الأسرة .. الأسرة تريد أن ينشأ الجيل طبيعى, يقول المثل (( من الطبيعى أن لا اكون طبيعى فى مجتمع غير طبيعي!))
الإشكالية فى الإنسان: هو مجبر على القبول بالتربية الأبوية التى يسيطر عليها المجتمع الذكورى جسدياً و ليس عقلياَ. يعيش حالة خوف من المجهول, يعيش حالة خوف من القهرالإقتصادى.
نعانى من نقص حاد فى العاطفة الحقيقية و ليس سيمفونية البكاء العاطفى على الوهم.
عندما يصل الإنسان العربى لمرحلة تغيير تفكيره بالثورة على الذات الإنسانية و الذات نفسها و كسر حاجز الخوف اللذى صنعته الحكومة الافتراضية الأبوية و المجتمع .. نتحرر و بعدها نسقط الأنظمة الافتراضية التى تطوقنا.
لدينا نقص حاد فى العاطفة, الحب, الجنس و حرية الفكر.
لى قصيدة قديمة مطلعها يقول: “موتى بلا قبور و هنالك الفكر فى المخفر مغفور.”
((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) [الرعد:11]
أعتقد واضحة,
ألا تعقلون …