وقع اغتيال الرئيس بشير الجميل كان كبيرا جدا، لأن قوى الظلام والظلامية تمكنت من اغتيال مشروع إعادة تحييد لبنان عن المحاور الإقليمية والحؤول دون بناء الدولة القوية وأبقت البلد مسرحا للأدوار الخارجية ودولة معلقة بمهب الريح.
اغتيال بعض الشخصيات كفيل باغتيال مشروع سياسي برمته، ولولا نجاح الدكتور سمير جعجع في مواصلة المسيرة لكان مشروع “القوات اللبنانية” للبنان 10452 في خبر كان. ولكن هذا لا ينفي ان الاغتيال فوت على اللبنانيين فرصة تاريخية تكررت جزئيا في 14 آذار 2005، وتلك الفرص نادرة في التاريخ كونها تتعلق بتقاطعات دقيقة خارجية وداخلية، فضلا عن مسار طويل من النضال.
وقد يختلف اغتيال عن اغتيال بمعنى ان اغتيال الرئيس بشير أعاد الوضع إلى النقطة الصفر أو ما دون، فيما اغتيال الرئيس رفيق الحريري ساهم بإخراج الجيش السوري من لبنان، فيما كان يعتقد المحور الذي اغتاله ان اغتياله سيبقي الاحتلال السوري في لبنان.
والمهم في كل ذلك ان الاغتيال، أي اغتيال، يجب ألا يرتد إحباطا على الجماعة التي عليها مواصلة المسيرة، لأن أي إحباط او استسلام يخدم الهدف من وراء الاغتيال والكامن في إسقاط المشروع السياسي لتلك الجماعة.
وهنا أهمية تلقف الحكيم المبادرة من أجل حمل الأهداف التي استشهد من أجلها البشير، وذلك تمسكا بالمشروع كمشروع والذي يجسد تطلعات جماعة بأكملها، كما منعا من اغتيال البشير مرتين، مرة في الجسد وأخرى في القضية التي ناضل في سبيلها.
فـ”القوات” مؤتمنة على دماء البشير وآلاف الشهداء الذين آمنوا بالقضية اللبنانية، كما مؤتمنة على القضية التي ستتحقق عاجلا أم آجلا، لأنها قضية حق وقضية شعب ناضل منذ آلاف السنين دفاعا عن حريته ووجوده وحضوره والعيش بسلام مع شركائه في الوطن.
شيخ بشير لن ننساك… ثق أن مشروعك سيتحقق وقضيتك ستنتصر، وثق أن 10452 ستكون مساحة حياة وحرية، وثق أن الجمهورية القوية ستولد لا محال، وثق أن لبنان المزرعة إلى زوال، وثق ان من اغتالك سيسقط قريبا في مزبلة التاريخ، وثق أن “القوات” على دعساتك، وثق ان استشهادك واستشهاد من سبقك ولحقك لم يذهب هدرا، فنحن على الوعد والعهد باقون، والنصر قريبا بإذن الله…