هذه المقالة عبارة عن وثيقة رسمية تثبت أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد غير متزن عقلياُ.
الخبر يقول: ” قال نجاد في كلمته الافتتاحية التي ألقاها أمام نحو 300 شخصية حضرت المؤتمر الدولي السادس والعشرين للوحدة الإسلامية إن «حكام أميركا استغلوا أوضاع الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفرضوا ورقا باسم الدولار على الاقتصاد العالمي، ثم أصدروا في المطابع الأميركية ورقا بتكلفة 5 سنتات، وكتبوا عليه 100 دولار»، حسبما أوردته وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية.”. أنتهى الإقتباس.
بداية: نحن نعتقد بأن هناك احتمالين لتعليل سبب تصريح نجاد هذا:
الاحتمال الاول: هو أن نجاد يعرف بأن تصريحه عبارة عن هراء, وقد قام به من اجل الاستهلاك المحلي, ودغدغة عواطف جموع المغيبين من البسطاء الايرانيين ومن مؤيدي العنتريات الفارغة للولي الفقيه بالعالم, لكي يظهر نجاد التافه نفسه كنداُ للدولة العظمى بالعالم وهي اميركا, وليظهر بانه هو القادر ان يكشف (خدعها) (بذكائه) الثاقب؟
فإذا كان هذا الاحتمال هو ما حصل فعلاً فهذه مصيبة, لأنه بذلك, فان نجاد والولي الفقيه الايراني ينتهج سياسة سفيهة تعتمد على الهراء وتجييش القطيع المغيب من الشعب الايراني من اجل المحافظة على السلطة, وبالتالي تكون هذه المقالة هي عبارة عن شهادة بأن نجاد والولي الفقيه هم مجموعة رخيصة من السفهاء.
الإحتمال الثاني: أن نجاد يعني ما يقول وأن هذا هو مستواه المعرفي الحقيقي, وهنا المصيبة تكون أكبر, لأنه بهذه الحالة تكون معرفة رئيس الشعب الايراني العريق ذو التاريخ العظيم والذي تضرب جذوره عميقاُ بالقدم, بالاقتصد والمال هي بمستوى شخص مختل عقلياً, وبذلك تكون هذه المقالة هي شهادة بأن نجاد غير صالح عقلياً, وذلك للأسباب التالية:
أولاً: لم يقل لنا نجاد كيف استغل حكام اميركا اوضاع الحربين العالميتين وفرضوا ورقاُ باسم الدولار على الاقتاصد العالمي؟
لا أحد بالعالم مهما عظم شأنه يستطيع ان يفرض نقدا على العالم هكذا بهذه السهولة! فحسب إعتقاد نجاد, وكأن هذا العالم عبارة عن طفل صغير ويتيم, وامه زوجة ابيه هي اميركا لتستطيع ان تفرض عليه ” ورقا بتكلفة 5 سنتات، وكتبوا عليه 100 دولار” على حد تعبير نجاد!؟
وكأن العالم ليس فيه دولة الصين وهي صاحبة الاقتصاد الضخم والقوة البشرية الهائلة القرابة من ربع سكان الارض, لكي تعامله اميركا كطفل يتيم وتفرض عليه ” ورقا بتكلفة 5 سنتات، وكتبوا عليه 100 دولار” على حد تعبير نجاد!؟
وكأن العالم لم يكن به الاتحاد السوفييتي المنهار الجبار السابق, , لكي تعامله اميركا كطفل يتيم وتفرض عليه ” ورقا بتكلفة 5 سنتات، وكتبوا عليه 100 دولار” على حد تعبير نجاد!؟
وكأن العالم لم يكن به بريطانيا العظمى التي لم تكن تغيب الشمس عن مستعمراتها, وليس به فرنسا والمانيا وانكلترا وكل الدول الاوروبية, لكي تعاملها اميركا كطفل يتيم وتفرض عليه ” ورقا بتكلفة 5 سنتات، وكتبوا عليه 100 دولار” على حد تعبير نجاد!؟
وكأن العالم ليس به اليابان ذات الاقتصاد الجبار, مع اقتصاد دول شرق اسيا الهائل, لكي تعاملهم اميركا كطفل يتيم وتفرض عليه ” ورقا بتكلفة 5 سنتات، وكتبوا عليه 100 دولار” على حد تعبير نجاد!؟
على حسب فهم نجاد, فإن كل العالم عبارة عن اغبياء منذ مئات السنين ولم يكتشفوا بأن اميركا تخدعم ب ” ورقا بتكلفة 5 سنتات، وكتبوا عليه 100 دولار” على حد تعبير نجاد!؟ وجاء الآن نجاد, وهو فريد زمانه بذكائه الثاقب واكتشف هذا الاكتشاف الفظيع؟؟
نعم هذا صحيح ورقة المئة دولار هي عبارة عن ورقة لا تساوي طباعتها خمسة سنتات مصنوعة من الخشب والطلاء, ولكن هذه نصف الحقيقة, وقول انصاف الحقائق هو شئ خطير ومضلل, لأن نصف الحقيقة الثاني هو على الشكل التالي:
من المعروف تاريخيا بأن العالم انتقل الى النقد الورقي لاسباب اقتصادية وعملية اهمها بأن كمية النقد من المعادن الثمينة لا تكفي من اجل تنفيذ الخطط الاقتصادية الانمائية لكل بلد.
بالواقع اي دولة بالعالم, او أي بنك بالعالم, وحتى أي شخص بالعالم يستطيع ان يصدر عملة ورقية, وفي أغلب المجتمعات يقوم أي انسان بإقراض أي شخص يثق به او يعرفه او يتم التعريف عليه من قبل اشخاص موثوقين, فيقوم بكتابة ورقة بين المدين والدائن يتم التصرح بها بكمية القرض, وكمية الفائدة ومتى يتم التسديد, وربما يتم توثيق هذه الورقة عدلياً, هذه الورقة هي عبارة عن نقد لا تختلف عن ورقة الدولار بأي شئ, وهي ايضا لا تساوي كتابتها خمسة سنتات مثل قيمة طباعة المئة دولار؟
بعلم الاقتصاد النقد الورقي هو مرادف لكلمة الوثوقية, بمعنى أنه عندما يصدر شخص ما او حكومة ما او بنك ما عملة ورقية او سند دين بمبلغ معين, هذا يعني التالي:
بأن الجهة التي التي حصلت على هذه الورقة النقدية او السند المالي تثق بأن البنك الذي طبع الورقة النقدية او الجهة التي اصدرت السند المالي بأن لديها من الوثوقية لكي يتم ابدال هذه الورقة النقدية او السند المالي بأي وقت من الاوقات بما يوازيها من المنتجات او ما يساويها من المعادن النفيسة؟
اذاً الموضوع ليس موضوع ورقة بخمسة سنتات كما يهرف نجاد المختل عقليا, ولكن الموضوع هو موضوع ثقة و كسب ثقة الناس على مدى مئات السنين من الزمن, ولذلك فان جميع الناس بكل العالم وثقت وتثق وستثق بالدولار على مدى مئات السنين السابقة وحالياُ ولمئات السنين القادمة وذلك للأسباب التالية:
أولاً: في أي زمان ومكان في داخل اميركا او خارجها, يستطيع اي انسان ان يشتري بقطعة المئة الدولار النقدية حوالي عشرة غرامات من الذهب, ويستطيع ان يثق اي مركز لبيع الذهب بأن ورقة المئة دولار التي حصل عليها يستطيع ان يستبدلها بأي وقت من الاوقات وفي اي مكان بالعالم بمنتجات يحاجة لها هو ومساوية بالقيمة لكمية الذهب التي اعطاها للمشتري.
ثانياُ: في اي زمان او مكان في داخل اميركا او خارجها, يستطيع اي انسان ان يشتري بالمئة دولار حوالي عشرة كيلوغرامات من اللحم. او طقم من الثياب, او ما يقارب ثلاثين ليترا من الحليب, او خمسة كيلوغرامات من الجبن, او عشرة كيلوغرامات من الخبز, او بطاقة سفر بالطائرة, او جهازا للتلفاز او للتلفون, او بطاقة مسرح او مبارة رياضية, او سيارة او طائرة يتنقل بها, او اي شئ اخر من المنتجات الموجودة بأي سوق من الاسواق بالعالم
ثالثاً: في اي زمان او مكان في داخل اميركا او خارجها, يستطيع اي انسان ان يدفع مبالغ من فئة المئة دولار لشراء أي قطعة ارض او منزل بأي منطقة بالعالم, ويستطيع ان يبيع هذه الارض او المنزل بنفس كمية المبلغ الذي اشتراها بها.
من هنا نرى بان قيمة النقد تأتي من ثقة الناس بالنوتة البنكية التي يصدرها بنك ما, وهذه الوثوقية تأتي من خلال الخبرة والتجربة على مدار مئات السنين ومن قبل مليارات الناس من البشر, فاذا استطاعت هذه النوتة البنكية ان تكسب ثقة الناس فان الناس تقبل على استخدامها, ولو ان أي شخص ما على سبيل المثال لم يستطع ان يحصل على منتجات بحاجة لها مقابل النوتة البنكية للمئة دولار في اي وقت من الاوقات او مكان من العالم, لكانت اهتزت ثقة الناس بالدولار ولخسر قيمته, ولاصبح لايساوي حتى الخمسة سنتات تكلفة طباعته.
اذا قيمة الدولار تأتي من ثقة الناس به, والتي كسبها على مدار مئات السنين من خلال ضمان المقابل له من النتجات المتوفرة باسواق العالم, وليس كما يهذي نجاد بأن الحكومة الاميركية فرضته وعلى حد تعبيره:«حكام أميركا استغلوا أوضاع الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفرضوا ورقا باسم الدولار على الاقتصاد العالمي، ثم أصدروا في المطابع الأميركية ورقا بتكلفة 5 سنتات، وكتبوا عليه 100 دولار». ولو كان الامر بهذه البساطة التي يتفوه بها هذا المعتوه لفعلت الشئ نفسه كل حكومات العالم وكل بنوك العالم.
للأسف بأن الكثير من اليساريين العرب يشاركون نجاد بفهمه هذا,وبالتالي هذه شهادة بأن نجاد وكل نظام الولي الفقيه وال 300 شخصية التي حضرت المؤتمر الدولي السادس والعشرين للوحدة الإسلامية مضافا اليهم بعض اليساريين العرب الذي يشاركوهم بنفس الافكار عن الدولار الاميركي هم مختلين عقلياً.
ماقل ودل … ياعزيزي طلال ؟
كيف سيكون مختل عقليا ووكالة الفضاء ألإيرانية قالت بأنه قد أرسل إلى الفضاء الخارجي وعادا سالما ، سلام ؟
ان كان بهكذا سهولة يمكن طباعة ورقة نقدية لا تساوي خمس سنتات وتكون لها قيمة المائة دولار ، فلماذا لا يقوم احمدي نجاد بنفس الخدعة ويطبع مليارات الدولارات من فئة المائة دولار ليشتري بها كل احتياجات ايران من المواد والمعدات والمكائن والاسلحة والمواد الغذائية ولا تتأثر بلاده بالحصار الامريكي والاوربي على نفط واقتصاد واموال بلاده ؟
بهذه الخدعة العبقرية النجادية سيحصل على صك من شعب ايران باختياره رئيسا للجمهورية مدى الحياة ولن يحتاج لتصدير النفط الايراني لكسب الدولارات الامريكية من الخارج .