شمعات الصويرة

rodenyهل تلومونني حين اقول ان العراق سيخرج من هذا الكهف المظلم بيد الشرفاء واولهم شباب الصويرة.
حسنا اني ابالغ وسامحوني لو قلت اني اجد العزاء في ذلك.
مايفعله الحراك المدني في الصويرة يحمل مجموعة شمعات تريد اجتياز هذا النفق المظلم،انهم شباب لايكلون ولايريدوا ان يتهاونوا كما تهاون بعضهم وقدّم مؤخرته لمن هب ودب.
عيبي اني لااجيد المديح ولو عرفت السبيل اليه لكنت الان في المنطقة الخضراء وعندي اربع سيارات ذات الدفع الرباعي وفي حسابي رقما للدولارات لااستطيع حسابه فقد تراكم ويتراكم كل يوم.
لقد وجدت ،وهذا الصدق بعينه، ان الصويرة تبث على تواضعها رائحة الياسمين بين الناس وعرق شبابها يفوح منه حب الوطن.
اصبحت مدمنا على متابعة اخبارهم خصوصا وان الطيبين من ناس الصويرة يقفون الى جانبهم ولعل تجربة”انهم يستحقون” الاخيرة دليل ذلك.
بعد ايام سيزورون الاطفال الراقدين في مستشفى الصويرة ويقدمون لهم هدايا ترسم الابتسامة على وجوههم والبهجة في قلوبهم.
واجد نفسي مضطرا للقول ان القوى الاخرى التي تدعي الوطنية والشرف قد تركت الساحة ولم تعد تتحرك حتى في اضيق الساحات رغم ان هناك الكثير مما يفعلوه.
ياخسارة على هؤلاء الذين يسبحون مع تيار “الزبيبة”هذه الايام واذا صعدت عندهم الغيرة اكتفوا بتحبير بيانات التنظير التي يدركون تماما انها ثرثرة لاطائل منها.
كنت اتمنى ان اكون بين هؤلاء الذين ينامون ويصحون على حب العراق ويخرجوا دائما بافكار تعيد هذا الحب الى القلوب التي تحجر بعضها واصبح بعضها ينادي على الدولار هل من مزيد.
ادرك تماما ومعي كل اولاد الملحة ان الطريق بات شاقا وفيه الكثير من المزالق والتعرض الى السقوط محتملا ولكن بجهود شباب الصويرة لا اعتقد ان الطريق ستكون غير سالكة.فالمطر ينزل قطرة ثم ينهمر.
سأقول مافي قلبي وامري الى الله:
احذروا من هؤلاء الذين يبتسمون لكم ولكنهم يريدون تحجيمكم.
لتبدأوا خطوات مقاطعة كافة البضائع الاجنبية والاقبال على المنتجات العراقية مهما كانت جودتها.
اصنعوا بايديكم ماتروه مناسبا لبعض احتياجاتكم.
احذروا ثم احذروا من سرقة جهودكم وتجييرها لهم فانهم بارعون في السرقة.
نشر الثقافة والوعي خطوة اولى نحو عقول متفتحة
لاتيأسوا فهناك من يمد لكم يده ويفتح قلبه لكم فانتم الشرفاء الباقين لنا.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.