ما من غابةٍ تستحقّ الشجر، ما من شجرةٍ تستحقّ الغصن، ما من غصنٍ يستحقّ الثمرة، ما من ثمرةٍ تستحقّ تؤكل،
ما من سهلٍ يستحقّ أعشابه وهسيس نداه، ما من جبلٍ، ما من تلةٍ، ما من هاويةٍ، ما من قمرٍ يستحقّ نهرَ النجوم،
ما من نجومٍ تستحقّ، ما من توسّلٍ يستحقّ الاشتعال، ما من شبقٍ يستحقّ الشبق، ما من يدٍ، ما من نهدين يستحقّان،
ما من سريرٍ يستحقّ خرابَ السرير، أقول ما من جماعٍ يستحقّ إذا لم تهرع شمسٌ الى خطأ الظلّ.
ترفعين اللقاء الى ما قبل نصابه الأول
حين الرجل نسمةٌ مشتقّةٌ من نظرة امرأة
وحين المرأة ماءٌ مراقٌ من صخرة ذكورة.
كفمٍ أعمى على تفاحة عمياء.
لأجل المائدة سنكون جوعاً يُطعم الجوع
وسنكون تفاحةً لفم
باباً متفتحاً على بيت
وبيتاً لا يشبع من هاوية.
نهتك وحدكِ معاً
كانضمام غيمةٍ على غيمة
كشجرةٍ تعود الى أغصان المراهقة
وستظلّين تسابقين الحافة الى الوقوع
وسنظلّ نلوذ بالنزول
شغباً أرعن على نافذة رعناء
لأنه لن ينفع رشدٌ في مهبّ التهلكة
ولن يفوز ضوءٌ في الضوء
ولأنه لن تطالب شمسٌ برأفة الظلّ
إذا لم ترشدها غريزة العطش الى جشع الابتراد
ولن يُؤتى على نهر إنما على أنوثة ينبوعه
ولن يكون أبدٌ إنما رغبة الأبد
ولن تكوني ناراً إنما جزية احتكاك الحطب بالنار
ولن تكوني صباحاً إنما كسل الصباح
ولن تكوني تكراراً إنما غريزة ابتداء
ولن أستجير بجمرٍ إذ أنتِ ستكونينه
لكنْ معتماً
ولن أشعل صيفاً إذ أنتِ ستُنضِجينه
لكنْ غيمةً لليلة صيف
ولن ألوّح بنافذة إذ أنتِ ستفتّحينها
لكنْ شهوةً لنافذة.
تفضّلين الجوع لأنه يظلّ يجوع
وتفضّلين جموح الغيم لكي تربحي دموع المطر.
– الملحق الثقافي / النهار