لعل كل اللي بيتابع صفحتي من اربع سنين تقريباً، بيلاحظ درجة التفاؤل العالية في بوستاتي ، و بيلمس الروح الإيجابية بكلامي عالرغم من كل المنعطفات و المطبات اللي اصابت جسد الثورة..
و تفاؤلي دائماً جاية من حقيقة واحدة و من إيمان راسخ واحد:
الحقيقة هيّة انو ما في نزول الا وراه طلعة ..
و من إيماني الراسخ بعدالة قضيتنا و بحكمة رب الكون في اختبارنا..
الشي الوحيد اللي فقدت الأمل فيه نهائياً، هوّة استمالة العلويين الى صفوف الثورة..
اعتمدنا بدايةً بإطلاق الشعارات الوطنية لاستقطابهون، بس فشلنا..
انتقلنا بعدها لمرحلة مخاطبتهون بشكل فردي و جماعي ، و النتيجة كانت الانجرار الى فشل اكبر..
بعتنالهون رسائل تطمين، بلّوها و شربوا منها كاسة متّة..
حكينا سياسة معهون، اتهمونا بالخيانة..
مارسنا الاستعطاف ، قرؤوه ضعف..
حاولنا نحكي بنفس لهجتهون الطائفية ، انو بركي بيفهمونا لما نحكي بلغتهون، فاتّهمونا بأشد انواع التخوين..
و مع مرور الزمن ، و بعد فشلنا الذريع بسحب الحمقى العلويين من تحت مزراب النظام الى تحت شمسية الثورة ، تركنا الاسد نفسو يلعب دور نبذهون بعد ما فشلنا نحنا بجذبهون..
فلا استخدام الكيماوي هز شعرة فيهون، بل طالبوه بالمزيد.
و لا انحسار قدرة الاسد على حمايتهون نفع معهون، فالكل فدا صبّاط سيادتو..
و لا اوجاع اهاليهم في عكرمة حرَّكت ضمائرهون، فخرجوا بالمطالبة باقالة المحافظ..
و لا أرتال أكفان جيف ولادهون اصابت شي من وعيهم، بل خسارة العشر آلاف ليرة راتب ابنهون المقتول هوّة كل ما افتقدوه..
و لا خسارة السيادة الوطنية بعد انتهاك العرب والغرب سما سوريا حرَّكت مشاعرهم الوطنية، بل حاولو تصديق كذبة الخندق الواحد..
و لا انعدام قدرة الاسد على الرد على طائرات تل ابيب جاب نتيجة، بل اعتبروها سياسة حكيمة..
و لا تصريحات الخارجية الإيرانية اللي بتحكي عن دور الاسد في حماية امن اسرائيل حرَّكت فيهون نبض المقاومة و الممانعة ، بل شافوا بهالتصريحات براغماتية سياسية قلّ نظيرها..
يا ابناء بشار الاسد..
يا حثالات سوريا..
يا جرذان..
اذا الثورة بسلوكها ما قدرت تجذبكون، و اذا النظام بممارساتو ما قدر ينبذكون، فهاد دليل على حقيقة وحدة لا تحتاج الى تفسير ، و ما حدا يقلّي مؤيد مستفيد ، و مؤيد طائفي ، و مؤيد خايف، هاد كلو كلام فارغ بعد اربع سنين من الحقائق الدامغة ..
الحقيقة الوحيدة هيّة :
انكون لا بتستاهلو تكونوا جزء من ثورة الكرامة لإنكون بلا كرامة ، و ما وصلت عقولكون الى مرحلة الذكاء لتقولو للمجرم بيكفّي لأنكون اقل ذكاءً من انو تشوفو الحقيقة بكل وضوحها..
شعب بلا كرامة و بلا عقل ما في منّو امل ..
ايه ما في امل..