فى بغداد عاصمة السيف و القلم يوجد محل صغير لعصير الزبيب و هو مشهور جداً يبيع عصير الزبيب بالإضافة لبعض المأكولات البسيطة صمون و عروق (عجة) بالخبز الأسمر .. لقد توقف عنده الجميع و استلذوا بعصيره الطيب و لقد اغتنى و اصبح مشهوراً جداً و هو صاحب قلب كبير و من معلوماتى كان يساعد أقرباءه و الكثير من العوائل المحتاجة و هذا يعنى صاحب قلب كبير و كريم اليد و النفس.
ففى احدى الليالى زاره شخصاً من قرية نائية و أسمه (كنيته) “زبالة” و السبب انه شخص حاقداً على مجتمعه و معقد و يصطف مع أعداء وطنه و قوميته لقاء الدراهم التى يستلمها من سفارة اجنبية صديقة جداً للعرب و المسلمين. و استقبله الحجى و استضافه فى خانه و لكن فى الصباح اكتشف بأنه سرق الغلة و هرب …
هذه التسمية جاءت من أبناء عشيرته و بلده لكونه عندما ينتَقِد يُنفِد سمومه و ليس الفكرة و دائما ما يقوله مركز على تشويه صورة أهله و عشيرته و دينهم.
و لحسن الحظ أستطاع أن ينشر اسمه فى الصحف و الإعلام و تقبل الكثير من (وسائل الإعلام رأيه تحت عنوان “الرأى الآخر”), و تمادى كثيراً و جاء يوماً سأمت الناس من الصمت تجاهه و قرروا الآتى: مقاطعة ((الحكران يقطع المصران)) و فعلاً اشتطا غيظاً فلقد انكشف أمره و أصبحت سمعته أسوأ, و أخيراً قدم لجوء لتلك السفارة الحبيبة … و فى اللقاء مع القنصل, قال له القنصل: “بودى أن أحكى لك قصة بسيطة و هى عبرة لك فى الغرب البعيد؛ قام رجل أبيض ببيع سلاح للهنود الحمر و بعد أن سلم البضاعة و استلم المبلغ قال كبيرهم اقتلوه, فقتلوه .. و بعد ذلك قال أحدهم: يا رئيسنا لماذا قتلته؟ و لماذا أعطيته النقود؟ فقال: لقد أعطيته المال وفاء لكلمتى و لقد قتلته لأن من يخون أهله يخوننا و سوف يوشى بنا و لهذا قتلته”.
فقال: ” ماذا عن طلبى للهجرة؟”
قال له القنصل: ” نحن لا نتقبل الزبالة!”
إخوتى فى العقل و الطيبة و الأخلاق و الإنسانية .. الدين لله و الوطن للجميع .
كل الأنبياء رسل محبة و سلام و هم مصلحين اجتماعيين .. أما ان نتخاصم على التاريخ فهو ليس من الحكمة و العقل و المنطق.
صلوا لله و ادعوا لإخوانكم بالخير.
إخوتى .. الدين اللذى يفرقنا لا نريده .. نريد الدين اللذى يجمعنا.
عندما تزورون فراشكم ادعوا لى بالخير فأننى أحبكم بدون دينكم …
وسلامى,