· – لا يوجد في الفكر والعلوم بمختلف مجالاتهما، مقدسات لا يمكن نقدها او اخضاعها للبحث.
· – مئات المجانين ام مجنون واحد؟
سمير يتصل بزوجته: انا على الطريق السريع.. والسائقين جنوا هنا.. كلهم يسيرون عكس خط السير.. ورائي قافلة سيارات شرطة تطلق لي زماميرها وأضويتها لأوسع لهم الطريق، لكني لا أجد مكاناً فارغاً على الرصيف لأعطيهم حق المرور….
زوجته: احذر اذن يا سمير، قبل قليل قالوا في الأخبار ان سائقاً مجنوناً يسير على الشارع السريع عكس خط السير.
سمير: مجنون واحد..؟ ليحمني الله.. مئات المجانين هنا يسيرون عكس خط السير!!
· – “ان الأمم التي لا تعنى بالعلم، ولا تنجز فيه شيئا، حالها كحال البهائم تأكل وتشرب وتتكاثر لا غير” – الوزير جمال الدين بن يوسف القفطي المتوفى سنة 624 هـ .
· – العقلانية…
التقى ثلاثة أصدقاء، متفائل ومتشائم وعقلاني في مقهى…
طلبوا أن يشربوا الماء أولا…قدمت لهم ثلاثة كؤوس نصف ممتلئة..
نظر المتفائل لكأسه وقال : الكأس نصف ممتلئة. حرك المتشائم رأسه شمالاً ويميناً برفض وقال: الكأس نصف فارغة. ابتسم العقلاني لزميليه وقال: صديقي العزيزين، الكأس أكبر مرتين من الحجم الذي يجب ان تكون فيه.
· – الحقيقة المطلقة..
كان مصابا بلطف الله يدور في شوارع مدينتي، الناصرة… ويدعو الله ان يميت كل الأطباء ويهدم كل المستشفيات حتى لا يظل ولا مريض… بالنسبة له هذه هي الحقيقة. فهل كان يستطيع أحدأ ان يقنعه عكس ذلك، بأن المستشفيات والأطباء هم ضرورة لعلاج المرضى وليس لجعل الناس مرضى؟!
· – هل نستطيع ان نقول انه توجد حقيقة مطلقة خارج وعي الانسان؟ او يوجد موقف فكري مطلق صحيح في كل الظروف؟ وانه يوجد انسان مطلق الفهم والرأي، من طينة خاصة – كما وصف ستالين الشيوعيين في زمنه، وظلت هذه الفكرة الستالينية الغبية والمدمرة سائدة حتى أيامنا الراهنة، في أوساط غير شيوعية أيضا؟..
· – اطلق النار من شمسيته
رجل في التسعين من عمره دخل عيادة الطبيب سعيداً فرحاً وتهالك على الكرسي الأول لاهثاً متهدجاً: أيها الطبيب، زوجتي ابنة العشرين تنتظر مولودا.
قال الطبيب بعد ان تأمل العجوز ولهاثه: اسمع هذه القصة، خرج صياد الى الصيد، أخذ بالخطأ شمسيته بدل بندقيته.. وفي الغابة هاجمه فجأة دب ضخم، صوب الشمسية نحو الدب وأطلق النار عليه وقتله….
صمت الطبيب منتظراً رد فعل العجوز التسعيني الذي ينتظر طفلاً من زوجته العشرينية. قال العجوز بعد تفكير: مستحيل ان يكون هو الذي أطلق النار وقتل الدب، لا بد من صياد آخر كان متواجداً أطلق النار من بندقيته وقتل الدب.
قال الطبيب: بالضبط هذا ما أحاول ان أشرحه لك.. صياد آخر مع بندقية تطلق النار وليس شمسية… أين زوجتك الآن؟
· – يؤكد الفكر الفلسفي الهيجلي ان “اللقاء بين علمين، يولد علماً جديداً”. وبالتالي ازدياد المعرفة، او ” كثرة الأعمال”، كما يقول الرازي: “سبب لحصول الملكات”. أي لا شيء ينشأ من العدم. لا شيء ينشأ من الخمول والاستكانة. لا شيء ينشأ من التصورات الموروثة والأفكار النهائية. والجهل اذا التقى بالجهل لا يولد الا التعصب والانغلاق.
· – يقول الغزالي: “المطيع القاهر لشهواته المتجرد الفكر في حقيقة من الحقائق، قد لا تنكشف له الحقائق لكونه محجوباً بالتعصب والجمود على العقيدة”. اذن الجمود على العقيدة هي حالة من الشلل الدماغي حتى بإقرار الغزالي، ليت المتمسكين بتعاليمه يستوعبون ذلك. وكما قال علي بن أبي طالب: “من جهل شيئاً عاداه”.
· – هل يعي الانسان انه لا يملك لوحده كل المعرفة؟ وان الوصول لمزيد من المعرفة يحتاج الى منهج علمي وقدرة على التحليل والمقارنة والاستنباط؟ وأن الآخرين ليسوا أقل شأنا منه؟ وأن ادعاء المعرفة الكاملة، هي حالة مرضية أو تعبير عن البدائية، وليست ذكاء؟؟
· – الحرية هي نشاط ينبع من وعي الانسان وايمانه بهدف. النشاط يثمر، والخمول والاستكانة تجفف الارادة، وتضيق الرؤية. عندما يتوهم الانسان انه يعرف الأجوبة الكاملة وغير القابلة للنقاش،عن القضايا الصميمية للنشوء والإرتقاء، يفقد القدرة والارادة عن احداث تغيير في مجتمعه، وتصبح كل معلوماته تدور في حلقة مغلقة من الطروحات التي لا تحتاج الى تفكير
· – هل يحتاج الانسان الفقير المحروم من الحرية والخدمات الاجتماعية والتعليم والرقي الحضاري الى حوار؟
· – يقول هيغل: “ان الحرية هي وعي الضرورة”. اما الماركسية فرؤيتها ان: “وعي الضرورة هو شرط هام للوصول الى الحرية “. انا شخصيا لا أرى تناقضاً جذرياً بين هيغل وماركس في هذا الطرح. اذ ان الطرح هنا يشبه السؤال الفلسفي البسيط من كان في البداية الدجاجة أم البيضة؟ وفي التالي، التواصل يصبح فعالاً ومؤثراً ومترابطاً بكلا الاتجاهين. وهذا هو الأساسي..!!
· – المجتمع الاوروبي منذ عصر النهضة ، رفع من مكانة الانسان على حساب الفكرة المطلقة – المقدسة.. خاصة في مجالات الآداب والفنون وفيما بعد الموسيقى، مما أحدث تحولا ثوريا حطم كل المسلمات القديمة التي باتت تتناقض مع النهضة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية ورقي الانسان، وجعل من العقلانية مقياساً أعلى للفكر، بينما المجتمعات المنغلقة لا تعتبر الانسان أكثر من كونه أداة لخدمة الفكرة المطلقة الغيبية. وهذه الفكرة تتجلّى بأشكال متعددة في المجتمعات البشرية، والتاريخ سجل العديد من هذه الأشكال، بدءاً من عبادة الفرد في الأنظمة الديكتاتورية والفاشية، وصولاً الى الطاعة العمياء في الأنظمة الدينية.
· – المعضلة الكبرى التي لاحظتها ان فهم ظاهرة الدين غير ميسرة لمن يبقى متدينا، فقط الذين تحرروا من الدين بقدرتهم فهم ظاهرة الدين، لذا الحوار بين الفئتين هو حوار بين طرشان.
· – “ان المجتمعات المنفتحة ترعى الفرد وتضمن له الشروط الملائمة لتطوره، اما المجتمعات المنغلقة، فهي تضع المجتمع في المقدمة على حساب تكون هوية الفرد المستقلة وتطورها”. كارل بوبر
· – أدميرال
مراقب في قارب حربي شاهد في إحدى الليالي ضوءاً قوياً أمامه مباشرة. أخبر القبطان الذي قال: أشر له باننا ننصحه ان ينحرف عن مسار قاربنا فوراً بعشرين درجة…. نفذ المراقب الأمر. ولكن جاء الجواب باشارة تقول أنصحكم أنتم ان تنحرفوا بعشرين درجة.
غضب القبطان، وقال للمراقب: أرسل له إشارة بأني الأدميرال أحمد قائد الأسطول الحربي وانا في مسار تصادم معك، وليغير اتجاهه فوراً بعشرين درجة. ووصل الجواب: انا بحري بسيط وانا أناشدك ان تغير مسارك بعشرين درجة فوراً.
غلى الدم في عروق الأدميرال أحمد: ارسل لهذا الصعلوك اني قارب حربي وسوف أصدمه وأقضي عليه او لينحرف فوراً بعشرين درجة. وجاء الجواب : انا يا سيدي مشغل المنارة.. اذا واصلت ستتحطم انت وقاربك على صخور الشاطئ أمام المنارة.
· – هل نحن مجتمع مدني، ام ان المدنية أضحت من البدع اتي يجب قمعها؟
هل هناك من فكرة مقدسة لا يمكن نقدها او التطرق البحثي لمضامينها؟
· – ما هو الفرق بين الحرية في التفكير والتحرر من التفكير؟ وهل يمكن القول ان رفض الحوار هو حالة من حالات الحرية أيضا؟ وما الفرق بين الرأي والقدح والذم؟ هل تحتاج الحرية الى فكر ونظام.. أم هي فوضى عارمة – تحررية؟
· – هل يمكن ان ترقى ثقافة روحية وثقافة مادية بظل سيادة فكر ديني يتمتّع بجبروت كامل وسيادة مطلقة، ويطور أشكال إرهابية بغلاف ديني؟ هل يمكن ان نشهد عودة الى نشوء فكر فلسفي عربي في الواقع المتهافت الذي يعيشه عالمنا العربي؟
· – مجتمعا لم يستوعب التطور الفلسفي والثقافي منذ عصر الإغريق مرورا بعصر التنوير وصولا الى عصرنا الراهن، هو مجتمع يعيش في الظلام الحالك، حتى لو ملأ الدنيا صراخا وابتهالا وعبادة.
· – مجتمعا لم يستوعب التطور الفلسفي والثقافي منذ عصر الإغريق مرورا بعصر التنوير وصولا الى عصرنا الراهن، هو مجتمع يعيش في الظلام الحالك، حتى لو ملأ الدنيا صراخا وابتهالا وعبادة.
· – المرأة ترتب البيت قبل حضور الشغالة، الرجل يرتب السرير بعد مغادرة الشغالة.
· – زوجي الحبيب…
آه يا زوجي الحبيب، انت تذكّرني بالقارب البحري الذي ركبناه أثناء شهر العسل قبل ربع قرن. ليس لزرقة عينيك الشبيهة بزرقة البحر، وليست بسبب قمصانك الواسعة الجميلة التي تشبه شراع القارب، وليس بسبب شعرك الغزير الناعم الذي يتطاير في الريح، والسبب يا زوجي الحبيب اني كلما أراك أصاب بالغثيان الذي اصابني بالقارب.
nabiloudeh@gmail.com