شخصية عمرو بن العاص الحقيقية ( من كتابي / من تحت الرمال كعبة البصرة ونشوء الاسلام)
بالنسبة لإشكالية شخصية وغموض عمرو بن العاص ، فهناك عدة فرضيات حول شخصيته منها انه هو نفسه الحكم بن أبي العاص والد مروان بن الحكم وربما هو ايضاً نفسه مروان بن الحكم ، فالحكم بن أبي العاص عند الإمام الذهبي هو الحكم بن أبي العاص ابن أمية الأموي ابن عم أبي سفيان يكنى أبا مروان من مسلمة الفتح وله أدنى نصيب من الصحبة ، قيل نفاه النبي محمد إلى الطائف لكونه حكاه في مشيته وفي بعض حركاته فسبه وطرده ، فنزل بوادي وج ، ونقم جماعة على عثمان بن عفان لكونه عطف على عمه الحكم وآواه وأقدمه المدينة ووصله بمئة ألف ، ويروى في سبه أحاديث وعن النبي محمد قال : “مالي أريت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة” ، رواه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ، وفي الباب أحاديث قال الشعبي : ” سمعت ابن الزبير يقول ورب هذه الكعبة إن الحكم ابن أبي العاص وولده ملعونون على لسان النبي محمد محمد” ، وقد كان للحكم عشرون ابنا وثمانية بنات وقيل كان يفشي سر رسول الله فأبعده لذلك مات سنة إحدى وثلاثين هجرية .
ظهرت عملاته من عهد معاوية بن أبي سفيان ، وكانت جميعها من ضرب مدن ايران مثل نارماشير ونهر تيرى وبرمقباذ وغيرها ، وللفترة من عام 53هـ الى عام 58هـ ، كما في الشكل رقم (1، 2)
الشكل رقم (1)
شرح العملة :
نوع العملة : درهم
دار الضرب : نرماشير (ايران)
سنة الضرب : 56هـ
وجه العملة : يظهر وجه ملكي ساساني وبجانبه من اليمني اسم (الحكم بن العاص) ، وفي الهامش تظهر عبارة (بسم الله رب الحكم) .
ظهر العملة : يظهر معبد النار الزرادشتي وسنة ودار الضرب .
الشكل رقم (2)
شرح العملة :
نوع العملة : درهم
دار الضرب : نهر تيرى (ايران)
سنة الضرب : 56هـ
وجه العملة : يظهر وجه ملكي ساساني وبجانبه من اليمين اسم (الحكم بن العاص) ، وفي الهامش تظهر عبارة (الله رب الحكم) .
ظهر العملة : يظهر معبد النار الزرادشتي وسنة ودار الضرب .
ان تسمية او لقب (الحكم) ، الذي ورد في العملتين اعلاه ، يأخذنا الى حادثة التحكيم بعد معركة صفين والتي جرت بين عمرو بن العاص وبين أبو موسى الاشعري ، حيث ان هذه التسمية واقصد بها (الحكم) وحادثة (التحكيم) ارتبطا ايضاً بقصة الخوارج وشعارهم (لا حكم الا لله) ، وعلى ما يبدو ان الحكم بن أبي العاص هو نفسه عمرو بن العاص ، وربما ان الحكم هو لقلب لعمرو بن العاص ، حيث ان الإشكالية الأخرى هي عدم ظهور اي عملة باسم مروان بن الحكم والذي من المفترض انه حسب الرواية الإسلامية هو ابن الحكم بن أبي العاص ، وان كل العملات من عهده كانت تضرب باسماء ولاة اخرين ، اما بالنسبة لاسم مروان الذي ظهر في عملات عبد الملك بن مروان ، نلاحظ ان اسم مروان هو قريب لفظياً من اسم (عمرو) حيث ان اسم مروان ممكن ان يكون متأثر باللفظ الفارسي الذي يضيف (ان) في نهاية الكلمة في الكثير من الحالات ، ولذلك فإن اسم (عمرو) هو نفسه اسم (مرو) ، واسم (عمرو) كما اشرنا هو اسم شرقي جاء من صيغة (مار) والتي تعني ابن بالاكدية البابلية والاشورية وتعني سيد بالارامية .
والإشكالية الأخرى في قصة الحكم بن أبي العاص هو ان الرواية الإسلامية تنسب وفاته لعام 31هـ ، ولكن لعام 58هـ كانت العملات تضرب باسمه ، حيث ان من المفترض كان قد عاصر النبي محمد حسب الرواية ، ولم يعاصر فترة خلافة علي ابن أبي طالب ، ولكن ان العملات تشير إلى انه قد عاصر فترة خلافة علي ابن أبي طالب ، وهذا ما يزيد من ارجحية فرضية ان النبي محمد وعلي ابن أبي طالب هم شخصية واحدة وهي شخصية اياس بن قبيصة الطائي ملك الحيرة .