تطورت الأزياء عبر العصور، ولكن نادراً ما يتم الحديث عن حمالات الصدر وكيفية استخدامها عبر العصور، فمنذ عهد الفراعنة وصولاً إلى عصرنا الحالي، تابعوا التطور الزمني لهذه القطعة من الملابس الداخلية التي لا تستغني عنها نساء اليوم. لم تستخدم النساء في مصر القديمة حمالات الصدر. أزياء النساء كانت تتمثل بفستان رقيق أو بقميص مربّع خيط من جهة واحدة. التنورة كانت جزءاً أساسياً من لباس النساء. وازدياد طول التنورة كان دليلاً على ارتفاع مكانة المرأة اجتماعياً. أول ظهور لحمالات الصدر قد يعود للعصر اليوناني القديم، أي قبل حوالي 3000 عام. النساء كن يدعمن الصدر برباط يلتف حول الرقبة فوق فساتينهن، دون وجود ما يغطي الصدر غير الفستان . ويقال إن هذا الرمز مرتبط بآلهة الشهوة والحب أفروديت لأن الرباط يبرز شكل الثديين. في العصر الروماني كان الحجم الكبير للأثداء يعتبر دلالة على الترهّل أو التقدّم بالسن. لذا كانت الفتيات يرتدين ما يشد صدورهن باعتقادهن أن ذلك سيمنع من تضخّم حجم أثدائهن وفقاً لما أظهرته لوحات فسيفسائية من العصر الروماني. مع نهاية القرن الـ 16 ظهر المشد أو “الكورسيه” الذي استخدم كمشد خالٍ من الانحناءات. ولكن الثورة الفرنسية بين العامين 1789 و 1799 أتت مع قيم منعت من ارتداء ما يمكن أن يرمز إلى نوع من الترفّع الاجتماعي. رفع الصدر باستخدام “الكورسيه” كان أحد الدلالات على الطبقة الأرستقراطية. في العصر الفكتوري ظهرت الملابس الداخلية التي تضخّم من حجم أثداء النساء وأردافهن. بدأت الأصوات تطالب بالحصول على بديل لـ “الكورسيه” بالأخص عند دخول النساء لميادين ممارسة الرياضة وركوب الدراجات الهوائية. وفقاً لمجلة
“Time”
فإن هيرمايني كوديل اخترعت أول حمالة صدر في العالم عام 1900. بعدها بدأت حمالات الصدر بالظهور بالأسلاك مع براءة اختراع منحت لماري جايكوب عام 1914. ظهرت في أوائل العشرينيات حمالة صدر حاولت إخفاء المنحنيات الأنثوية. وفي أواخر العقد ظهرت حمالات لإبراز تلك الانحناءات. في الخمسينيات والستينيات ظهرت
“bullet bra”
الهرمية. وفي السبعينيات ظهرت أول حمال صدر رياضية. في التسعينيات ظهرت
“wonder bra”
التي سمحت بضم الثديين سوياً، ليبدو شكلهما أكبر حجماً.
