شارع الذكريات (9): عبد الكريم قاسم ويهود العراق (العهد الذهبي)

د. خضر سليم البصون

الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم

الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم

في هذه الحلقة أتابع ما بدأته في الحلقة السابقة من الحديث عن الحقبة التي حكم فيها عبد الكريم قاسم العراق وعن علاقته وموقفه من يهود العراق.

اطلاق سراح السجناء اليهود السياسيين
قبيل قيام ثورة 14 تموز كان يقبع في سجون العراق العشرات من اليهود المتهمين بالشيوعية أو الصهيونية أو الاثنين معاً. صدرت معظم الأحكام في الفترة بين 1947- أوائل 1952 وأُسقِطت الجنسية العراقية عن معظم هؤلاء السجناء بدون معرفتهم أو إعلامهم. اعتادت الحكومات الملكية المتعاقبة منذ نفاذ قانون التسقيط في آذار 1951 والى قيام ثورة تموز أن تُرّحل من العراق كل من قد اكمل مدة محكوميته / محكوميتها من اليهود العراقيين.
في الأشهر الأولى لقيام الثورة اطلقت حكومة قاسم سراح كل المعتقلين السياسيين الذين سُجنوا في العهد الملكي ومن ضمنهم عشرات المعتقلين اليهود. لكن سياسة الترحيل استمرت (بناءً على تعليمات من نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية عبد السلام عارف). معظم اليهود اجبروا على مغادرة العراق (إلى إسرائيل) بغض النظر إن كانوا مسجونين بتهمة الشيوعية أو الصهيونية، أو كانت برغبتهم أم لا.
من ضمن الشيوعيين اليهود الذين أُطلِقَ سراحهم الصيدلي إبراهيم ناجي شميل وكان صديق لأبن عم والدتي يعقوب رحمين (جاك رحمين) ويتردد على بيت عائلة الوالدة. اعتُقِل إبراهيم مع زوجته إيلين في كانون الثاني 1947 حين داهمت الشرطة العراقية بيته في الصالحية في جانب الكرخ واعتقلت معه قائد الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف (فهد) و زكي بسيم (حازم). كان إبراهيم ناجي وشريكه في مذخر أدوية جوري – إفرايم اسحيق، من ممولي الحزب الشيوعي وأحد النشطاء المهمين (في بيته في الصالحية عقد الحزب الشيوعي اجتماعاً موسعاً للجنة المركزية في أيلول 1945) وهو من تبرع بمبلغ 700 دينار لشراء مطبعة للحزب واشرف على بيوته السرية. لم تتح لوالدتي رؤية إبراهيم ثانية حين قدمت إلى إسرائيل حيث كان قد انتحر في 1967 بعد وفاة زوجته إيلين بمرض عضال.
في كانون الثاني 1961 أُطلِقَ كذلك سراح مبعوث الموساد الإسرائيلي يهودا تاجر (ليس عراقي) والذي كان قد اعتُقِل في ربيع 1951 بعد أن تعرف عليه احد اللاجئين الفلسطينيين من عكا في متجر اوروزدي باك في شارع الرشيد. أدّى اعتقال تاجر إلى اكتشاف أعضاء الحركة الصهيونية السرية في العراق والى اكتشاف مستودعات للأسلحة (بدأ تخزينها بعد فرهود 1941). كانت هذه الأسلحة مخصصة للدفاع عن اليهود، خوفاً من أن تتكرر حوادث الفرهود التي قتل وجرح فيها المئات من الأبرياء وما صاحبها من عمليات اغتصاب ونهب للممتلكات. بعد محاكمة العشرات من اليهود في نهاية 1951 وإلصاق مختلف التهم بهم ومن ضمنها إلقاء قنابل في بغداد تمّ إصدار الحكم بالإعدام على يوسف إبراهيم بصري وشالوم صالح شالوم وتنفيذه في كانون الثاني 1952وحُكم على الآخرين بالسجن مدداً مختلفة.
في احد فصول كتاب بعنوان “موساد” يذكر المؤلفان مايكل بار زوهار ونسيم مشعل ان اطلاق سراح تاجر تمّ في عملية مقايضة سرية بين العراق وإسرائيل على اثر معلومات وردت إلى الموساد عن مؤامرة ناصرية لاغتيال عبد الكريم قاسم. مرّر رئيس الموساد عن طريق “أصدقائه” هذه المعلومات إلى مؤيدي قاسم مقابل اطلاق سراح تاجر وإعادته إلى إسرائيل.
سأتطرق إلى المعتقلين اليهود “الشيوعيين” و”الصهيونيين” في نهاية الأربعينيات/أوائل الخمسينيات وعلى خلفية هذه الاعتقالات وما أعقبها في مقال مسهب منفصل.
++++
إلغاء الإجراءات والقوانين التعسفية
في السنين الأولى من الثورة قامت حكومة قاسم بإلغاء الكثير من القوانين التعسفية التي سُنت ضد اليهود في العهد الملكي. وسُمح لمن يرغب في السفر إلى خارج العراق أن يسافر بدون أن يطالب بالرجوع بعد فترة محددة أو أن يعطي كفالة. كذلك تم السماح لليهود بالحصول على إجازات الاستيراد وازدهرت التجارة ثانية.
في 22 آذار 1951 أصدرت الحكومة العراقية برئاسة نوري السعيد قانون ذيل قانون مراقبة وإدارة أموال اليهود المسقطة عنهم الجنسية العراقية رقم 12 لسنة 1951. كانت الفقرة ب من المادة الخامسة تتضمن ما يلي “كل يهودي غادر البلاد بجواز سفر بعد نفاذ هذا القانون عليه أن يرجع إلى العراق خلال المدة التي تؤشر في جواز سفره فاذا لم يعد عند ختام المدة فلمجلس الوزراء بناء على اقتراح الوزير أن يقرر إسقاط الجنسية العراقية عنه ويجري التصرف بأمواله وفق القانون رقم 5 ………..”
بعد قيام الثورة والى بداية 1960، استمرت الدوائر الرسمية العمل بهذا القانون. على سبيل المثال نشرت جريدة الزمان في عددها الصادر في 24 أيلول 1959 إعلان من مديرية السفر والجنسية بتوقيع مديرها شاكر غسان يتضمن مطالبة اكثر من ستين من يهود العراق أن يثبتوا وجودهم في العراق خلال مدة خمسة عشر يوماً والا سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وفقا للفقرة ب أعلاه.
في 13 كانون الثاني 1960 اصدر مجلس السيادة برئاسة محمد نجيب الربيعي، بناء على ما عرضه وزير العدل (مصطفى علي) ووافق عليه مجلس الوزراء برئاسة عبد الكريم قاسم، قانون رقم 11 حيث نصت المادة الأولى على ما يلي ” تُلغى الفقرة (ب) من المادة الخامسة من قانون ذيل قانون مراقبة وإدارة أموال اليهود المسقطة عنهم الجنسية العراقية رقم 12 لسنة 1951″
في الأسباب الموجبة لإلغاء هذه الفقرة حسب القانون الجديد (رقم 11) ذُكر ما يلي: ” لقد تعرّض اليهود العراقيون في العراق إلى صعوبات جمة من جراء تطبيق هذه الفقرة بحقهم بالإضافة إلى أن البقاء عليها يخالف أهداف الثورة والدستور المؤقت الذي يقضي بالتساوي بين العراقيين في الحقوق والواجبات كما أن مبدأ إسقاط الجنسية العراقية يخالف روح الدستور بإعتبار أن الجنسية حق طبيعي لكل مواطن لا يمكن سلبها لمجرد انه تأخر عن العودة إلى العراق ضمن المدة المحددة له بالجواز…………..”
استطعت الحصول على هذه المعلومات وعلى بعض الوثائق الرسمية التي أشير لها في هذا المقال باستشارة اهم الكتب التي صدرت حديثاً عن يهود العراق والذى أعده وحرره الدكتور والباحث نسيم قزاز بعنوان “وثائق ومقتطفات من الصحافة والمصادر العراقية عن يهود العراق في العصر الحديث”.
يذكر شاؤل ساسون نجل الحاخام ساسون خضوري في كتابه “راع ورعية” أن والده كان قد زار عبد الكريم قاسم في مستشفى السلام بعد محاولة الاغتيال في تشرين الأول 1959 ليهنئ الزعيم بنجاته وللدعاء له بالشفاء العاجل وليقّدم له هدية رمزية باسم الطائفة هي علبة بلاتينية حفر عليها بالعبرية دعاء ديني: “ولما همّ الوالد بالمغادرة طلب منه الزعيم عبد الكريم أن يبقى معه بعض الوقت وتحدث معه حول أحوال اليهود وأوضح له انه يحب أبناء الشعب العراقي كافة وبينهم اليهود طبعاً. وهنا نادى الزعيم عبد الكريم على وزير الداخلية العميد احمد محمد يحيى فجاء وقال له أنا أريد أن تعدّوا مشروع قانون يلغي قانون إسقاط الجنسية عن اليهود العراقيين”.
لكن هذه الفكرة / الرغبة لم تتحقق على ارض الواقع – فالظاهر أن بعض المسؤولين من المقربين لقاسم لم ترق لهم الفكرة واستطاعوا إقناعه بعد خروجه من المستشفى بعدم القيام بهذه الخطوة لما يترتب عليه من “خطورة أمنية واحتمال توافد جواسيس !” فعدل عن ذلك. وهكذا فقد العراق نهائياً احتمال عودة البعض من يهود العراق، خاصة الذين كانوا يواجهون الصعوبات في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي في السنين الأولى من هجرتهم. اكتفت حكومة قاسم بإصدار قانون 11 أعلاه (وكانت خطوة في الطريق الصحيح) ولكن حتى هذا القانون لم يُكتب له العيش اكثر من سنتين فقد الغي بعد انقلاب شباط 1963 بشهر واحد.
++++
حفلة توزيع الجوائز برعاية وزير التربية والتعليم
ساهم الطلاب اليهود في المهرجانات الشعبية وحضر ممثلو الطائفة الاحتفالات الرسمية. في الذكرى الأولى للثورة استقبل عبد الكريم وفداً من طلاب مدرسة فرنك عيني المشارك في احد مواكب الاحتفال. وفي الاحتفالات السنوية لتوزيع الجوائز على المتفوقين في الدراسة كان من ضمن الحضور ممثلون عن وزارة التربية والتعليم.
على سبيل المثال، في احد سجلات مدرستي “فرنك عيني” التي عثر عليها في مقر مخابرات صدام في 2003 وجدت بعض الخطابات التي القيت في حفلة توزيع الجوائز على المتفوقين من الطلاب (مساء الأحد الموافق 17 أيار 1959) والتي حضرها وزير التربية والتعليم حيث القى رئيس لجنة المدارس اليهودية مئير بصري كلمة ورد فيها ما يلي:
“يا لها ساعة مباركة ميمونة هذه الساعة التي نجتمع فيها لأول مرة في عهد الجمهورية الزاهر وبرعاية وزير التربية والتعليم لتوزيع الجوائز على طالباتنا وطلابنا النجباء.
لقد انطلق الشعب العراقي النبيل في 14 تموز بقيادة زعيمه الأوحد “عبد الكريم قاسم” ، ومبادأة جيشه الباسل، فقضى على الظلم والطغيان، ووحّد صفوفه دون تمييز ولا تفرقة تحت ظل وارف من الحرية والاستقلال المطلق، وسار إلى الأمام لتثبيت كيانه وتعزيز بنيانه ولتنمية ثروته الوطنية ورفع مستوى معيشته والترفيه عن طبقاته العاملة والزارعة والكادحة ……….. ولئن كانت هذه الثورة قد ضمنت لنا – نحن أبناء هذا الشعب المناضل – ضمنت لنا حقوقنا وسيادتنا، إنها وضعت في الوقت نفسه في عنق كل فرد منا واجبات مقدسة لابد لنا من النهوض بها على الوجه الأكمل”
بعد ذلك القت السيدة عاطفة قاسم كلمة الهيئة التعليمية وورد فيها ما يلي”
” أن عهد الجمود والتفرقة الدينية والقومية والطائفية قد ولّى ببزوغ فجر الرابع عشر من تموز إذ اصبح العراقيون سواسية في الحقوق والواجبات كما قال زعيمنا الحبيب وكما نصّ في ذلك الدستور المؤقت واصبح الإبداع والتفوق هو المقياس”. ثم أنهتها ب “عاش الشعب العراقي النبيل بجميع قومياته وأديانه”
والقى الأديب والشاعر أنور شاؤل قصيدة بعنوان “وطن الأحرار”- قدمها بهذه الكلمات “هذه أبيات أوحتها لي شخصية زعيمنا الأوحد ابن الشعب البار، حبيب الملايين عبد الكريم قاسم. فهي منه واليه تُقدم”. اسرد بعضا من أبياتها:
وطن الأحرار والمجد سلاما نجمك اليوم على الدنيا تسامى
وطــن الأحرار عزّت أمّــة وحّدت روحا وفكرا وانتظاما
جمـعتـنــا غايــــة واحــدة هي أن نسعد أحرارا كراما
ديننــا حب منـاني تربيـــة كرمت أرضا ونهرا وغماما

حسب تـموز فخـارا انـه منح الأوطـان ما عز مراما
منح الشعب زعيما واحدا ملزما في الحق لا يخشى ملاما
يا “كريما” قلما جادت به أمهات تنجب الصيد الكراما
دمت للشعب زعيما ملهما وبصدر المجد خلّدت وساما “

وفي كلمة مدير المدرسة الأستاذ عبد الله عوبديا ورد ما يلي: “أن اجتماعنا في هذا العام، هو اغزر بالمعاني، واغنى بالأماني منه في كل عام. انه العام الأول الذي نلتئم فيه يظللنا علم جمهوريتنا الفتية الحبيبة، التي حققت للوطن العزيز أطيب آماله، وأنبل غاياته، بقيادة زعيمنا الأوحد وقائدنا الأمين، عبد الكريم قاسم.” ثم يضيف: “إنها لدوافع رفيعة حقا تهيب بنا، ونحن نستظل جو جمهوريتنا العابق بشذا السيادة والكرامة والتضامن والإخاء، لمواصلة رسالتنا الثقافية المقدسة للمساهمة الفعالة في بناء جيل صالح واع ووطن زاهر سعيد”
أما كلمة اتحاد الطلبة والطلاب المتخرجين فألقتها الطالبة آمرة يعقوب شوحيط وجاء فيها ما يلي “لم يكن الشعب العراقي جاهلاً ما كان يريد به أولئك العملاء في ذلك العهد البغيض، لقد أرادوا طمس معالم الحرية والثقافة وأرادوا أن يعيش شعبنا وسط أكداس من الظلام ليس فيها منفذ للنور ولا اثر لواحة. لقد بقي الشعب العراقي يكافح ويناضل أربعين عاما ولم يبال بما كان يفرضه عليه الظالمون من سجن وتعذيب…….. ولعل شاعرنا الرصافي قد تنبأ بتموز إذ قال:
يا شهر تموز قد زينت رايتنا بالعدل توشية فيها وتطريزا
من لي بنجم هذا الأفق أنظمها قصائدا فيك مدحا أو أراجيزا “

الجدير بالذكر أن الحفلة جرت بعد أخذ موافقة الحاكم العسكري العام وتمثيل روايتي رأس الشليلة ليوسف العاني والمثري النبيل للأديب الفرنسي موليير بعد أخذ موافقة مديرية الاستخبارات العسكرية (“لعدم وجود ما يتعارض ومصلحة الجمهورية فيها”) – الظاهر أن موافقة مديرية التربية والتعليم ليست كافية!
في 2 آذار 1960 ارسل عبد الكريم العطار مدير معارف لواء بغداد / الرصافة نسخة من كتاب مديرية الشؤون الفنية العامة الامتحانات المرقم 650 (سري) “بعدم تزويد الطلاب اليهود بوثائق مدرسية لغرض الترجمة إلا بعد التأكد من وجودهم داخل العراق وكتاب من الجهات المختصة يؤيد عدم إسقاطهم الجنسية العراقية”
بمناسبة احتفالات 14 تموز 1960 اصدر مدير معارف لواء بغداد / الرصافة عبد الخالق جليل إبراهيم تعليمات عن الشعارات والهتافات التي وافقت عليها الجهات العليا المسؤولة ووجوب التقيد بها. من ضمن الشعارات التي وردت في اللائحة عدد يتعلق ب إسرائيل / فلسطين:
– تحيا الجمهورية الفلسطينية الخالدة
– تعيش فلسطين والموت لإسرائيل والاستعمار
– بقيادة ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم تسترد فلسطين
– كفر قاسم تناديك يا ابن قاسم
– توطين اللاجئين مؤامرة استعمارية

++++
حرية السفر ودخول الجامعات والشعور بالمساواة
في أصياف 1959-1962غادر الكثير من اليهود للاستجمام في شمال العراق، إلى أوروبا، تركيا أو لبنان. أما من ناحية خريجي ثانوية شماش فكان لهم اختيار الدخول إلى جامعة بغداد بعد أن الغي الحظر، إلى جامعة الحكمة الأمريكية التي كان يديرها الآباء اليسوعيون، أو السفر إلى الخارج للدراسة في جامعات إنكلترا، كندا أو الولايات المتحدة. كنت والكثير من زملائي في الدراسة نتطلع إلى ذلك اليوم الذي ننهي الدراسة الابتدائية ثم المتوسطة والثانوية لندرس في جامعات إنكلترا وأمريكا. الجدير بالذكر أن الطلاب اليهود الذي غادروا العراق في فترة حكم قاسم لم يعودوا بعد الإطاحة بحكم قاسم واستئناف الإجراءات التعسفية والتمييز ضد اليهود ومنع السفر كليا في 1964. (بعد حرب الأيام الستة لم يسمح لخريجي إعدادية شماش اليهود من أن يدخلوا الجامعات العراقية رغم الدرجات العالية التي أحرزوها في امتحانات البكالوريا).
من الناحية الاجتماعية يتحدث يهود العراق أن “أيام قاسم” كانت من احلى الأيام. انضمت العوائل المتمكنة من اليهود العراقيين إلى النوادي الأهلية المختلطة – العلوية، المنصور والأكروبوليس. هذه النوادي كان تؤمها الطبقات العليا من شرائح المجتمع العراقي بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، الطائفية والعرقية. بالإضافة إلى الحفلات الخاصة التي كانت تُقام في البيوت أو في المراكب الخاصة التي كانت تؤجر في الصيف، كان الشباب يلتقون في نهاية الأسبوع وفي كل يوم خلال العطلة الصيفية في ملعب عزرا مناحيم دانيال الرياضي في البتاوين. كان “الملعب” كما كنا نطلق عليه المركز الاجتماعي للقاء بين الشباب والشابات اليهود في بغداد وعقد الصداقات في محيط محافظ.
أما على الصعيد الإعلامي/السياسي فقد عمل عدد من الصحفيين اليهود في اهم الصحف الصادرة في تلك الفترة. على سبيل المثال، عمل والدي – سليم البصون – كسكرتير التحرير في جريدة الأخبار، جريدة الرأي العام للجواهري وكذلك جريدة الجمهورية المحسوبة على قاسم وكان يكتب العديد من المقالات الافتتاحية بدون أن يوقع بإسمه بالإضافة عن المسؤولية العامة عن كل ما يظهر في الصحيفتين. أما صديقه وزميله نعيم طويق فكان المسؤول عن جريدة الزمان الناطقة بلسان الحزب الوطني الديمقراطي لكامل الجادرجي وكان من المقربين اليه. وكذلك صديقهم مراد العماري الذي كان يعمل في جريدة الأوقات العراقية التي تصدر باللغة الإنكليزية.
يتبع……
*رحم الله كل من وافته المنية في هذا المقال

المصدر ايلاف

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.