قرأت منذ قليل مقابلة لأحد الصحف الإلكترونية مع المعارض غير المنشق جهاد مقدسي .. جهاد الذي خرج من عنق زجاجة النظام الى الباحة الخلفية للمعارضة السياسية التقليدية دون الدخول الى زواريبها ، خوفاً منه أولاً من أن يتوه في معتركاتها ، و خوفاً منهم بالسماح له بالدخول و هو المدافع عن نظرية عدم استخدام النظام للسلاح الكيماوي بحق اطفال الغوطة في يوم من الأيام ..
في سياق إجابته عن سؤال ورد في تلك المقابلة عن سبب اختياره كناطق باسم الخارجية السورية ، اجاب جهاد عن صدمته حين سماع اختياره لهذا المنصب ، و برّر هذا الاختيار بأنّه كان لدواعي اصلاحية و بأنّه ذو خبرة كبيرة بالتعامل مع الإعلام الدولي ، بالاضافة الى حمله شهادتين من جامعتين دوليتين ، علاوةً على إتقانه لغتين أجنبيتين ..
أقول لك صديقي جهاد و مع احترامي لمؤهلاتك و لاتقانك للغات الأجنبية ، و مع كل إيماني بخبرتك العالية في التعامل مع الاعلام الدولي ، و لكن اختيار النظام لك لشغل هذا المنصب كان لسبب واحد فقط و هو إِنَّك مسيحي من عائلة دمشقية ، مما سيُقدِّم مسيحي دمشق بشكل خاص و مسيحي سوريا بشكل عام على انهم في خندق واحد مع الأقلية العلوية ضد الأكثرية المسلمة..
و أستطيع ان أقول لك عزيزي جهاد ان النظام نجح في هذه الرسالة ، و ما كنت الا عبارة عن صندوق بريد لتمرير هذا المفهوم..
فان كنت ترتضيها لنفسك و لطائفتك ، فأنا لا ..