روسيا لن تستطيع تغيير المعادلة على الأرض في سورية
( تصريح في 22-9-2015 قبل اعلان بوتين عن مباشرة غزوه لسورية )
سياسي سوري: الأسد نفذت قوته وروسيا لن تنتصر
الثلاثاء, 22 سبتمبر 2015 14:10 أيمن الأمين
قال المحلل السياسي السوري عمر الحبال، هناك قوات عسكرية برية وجوية تقوم بالانتشار على الأرض داخل سوريا بشكل مكثف في محافظة حماة ومدينة حماة، إضافة لكل محافظات الساحل، مضيفًا أنه يتم ارسال عدد كبير من الجنود المظليين إلى المطارات العسكرية التي تم منح القوات الروسية الإدارة عليها.
وأوضح السياسي السوري لـ”مصر العربية” أن اهتمام بوتين لترأس جلسة مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري حقيقي، خاصة وأنه يحتاج إلى إظهار قوة تأثيره على الأرض في سوريا عسكريًا عبر تحقيق انتصار يعزز ما يريد فرضه من رؤية في الشأن السوري حيث ستقدم روسيا مشروع قرار يخص سوريا.
وتابع: زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ورئيس أركانه لروسيا تأتي لتوزيع الأدوار وتلافي حدوث أخطاء بين الطيران الروسي والإسرائيلي الذي لايغادر الأجواء الروسية.
عملية عسكرية
واستطرد السياسي السوري كلامه، روسيا تُحضر لعملية عسكرية كبيرة قبيل جلسة الأمم المتحدة، فكل الشواهد تؤكد ذلك، مضيفًا أن تصريحات وزير الخارجية السوري بأن التدخل الروسي سيغير المعادلة على الأرض، رغم أنها لن تستطيع تغيير المعادلة، لكن هذا يصب في حالة التصعيد والتحشيد وقرع طبول الحرب و وأيضا لايمكن تجاهل المناورات البحرية والجوية التي تقوم بها روسيا أمام الشواطيء السورية والتي غالبا ستنقلب فجأة إلى شن حرب داخل الأراضي السورية وهذه من أولويات المدرسة العسكرية الروسية التي كانت تدرس في الكليات الحربية السورية.
وبسؤالنا عن رد المعارضة السورية ” جيش الفتح والجيش الحر إلخ…حيال ذلك، قال الحبال هؤلاء ليسو معارضة – المعارضة هم من يعترف بهم نظام الأسد، هؤلاء قوى الثورة المسلحة رغم عدم اتفاقي مع رؤيتهم المستقبلية.
وتابع: هؤلاء سيقاتلون حتى آخر رمق مع الجيش الحر وكل الفصائل المسلحة على الأرض لابد أن نعرف أن هناك ثورة انطلقت في سوريا كي نعرف كيف يتصرف الشعب في حراكه، وهذه الثورة كما قلت أصبحت كيان مجتمعي تتقدم وتتراجع كما تخبو وتتعثر، لكنها تبقى تغير وتطور وسائلها وتتفاعل حسبما يتاح من أوضاع داخلية وخارجية وتحاول كل الكتائب الاستفادة من الدعم الداخلي والخارجي، وأسلمة الثورة مسؤول عنه العرب والأسد الذي عمل على حرفها باتجاه التسلح منذ اليوم الأول ليعطي مبررًا لقمع الثورة بقوته المسلحة.
سجون الأسد
وعلى الصعيد الآخر، قال الحبال إن بشار الأسد، قام بإطلاق كل الموجودين لديه من معتقلين إسلاميين الذين شجعهم على الذهاب لمحاربة أمريكا في العراق عام 2003 وعندما رجعوا اعتقلهم، كما أطلق سراح معتقلين من القاعدة ومنهم عدد كبير سلمتهم أمريكا للأسد وأتت بهم من أفغانستان.
من الواضح تصرف المسلحين أنهم منذ البداية لم تكن تهمهم الراية بقدر مايهمهم الدعم للحصول على السلاح الذي كان بهدف حماية التظاهرات السلمية وتحول إلى حرب مفتوحة مع الأسد وهذا تطور طبيعي في كل الثورات التي تبدأ سلمية وتتحول إلى مسلحة عندما تقمع بشدة، واليوم هؤلاء غالبيتهم أولياء دم نتيجة لعنف وتعذيب في المعتقلات ويصل تعدادهم الى أكثر من نصف مليون مقاتل.
وأشار إلى أن الأسد لديه مشكلة كبيرة، وهي نقص قوته البشرية والإنهاك في صفوفها إضافة للعامل الأكبر وهو انهيار معنوياتهم وبالتالي فالتدخل الروسي العسكري لن يستطيع تغيير المعادلة التي تحتاج إلى قوة بشرية كبيرة جدا لن تستطيع أن تقدمها لتغيير المعادلة على الأرض لكنها مبدئيا ستعطي مقاتلي الأسد معنويات سيكتشف زيفها مع أول انتصار أو قتل عدد كبير من الروس والذي لن تحتمله روسيا التي لم تعد كما كانت أيام الاتحاد السوفييتي وشاهدنا أمس تظاهرات في موسكو من قبل أحزاب معارضة ضد التدخل في سوريا.
وهناك نقطة أخرى، روسيا لا تعتبر بشار رجلها في سورية وهو لم يكن يعول على الروس منذ استلامه الحكم ولم يزور روسيا إلا بعد 5 سنوات من تقلده الرئاسة في مسرحية هزلية تم تغيير الدستور خلال 5 دقائق ليناسب مقاس عمره.