سويني حلوة

منذ يومين وأولاد الملحة يتندرون على بعض المرشحات ممن استهوتن لعبة الانتخابات.gafarilaw
سبب هذا التندر الإقبال الشديد على محلات ” الفوتوشوب”من اجل إبراز جمالهن في الصور التي تعلق على أعمدة الكهرباء.
سرب احد العاملين الفنيين طرفة حيث يقسم ان إحداهن جاءت اليه وقالت له:عيني الله يخليك سويني حلوة.
لم يمانع الرجل وبعد ساعات قدم صورتها وهي في الثلاثين بعد ان كانت تجاوزت الأربعين وحين رأتها صاحت من فرط الذهول :صحيح هاي صورتي.
الثانية طلبت ان يكون عمرها بالضبط 25 سنة وستدفع مايطلبه.
عمل الرجل جاهدا في ازالة التجاعيد وتكبير بؤبؤ العينين وتثخين الشفاه والبسها فستانا احمر قالت عنه انه “يخبل”.
الثالثة طلبت ان يلبسها نظارات طبية على اعتبار ان الذي يلبسها هو من النوع المثقف وربما كثير القراءة وخصوصا عن تاريخ العراق.
الرابعة طلبت ان يكون وجهها صارما وفيه الكثير من الجدية انطلاقا من انها ستمارس عملا مرهقا يتطلب كل الجدية.
هذه النماذج التي ظهرت على السطح وماخفي أعظم.
هل هناك اكثر من هذه السخرية؟ هل الجمال المزور يكفي للفوز بكرسي البرطمان؟ وهل النظارات الطبية ستجعل صاحبتها واثقة من الفوز؟.
انه امر يثير الشفقة على أمثال هؤلاء وياحسافة لو نشوفهم داخل قبة البرلمان.
في مقهى ابو كاظم تضاربت آراء اولاد الملحة فمنهم من قال ان الشكل الخارجي الأنيق مطلوب ومنهم من اقسم انه سيت للجميلة بغض النظر عن برنامجها الانتخابي،البعض القليل منهم بقي محايدا يستمع للآراء المتضاربة. وتمضي مسيرة الانتخابات برجال معظمهم ذي كروش معباة بالبرياني ونساء يكذبن وهن في اول الطريق نحو البرلمان.
الحرامي ليس من يسرق فقط وإنما الذي يكذب على شعبه.
فاصل يتيم: قالت وزارة الداخلية بقيادة الأسدي ان عدد المشردين والأيتام في العراق بلغ مليونين ونصف المليون.
ترى ماذا تفعل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وهل وزيرها يعرف هذا العدد المرعب في بلد ميزانيته 120 مليار دولار.
لا نريد ان نحذو حذو شعوب الدول الإسكندنافية والتي تظاهر بعضها في الأسبوع الماضي لان خمسة أطفال لقوا حتفهم بحوادث دهس العام الماضي ولكننا نريد طفولة سعيدة لهؤلاء الذين لاذنب لهم سوى انهم يعيشون بالعراق العظيم.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.