منذُ طفولتي وأنا أسمع وأردد أنشودة (بلاد العرب أوطاني)، ولكن عندما كبرت, وبدأ “الخريف العربي” في بعض الدول العربية لم أجد من هذه الأنشودة إلا الأحرف, دونها كاتبها حبرٌ على ورق ,ورددتها أفواه, ولكن ما تردد في الأغنية ليس له وجود على أرض الواقع ، فنجد الصحف تكتب كثيراً عن معاناة اللاجئين السوريين في مخيم (الزعتري)، وعن استغلال بعض الأفراد من الشعوب العربية للفتاة السورية الهاربة مما يحصل في بلادها؛ لتبحث عن مكان يحميها من غدر الزمان، وغدر الإنسان للإنسان، وبكل أسف لم نسمع صدى صوت لإيقاف هذا الاستغلال، بل على العكس نجد بعض أشباه الرجال من جنسيات عربية متفرقة يذهبون ليعرضوا على أحد عائلات اللاجئين المساعدة في مقابل أن يتزوج ابنتهم ذات الثلاثة عشر ربيعاً .
أما في “تركيا” بكل أسف فبعض الأتراك يستغلون اللاجئين من الشباب السوريين المراهقين في تجارة المخدرات بعد أن يجعلوا منهم مدمنين عليها.
وقد ورد إلى بريدي الإلكتروني الخاص شكاوي من بعض اللاجئين السوريين _من مخيم ((الطنوز)) في “تركيا “على الحدود السورية_ يناشدون فيه العالم ،وبالأخص “العرب”؛ لإيقاف ما يحصل في سوريا، فهم مهددون بالطرد خارج الأراضي التركية إذا تكلموا عن الظلم، والاضطهاد، والاستغلال، من بعض الأتراك، وبعض الشكاوي مدوّنة ومصورة بالفيديو، وفيها يشتكون من الأوضاع السيئة في مكان لجوئهم, فالمخيم غير صحي على الإطلاق، مما تسبب في انتشار الأمراض بينهم، وحتى الأغذية والإعانات التي ترسلها الدول إلى اللاجئين في تركيا_ بكل أسف_ يسرقها بعض الأتراك، ويبقى اللاجئ يُعاني من قلة الغذاء، وسوء المعاملة والسكن, بالإضافة للاستغلال والسرقات المتكررة في داخل المخيمات, كما أنه لا يحقُّ لللاجئ السوري بالعمل في الأراضي التركية.
ومن هنا أحمل الدول العربية معاناة اللاجئ السوري في تركيا؛ لأن العربي مسؤول عن أخيه العربي.
وخير الكلام ما قل ودل، فقد أصبحت الدول المجاورة_ وبكل أسف_ تشحذ باسم اللاجئين السورين, وتناسوا ما رددوه: (بأن بلادَ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ).