منذ أن احتدمت حرب بشار الأسد ضد شعبه الطافح كيل صبره الداعي الى تنحيه من السلطة، انبرى النظام الحاكم في طهران جاهدا وبكل قواه لدعم الأسد بكل جرائمه التي يرتكبها ضد الشعب السوري. سواء من ارسال قطعان الحرس والى اسعافه بدعم مالي وعسكري وتسليحي.
وقال مؤخرا الجزار المجرم قاسم سليماني المعروف لدى شعوب المنطقة وبشكل خاص الشعوب المضطهدة والمظلومة في العراق وسوريا في تصريح أدلى به في محفل داخلي للنظام في ذكرى هلاك الحرسي حسين همداني من قادة الحرس ونائب قاسم سليماني في سوريا: «… سوريا هي البلد الوحيد الذي وقف بجانبنا حتى في الحرب الايرانية العراقية ونحن هناك لا ندافع عن سوريا فقط وانما ندافع عن الاسلام والجمهورية الاسلامية. داعش والمجموعات التكفيرية لم يتم تأسيسها لسوريا بل تم تأسيسها لايران».
كما تلاحظ أن هذا الحرسي المكلف بشؤون تصدير الارهاب للنظام الى خارج حدود ايران يؤكد على أهمية استراتيجية ابقاء بشار الأسد على الحكم لحفظ وبقاء النظام الايراني ويقول بوضوح ان الحرب في سوريا هو كفيل ببقاء وحفظ النظام في طهران. ولهذا السبب تؤكد المقاومة الايرانية دوما أن سوريا هي مستنقع النظام الايراني وكلما يحاول أكثر كلما يتورط فيه أكثر ولامفر له منه. كما ان مد يده نحو روسيا لطلب العون منها جاء من هذا المنطلق لأن نظام الملالي بوحده ليس قادرا على مواجهة الصمود مقابل الشعب والمقاومة السورية والجيش الحر.
بالتأكيد القراء الأعزاء قرأوا أو سمعوا مرات تأكيدات قادة ورموز النظام الايراني بأن سوريا هي تشكل المحافظة الايرانية الخامسة والثلاثين أو لو لا نضع نحن (الملالي والحرس) الخط الأمامي في سوريا فنضطر الى أن نضع خطوطنا في شوارع طهران والأهواز واصفهان وشيراز و.. أو نحن (الملالي والحرس) لو فقدنا محافظة خوزستان فبامكاننا أن نستعيدها بسهولة ولكن اذا فقدنا سوريا فهذا هو نهاية المطاف ولا وجود لنا بعد ذلك لكي نستعيد مكان ما.
ويحاول النظام الايراني الايحاء بأن في قضية سوريا والمخرج منه هو طرف في الحوار ويلعب دورا فيه. كما تم اشراكه في المفاوضات الأمريكية الروسية بشأن سوريا التي انعقدت في لوزان السويسرية بحضور وزراء الخارجية لكل من الاردن وتركيا ومصر وقطر والعراق والعربية السعودية نهايه الاسبوع الماضي مما تسبب في فشل المفاوضات. ان اجتماع لوزان عقد في وقت صعدت فيه روسيا قصف مدينة حلب خلال الاسابيع الأخيرة مما تسبب في الحاق خسائر بين المدنيين بأعداد كبيرة. ولهذا السبب أعلن وزير الخارجية الفرنسي يوم الاثنين 10 اكتوبر أن بلاده ستطالب المدعي العام في «المحكمة الجنائية الدولية» تقصي الحقائق بشأن الجرائم الحربية التي ترتكب في سوريا. وأكد ان احالة شكوى من قبل فرنسا تشمل «جميع المتورطين في الأحداث الجارية في سوريا». (موقع راديو فرنسا).
الهدف المعلن من مفاوضات لوزان كان اقامة هدنة ولكن من الواضح تماما أن النظام الايراني لا يريد في واقع الأمر وضع الهدنة. صحيفة كيهان الحكومية التي تمثل أهداف الولي الفقيه للنظام الايراني أعلنت في مقال بكل صراحة سياسة النظام الايراني بخصوص سوريا وبالتحديد حفظ بشار الأسد. وجاء في استنتاج المقال: «مسألة سوريا لا تعالج في مؤتمرات مثل لوزان… الواقع أن سوريا له حل عسكري فقط».
من جهة أخرى قال الدبلوماسي المقال من وزارة الخارجية للملالي الحرسي امير عبداللهيان الذي يعمل الآن مستشارا خاصا لرئيس برلمان النظام علي لاريجاني قد أكد بوقاحة تامة: «نحن واقفون تماما وندعم بصوت عال كل من سورية والعراق والبلدان التي تتعرض للارهاب (حسب تعبيره) ونعتبر العمل امتدادا لتوفيرالامن الجماعي في المنطقة وكذلك الامن الوطني للبلد».
امير عبداللهيان» المساعد الخاص للحرسي علي لاريجاني
كما تفيد الأخبار أن حسين شيخ الاسلام الذي كان مستشار علي لاريجاني في الشؤون الدولية من المقرر أن يصبح سفير نظام الملالي في سوريا. وهذا التعيين هو في ذاته يبين أن سوريا ومستنقع النظام تلعب دورا استراتيجيا للملالي والحرس.
تواجد قوات الحرس الإيراني في سوريا لإبادة الشعب السوري
ولكن كل الحسابات التي راهن عليها الحرس والملالي بشأن وضع الخط الأمامي في سوريا لضمان بقاء كيانهم جاء من باب الاضطرار والعجز كما انهم يخطأون في حساباتهم أنه كلما يحاولون أكثر في مستنقع سوريا كلما يتورطون في هذه الأزمة أكثر وسينتهي لا محالة الى غرقهم. هذه الاجراءات والتشبثات هو مصداق لمثل «الغريق يتشبث بكل حشيش» تجاه المقاومة العارمة للشعب الايراني الذي جرعه كأس السم النووي وها هو الآن يعمل على تجريع خليفة الرجعية كأس سم ما يعرف بـ «برشام سوريا» وحقوق الانسان. الأمر الذي يعترف به الولي الفقيه للنظام بكل صراحة. وهو ما انعكس في النشرة الإخبارية لمنتصف يوم الاربعاء 19 اكتوبر حين استقباله جمع من المواليه له: ‘ وهذه هي ذات الحقيقة التي قلتها للمسؤولين مرارا في اجتماعات خاصة وعامة بانه لو تراجعتم في القضية النووية هل ستنتهي مشكلتكم مع امريكا؟ كلا ، بل انهم سيطرحون قضية الصواريخ ولو تراجعتم في هذه سيطرحون قضية دعم المقاومة لماذا تدعمون حزب الله وحماس وفلسطين ولو تراجعتم ايضا سيطرحون قضية حقوق الانسان ولو قبلتم بمعاييرهم سيتجهون نحو حذف المعايير الدينية في الدولة. هل هم يكفون أيديهم عنكم؟!!!
انه على حق ان حراك المقاومة العارمة للشعب الايراني بقيادة السيدة مريم رجوي لا يكف عن ملاحقة الملالي والملالي الدمويين الحاكمين في ايران واسقاط هذا النظام العائد الى القرون الوسطى حتى دفنهم في قبورهم ولايرضى بأقل من ذلك.