سوريا رح اتضل سوريا غصباً عن الجميع

صورة مميزة لشيخ  سوري قصف منزله فصنع ربابة يدوية من تنكة وخيط حرير واخذ ينشد الحنين

صورة مميزة لشيخ سوري قصف منزله فصنع ربابة يدوية من تنكة وخيط حرير واخذ ينشد الحنين

من اكتر الأمور المخيفة بالنسبة الي عالمستوى الشخصي ، القناعة الراسخة عند أغلبية الشعب السوري بانّو النظام هوّة سبب كل مشاكل و أعباء سوريا ..
رح نفيق باليوم الاول بعد سقوط الاسد على حقيقة و أمر واقع بيقول : الاسد كان سبب كبير بمشاكلنا ، و لكن ما كان السبب الوحيد ..

الموضوع اللي رح احكي فيه اليوم ، رح يكون مثار لجدل طويل و عاصف ببعض الأحيان ، و لكن التخفّي خلف اصبعتنا ، و محاولة تغييب الشمس بالغربال ما عادت سياسة حكيمة و خصوصاً انّو النظام عم يلعب على هالتناقضات بحرفية عالية جداً..

الفتنة العربية الكردية بالشمال ..
الفتنة السنيّة الدرزية بالجنوب ..
الفتنة المسلمة المسيحية بريف حمص و حماة..
الفتنة العلوية السنيّة في كل سوريا..
الفتنة السنيّة السنيّة في حلب و دمشق..

لحتى ابدأ بسرد الموضوع ، لا بد من العودة بالتاريخ اربع سنين للخلف ، و تحديداً عند بداية الثورة المجيدة..
بعد حوادث درعا ، و بعد ظهور ردات فعل الشعب السوري بأغلبيتو السنيّة على مشاهد و مسامع الرعب القادمة من درعا، خرج السوريين من كل مناطق و حواري و مدن سوريا ..
من الشمال للجنوب، و من الشرق للغرب..
رافعين علم واحد ، و شعار واحد متمثّل بالحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية ، و ركزوا معي على مطلب العدالة الاجتماعية لانو هوّة فحوى هالبوست و مضمونو..
الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية ، تلات اهداف للثورة كان لا يمكن الوصول إلهون الا بعد اسقاط نظام العبودية و الذل و التفرقة الاجتماعية..

فخرج شعار الشعب يريد اسقاط النظام على الساحات كخطوة في طريق تحقيق شعارات الثورة الحقيقية..

ما سمعت يومها من أكراد سوريا اي شعار بيدعي لانفصالهون عن سوريا..
و لا حظيت بفرصة رؤية دروز سوريا عم ينادو باقتطاع شقفة من جبل العز و جعلو دولة إلهون ..
و لا التقيت بأي ثائر يحمل هم الامّة الاسلامية على عاتقو و بدّو يعيد دولة الخلافة ..
و لا صادفت مسيحي عم يقول: فخّار يكسّر بعضو ، فلا نحنا منتمين لهالمنطقة ، و لا تعنينا مشاكلها و صراعاتها..

وحدو النظام و ادواتو الإعلامية السورية و اللبنانية الرخيصة كانو عم يحكو بالتقسيم و بالفتنة و بالعداء التاريخي و بالمستقبل الاسود اللي ناطر البلد ، و كأنّوا النظام كان عم يستدعي كل مشاهد الظلام لتشويه الحراك السوري الثوري تجاه العدالة الاجتماعية..

هل نجح النظام بتشويه الثورة السورية ؟؟
لا النظام و لا أسياد النظام قادرين يشوهوها..
كلشي قدر يعملو هوّة الفوضى اللي باتطيل من عمرو كم يوم زيادة ، بعيداً عن المصالح الضيقة للاقليات الفكرية و العرقية و الاثنية و المذهبية اللي استفادت من فوضى البلد و بحثت في زواياها عن مشاريع غير وطنية و لا تمت للثورة السورية و لا لأهدافها بأي صلة ..

اللي فيه شوكة بتنغزوا.. و اللي قاعد على مسلّة رح يتوجّع من هالبوست..
اذا معتقدين حالكون قادرين على استغلال الفوضى لفرض مشاريعكون الضيقة ، بتكونوا عم تحكموا على حالكون و على مستقبلكون و مصير ولادكون بالفناء..

بكل بساطة ، سوريا ما رح تتقسّم يا بني قيقي..
بكل بساطة ، سوريا ما رح تتقطّع و لا شقفة يا أحفاد صلاح الدين ..
بكل بساطة ، سوريا ما رح تكون مركز خلافة لناس ساديين .

سوريا رح اتضل سوريا غصباً عن الجميع.. و بينات السوريين شي واحد بس:
الصندوق..


About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.