سوريا..بين العون وفرعون !

assadassبقلم: ابتسام آل سعد..

لم أعجب حينما قرر العالم في يوم وليلة أن يوجهوا ضرباتهم (في) سوريا وليس (لنظام حكم بشار) المستوطن سوريا منذ عقود وزاد من استيطانه واحتلاله لأكثر من 3 سنوات ونصف قتل فيها الآلاف من الأبرياء والأطفال متفنناً بكل أنواع الأسلحة المدمرة المتنوعة بين أسلحة كيماوية وبراميل متفجرة وفسفورية كل مهمتها إبادة شعب لم تنتفض له دولة عربية بالسلاح ولم يستنكر له المجتمع الدولي الموافق ضمنياً على كل جرائم بشار والدليل انتفاضته الحالية وغير المحمودة على ما تسمى أوكار الحركة الإسلامية (داعش) رغم إنني أرفض منهج هذه الحركة المخلة بكل تعاليم إسلامنا السمح والذي لم يوص يوماً بنحر رقاب البشر كما تُنحر الخراف ولا التكبير قبلها كما تذبح أضحيتنا واستعراض كل هذه الدموية المرفوضة لنا كمسلمين أمام كاميرات العالم وكأن الضحية حشرة نتحفظ أيضاً لقتلها بهذه الطريقة المروعة ولكن لم كان هذا التحالف الدولي الذي اتُخذ قرار اصطفافه في أقل من يوم وجُهز عتاده في نصف ليلة لم تبزغ شمسها إلا والطائرات تقصف والمدافع تدك والصواريخ تنطلق والهدف كما يروج له كل هؤلاء هو داعش بينما في الحقيقة إن كل ما نراه هو أشلاء أطفال تتكوم فوق أشلاء أطفال آخرين وكأن سوريا لم تشبع من الموت ليزيدها هؤلاء موتاً فوق موت وموتى على موتاهم؟!..لم كان هذا القرار سريعاً لأجل قتال كل ما يلحقه اسم (الإسلام) بينما ظل الشعب السوري فوق الثلاث سنوات ونصف ولم يتحرك العالم الذي يدعي إنسانية زائفة لإنسانية هذا الشعب الذي يكاد ينتهي ولم يعد يشعر بطعم الحياة بعد أن فاحت رائحة الموت في حناياه ومن كان يصبح على وجه أبيه قد لا يمسي عليه ؟!.. لم بات بشار اليوم متبجحاً بأنه والتحالف الدولي صارا في خندق واحد لمكافحة (إرهاب الدواعش) وكأنه يمثل الإنسانية بأزهى صورها؟!..ألم يكن بشار حتى الأمس محروماً من الدعوة للاجتماعات العربية والدولية وبدا كرسي سوريا في قمة الكويت العربية المنصرمة فارغاً رغم اتفاق الرياض الذي سبقها وقضى بأن يحل الائتلاف السوري محل حكومة بشار الملغية آنذاك؟!.. ألم تكن حكومة بشار قبل أسابيع هدفاً عسكرياً محدداً من أميركا وبريطانيا وباقي الدول المتعاونة معهما وقد كانت الضربات هذه وشيكة أو هكذا أوهمتنا بها حكومة أوباما المراوغة في ذلك الوقت وبقدرة كل هذا الكذب والخداع يصطف هذا العالم الزائف مع بشار لقتل البقية الباقية من المتبقي من شعب سوريا المقتول؟!..ثم ماذا عن العرب حفظهم الله ورعاهم وأقر بهم أعيننا وقلوبنا التي ستموت كمداً منهم؟!.. لم هم كـخراف الأضحية يُساقون إلى مذابح السلخ وكأن من المفترض أن يكون هناك جزار وضحية وبينهما سكين مغلوبة على أمرها؟!.. هل كان على بعض العرب أن يتفاخروا أمام منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنهم ضمن التحالف الدولي الذي يهاجم (داعش) دون أن يرف لهم جفن في أن هؤلاء الدواعش ما هم إلا أطفال يمثلون البراءة في كافة أشكالها بل ويفتون بأن ما يقتلونه هو إرهابي لا يمثل الإسلام بصورته الحقيقية باعتبار أنهم المسلمون شكلاً ومضموناً والدليل قتلهم ومساندتهم في قتل مسلمي مالي وإفريقيا الوسطى وليبيا وسوريا وغيرها من دول باتت تعرف فعلاً من هو صاحبها ومن عدوها الذي تضمنه دعواتها لله أن يخلصها منه ؟!.. لا يا عرب ما هكذا تورد إبل الأحداث ولا بذاك تُدار!.. سوريا أكبر من داعش لنزيدها قتلاً وتنكيلا.. سوريا أعظم من أن نزايدها على أرواح من تبقى من أطفالها وأضعف من أن ترضى بسلب أرواحهم.. سوريا كانت تنتظر العون ولم تجد غير فرعون.. كانت تنتظر شروق شمس الحرية ولم تر غير كسوفها.. لذا اتركوها تنفض نفسها من داعش واتركوا انتفاضتكم فإنها لم تكن لها بل من أجلكم !.

الوطن القطرية

This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.