سوتورو، وحدة القتال المسيحية السورية… من وراءها ومن يدعمها؟

فريق أليتيا : سوريا/ أليتياsotoro

 ولدت هذه الميليشية المسيحية في 15 مارس 2013 في شمال شرق سوريا!
قرر مسيحيون سوريون، في 15 مارس 2013، توحيد بنادقهم وخلق ميليشية سوتورو، قلقين من تداعيات وجود الدولة الإسلامية. وسرعان ما امتعض الأكراد من تشكيل هذا التجمع وطلبوا منهم الانضمام إليهم لتشكيل مجموعة واحدة. لكن المسيحيون رفضوا هذه الدعوة التي كشفت عن رغبةٍ كردية في السيطرة فكان الشرخ!
حامية الشعب
وفرضت سوتورو نفسها حاميةً للشعب وذلك ضمن إطار منهج وطني وقومي، تدعمها الكنيسة والجماعات المحلية. فعملت على منع مجموعات الثوار الإسلاميين من دخول المنطقة كما ومنعت الأكراد من الاستثمار في الأحياء المسيحية.
ويتدخل جناحها العسكري “قوات حماية غوزارتو ” وكأنه بجيش وقد حارب، في يونيو 2015، الدولة الإسلامية في الحسكة كما وتدخل، في نوفمبر 2015، في صدد وانتشر مؤخراً في القامشلي حيث غالباً ما تستهدف الهجمات المدنيين.
ويشن أعضاء الميليشية الهجمات بفضل هبات الكنيسة السريانية وبعض المجموعات الفرنسية والبلجيكية والالمانية والسويدية المستقلة. أموال تهدف الى تمويل الشق اللوجيستي ودفع أجر الجنود البالغ عددهم 300 عنصر.
لا يتجاوز عمر بعض المتطوعين الـ16 سنة
على كل شاب راغب في الانضمام الى الميليشية ان يكون قد بلغ السادسة عشر من العمر وان يحصل على موافقة أبوَيه. فيتم تعيينه، بعد اجتيازه امتحانات القدرات الفكرية والمقاومة الجسدية والنفسية، في الشرطة أو ميليشية “قوات حماية غوزارتو “.
ولا تضم هذه الميليشية في صفوفها سوى مسيحيين (كلدان، سريان، روم ملكيين وغيرهم) كما وانضم إليها عدد كبير من أرمن حلب علماً ان كنيستهم ترفض دعم ميليشيا. ويؤكد مؤسس وقائد الميليشية، سركون ابراهيم، إزاء الطلبات العديدة الداعية الى انضمام عناصر أجنبية: “نطلب منهم عدم القدوم إلينا لأننا لسنا بحاجةٍ إليهم. هدفنا الأساسي ليس حمل السلاح بل حماية بلدتنا… يكفينا الأهل هنا. لا نريد أجانب إذ ان وجودهم لن يغيّر سياستنا. نعرف انه ان احتجنا غداً الى مساعدة، هناك من سيحارب الى جانبنا.”
علاقات محدودة جداً مع الحكومة السورية
بالكاد تتواصل سوتورو مع الدولة على الرغم من تأييد الأخيرة لها. تكتفي دمشق بتمويل بعض الأسلحة الخفيفة التي تسمح لهم بالدفاع عن البلدات وضمان أمن المدنيين خاصةً عندما تنتقل وحدات سوتورو الى مناطق النزاع تاركةً السكان تحت حماية مخفضة. لكن، وعلى الرغم من اعتبار هذه الميليشية مؤيدة للنظام وتحارب تحت لواء العلم السوري إلا أنها لم تخضع لجميع الشروط التي تفرضها دمشق.
وكانت الحكومة قد قدمت استثناءً للشباب المنخرطين تحت راية قوات حماية غوزارتو بعدم اتمام خدمة العلم في حين أن الأكراد أقل تسامحاً فأقدموا على خطف المسيحيين الرافضين الانخراط في جيشهم. وأتى رد سوتورو بخطف كرديَين لكل مسيحي يُجند قسراً الى حين توقف هذه الممارسة.
حوار مع الأكراد
وتُبقي سوتورو باب الحوار مفتوحاً مع الأكراد وميليشيتهم التي تعارض الحكومة تماماً وتبنت بالكامل الفكر الكردي واجندته. فها ان الأكراد جاهزون لقتل اخوانهم المسيحيين لأسباب متعلقة بالسياسة والسيطرة على الأراضي.
ويقابل إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، قادة الميليشيتَين المسيحية والكردية باستمرار في مسعى للمصالحة.
علاقة معقدة مع الأكراد
لا يفقد الأكراد ابداً أمل السيطرة يوماً على ميليشية سوتورو محاولين شراء مقاتليها بمبالغ طائلة. لا يقبل سوى قلةٌ من المسيحيين العرض الذي يفرض عليهم الإذعان لشروطٍ تتنافى مع مبادئهم وأفكارهم وقيمهم. ويشير سركون ابراهيم الى ان “الهدف ليس بجمع الثروات إنما بجمع ما يكفي من أجل تكريس الوجود واتمام الواجب بأمانة للأخلاق والشعب.”
اعتقد الأكراد لفترة أن تهديدهم سيخيف سوتورو فتختفي بعد المعارك إلا أن قوة سوتورو غير مرتبطة بعدد المتطوعين والتمويل بل بثقة الشعب. ويؤكد سركون ابراهيم مرتاحاً: “لن نربح شيء إن كان عددنا 50 ألفاً والشعب لا يدعمنا. نحن 300 والشعب معنا وهذا ما يزعج الأكراد. فهم كثر ولم يتمكنوا من الغائنا. بنينا في العام 2015 جداراً حول مدينة القامشلي لحمايتها من التهديدات الخارجية. لم يعجب ذلك الأكراد الذين رأوا في عملية البناء هذه تحدياً لنظامهم الأمني. حاول 200 منهم اخضاعنا. خسرنا أحد عناصرنا في المعركة إلا أننا حافظنا على مواقعنا ونزل السكان الى الشوارع مسلحين منعاً لدخول مهاجمينا.”

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.