(( الغريب ))
من عادة اهل القرى والأرياف استضافة الغرباء ، وهذا ماحدث في التاريخ العربي خصوصا ، فهي عادة وتقليد اجتماعي يعكس الأخلاق والكرم .
وصل شخص متعب متسخ جائع الى مضيف العم حمدان ، فتم استقباله وإكرامه ، وقدمت له الملابس والمساعدة ، وبعد ثلاثة أيام اجتمع العم حمدان مع الضيف وقال له ماهو طلبك …؟.
فطلب من العم حمدان … الجيرة والكتابة ، وهذا يعني العيش والانتماء لتلك القرية …
وطلب العم حمدان منه ان يقص عليه روايته …؟. ومن هو …؟. ولماذا طلب الإقامة معهم ، فكانت قصة حزينة ، وانه يقيم وهذا آخر المطاف …!.
فقال العم حمدان أهلا وسهلا ، اما المكتبة فهي بعد الحول (( اي بعد عام )) ، وهذه هي الأصول المتبعة ، فشكره وانصرف لدار بسيط اعد للضيف الذي اسمه كرم .
وبعد مدة تم إعطاءه عمل هو حراسة في إحدى مخازن الطعام ، ووافق وشكرهم .
ومضت الأيام وطلب كرم إجازة لزيارة بعض المعارف والمحسنين له …؟.
وقام بالزيارة وعاد فرحا …!.
وهكذا خلال فترة تكررت الزيارات والإجازات مما آثار حفيظة العم حمدان وبعض الرجال …!.
واستغربوا هذا التصرف لكونه وكما ادعى بانه مقطوع …!.
وبعد عدة أيام كثر الوافدين …!.
وقدموا طلبات الضيافة والإقامة ، وقال العم حمدان بشرط العمل في المزرعة الخارجية في الفلاحة ، وإعادة تأهيل التربة ، ووافقوا مع تقديم الشكر له …
اجتمع العم حمدان مع المختار وبقية أعيان البلد ، وقال لهم ان في قلبي شيئا …؟. وإنني غير مرتاح من كثرة الوافدين ، وهنا همهم الجميع وقالوا لنتدبر أمرهم …
وتمت مراقبتهم ، وفي إحدى الليالي شاهدوا كرم مجتمعا معهم …!. وتكررت هذه الحالة عدة مرات …!.
فأمر العم حمدان حارسه سعدون وجمع من الرجال للخروج بعيدا عن المدينة والبحث عن سابله او تجمع معين ، او سكان جاءوا حديثاً ويسكنون خارج المدينة ، واستمر البحث حتى عثروا على مجموعة كبيرة من الرجال عند الساقية الشرقية وتمت مراقبتهم .
وجلبوا الأخبار مما آثار حفيظة العم حمدان والجمع الصالح ، ففكر العم حمدان بحل وقال لهم قبل طلوع القمر سوف يكون عندكم خبرا …!.
استدعى العم حمدان كرم ، وقال له ياكرم قبل المكاتبة قررت ان أزوجك إحدى نساء القرية ، وهي أرملة ، وهذه ستكون سترا لك ، وتكون انت لها سترا ،وتصبح أحدنا وسهرنا ، وللعلم هذه المرأة غنية جداً ، فأنت محظوظ ان تم زواجك منها …!.
ووافق كرم مباشرة ودون تفكير …
وبعد ليلة اجتمع العم حمدان مع كرم ،وقال له هل تعلم ماهو شرط المكاتبة والزواج ..؟.
فرد كرم لا …
فقال العم حمدان عليك ان تقدم عمل مهم من اجل القرية مثلا تقدم تضحية …!. او تنقذ انسان ..!. او تبعدالشر عنها ..!.
ففكر كرم في الميراث ، والذهب ، والحياة الهانئة مع الزوجة الغنية ، فقال سوف افعل المستحيل ، ولكنني آريد ان أزور قريبي قبل الزواج … فأذن له …!.
وتمت مراقبته ومتابعته حتى وصوله الى مدينة بعيدة …!. وبعدها قصر السلطان …!. وجلس ثلاثة ايام ، ثم عاد ، وتم أخبار العم حمدان بذلك …
دعى العم حمدان كرم لعرس في القرية ، وقد حضر بشغف ، وقبل الطعام طلب العم حمدان من كرم الكلام أمام الجميع …؟.
وكانوا فلاحوا الأرض الخارجية إيظا مدعوين للعرس جميعهم ، وكلهم سوية ، وقد تمت أحاطتهم بأهالي القرية والشرطة …!.
وهنا فزع الجميع ، وقال العم حمدان … ياكرم انت لست أهلا للكرم ، وانتم يا فلاحي الأرض الخارجية اليوم ترحلون وتعودون الى دياركم ، والذي سوف يمتنع عن الذهاب يقطع راسه ، وهذا سيكون خياركم …!.
والتفت لكرم وقال له هل تعلم هذا العرس لمن …؟.
قال لا يا سيدي ، وكان يرتجف …!.
فقال العم حمدان هذا العرس للعروس التي أخبرتك وقلت لك عنها …
ثم قال له اذهب وابلغ عمك وسلطانك ، وقل لهم نحن أبناء قرية التمر سنبقى أحرارا للأبد ، ولن يدنس أرضنا احد .
فرد كرم سمعا وطاعة ، ثم هربوا مسرعين بأسرع من لمح البصر …!.
كان كرم قد ابلغ السلطان بالخطة ، فأكرمه بالمال على ان يذهب لمدينة (( أزريكا )) كي يقبض ثمن خيانته .
وهكذا طلب كرم من بقية المجموعة عدم الذهاب فورا ، وإنما البقاء خارج المدينة حتى ان يعود بالتعليمات ، وفعلوا وهم على عجل للذهاب لتلك المدينة ، ولقاء السيد سابد ، وعند وصوله للمدينة واستلام الثمن توفى في اليوم التالي وانتهت القصة …!.
هذه قصة حقيقية حدثت قبل ثلاثة اشهر لشخص باع وطنه ولكن بأسلوب وقصة العم حمدان …
هيثم هاشم