مصطفى راشد
ورد لنا سؤال من الدكتورة – علياء الغنوشى من تونس تسأل فيه عن السن الأدنى الشرعى لزواج الأنثى والذكر وهل الأب شرعا يملك أن يزوج أبنته البكر دون رضاها ؟ وللإجابة على هذا السؤال نقول :-
بدايةً بتوفيقً مِن اللهِ وإرشاده وسَعياً للحق ورِضوَانه وطلباً للدعم من رُسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله –، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ——– اما بعد
– نقول أولا أنه لم يرد نص قرأنى أو حديث صحيح يحدد سن معين ادنى للزواج للذكر أو للأنثى — حتى مايشاع ايضا عن ان الرسول (ص) خطب السيدة عائشة وهى 6 سنوات وتزوجها وهى فى سن 9 أعوام هو كلام مزور بلا أى سند صحيح أو مصدر ثابت مطلقا ، ومن يريد أن يقول بغير ذلك عليه أن يقول ذلك فى مواجهتنا، لذا يكون الحكم فى تحديد السن الشرعى والأفضل للزواج بالنسبة للذكر والأنثى ناتج عن إستنباط وقياس وتفسير لنصوص وفهم لمجمل مقاصد الشارع ( من الشرع ) فى القرآن أو الأحاديث الصحيحة ، مستعينا بأهل الخبرة وهم الأطباء ، لانهم أعلم بشؤنهم ، تصديقا لقول سيدنا النبى أنتم أعلم بشؤن دنياكم — ولأن القرآن قد قرنَ النكاح بالرشد كما جاء فى سورة النساء آية قوله تعالى (وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ) ص ق فاصبح النكاح مقرون بالرشد والرشد كما حدده الأطباء ومنظمة الصحة العالمية هو عمر 21 سنة للذكر والأنثى ولأن الرشد فى موضوع الزواج قد يختلف قليلا بين الذكر والأنثى على إعتبار أن الرشد الكامل بشقيه البيولجى الفسيولجى والأدارى للذكر مطلوب على إعتبار أنه من سيدير الشركة الزوجية ومن سينفق ويتحمل القرار النهائى وايضا مكتمل الرجولة من الناحية الجنسية فيلزم أن يكون سن رشد الزواج للذكر لا يقل عن عمر 21 سنة ، أما بالنسبة للأنثى فمسؤليتها البيلوجية الفسيولوجية كأنثى تتحمل الوطء وبعد ذلك الحمل وتستطيع أن تقوم بواجباتها المنزلية يمكن أن يتحقق مع عمر حده الأدنى 18 عاما ،أما من يحتج بالأية فى قوله تعالى: ( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ) الطلاق/ الآية 4. ويعتبر قوله( وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ) إشارة لزواج البنت قبل المحيض نقول له تفسيركم مريض مغرض لأن الأشارة هنا للبنت البالغة الرشيدة العاقر التى لا حيض لها أو التى يتأخر عليها الحيض ، لذا نحن نفتى بقلبٍ مطمئن بأن الزواج الشرعى المناسب لهذا العصر حسب رؤية الطب للرشد الإنسانى فيكون الحد الأدنى للذكر 21 سنة ، وللأنثى 18 سنة – كما أن موافقة الأبن والأبنه فى الزواج شرط وركن أساسى فى الزواج ، وبدون الموافقة يبطل الزواج شرعا لقوله(ص) : لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا يا رسول الله كيف إذنها؟ قال: أن تسكت )
والله من وراء القصد والابتغاء—والله المستعان
الشيخ د- مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ الشريعة الإسلامية
ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ومفتى استراليا ونيوزيلاندا
وعضو نقابة المحامين المصرية وإتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى
ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان
E: rashed_orbit@yahoo.com
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر