اذكر ذلك الأربعاء جيداً، يوم جلست خلف مقود سيارتي في طريقي الى مكتبي الواقع على أحد أطراف مدينة أبو ظبي ..
يوماً ككل يوم ، يشبه تلك المدينة تماماً ، بشمسها و رملها و عجقة من يسكنها، لا من تسكنه..
ربما كان اليوم الوحيد في العشرة سنين الاخيرة الذي أستيقظ فيه و احساس غريب يمتلكني .. في اللحظة التي دار بها محرك السيارة ، أدركت انها المرة الاخيرة التي اذهب فيها الى عملي..
أخذني الطريق ساعة كاملة للجلوس على كرسي المكتب ، و خمس دقائق لكتابة استقالتي ، و ثواني لختم جواز سفري عائداً من حيث لم أغادر ..
لم تمضي ايام قليلة بعدها.. سمعت صراخ اطفال درعا يقول : اجاك الدور يا دكتور.. و كأنني على موعد مسبق معهم..