رابط مقال للاستاذ محمد سلماوي . جاءني في ايميل من صديق . فتحت وقرأت – 6-1- 2014 المصري اليوم – * .. فوجدته يصحح – أو يغير – لسفير الهند بالقاهرة . معلوماته عن الدستور المصري الجديد . ويعلمه في الاسلام
وذلك عندما سأله صديقه السفير ” هل صحيح أن الدستور الجديد يحظر الأديان غير السماوية، ولا يسمح لأتباعها ممن قد يتواجدون فى مصر بممارسة شعائرهم؟ “
وليسمح لي الأستاذ سلماوي . بهذا العتاب :
يا عم سلماوي . يبدو انك ما زلت تقف عند الهندي بتاع زمان . أيام كان المصريون يقولون : انت فاكرني هندي !؟ .. , ” هو أنا هندي ” !؟
طبعاً تتذكر تلك الأقوال . وذاك الزمن . ألا تعلم ان الزمن قد تغير والانسان الهندي – والهند – قد تغير !؟
نعم تغير الهنود وتغيرت الهند – أصبحت دولة عظمي – فان شئت أن تكون متحدثاً رسمياً للجنة دستور . تتشرف به .. فعليك بسؤال سفير الهند . كيف تكون الدساتير ..؟
لأن دستور الهند الموضوع منذ عام 1949 . ينص بلا لف ولا دوران علي العلمانية والديموقراطية .. وبدون مناورات , ولا خداع من مواد تمنح , ومواد أخري تسلب الممنوح !… ….
80 بالمائة , من الهنود , ديانتهم الهندوسية . ولكن دستور الهند – العلماني – سمح بان يكون رئيس الهند من الأقلية المسلمة . ونسبتهم أقل من 14 % .. . وتولي المنصب . من قبل , 3 رؤساء مسلمون (
د. ذاكر حسين, د. فخر الدين علي أحمد . و د. أ.پ.ج. عبد الكلام ) ..
وحالياً نائب رئيس الهند , مسلم أيضا ” محمد حميد انصاري ” .
فتري .. هل الدستور المصري الجديد . الذي دافعت عنه أمام سفير الهند . يسمح للأقليات الدينية . بتولي منصب الرئاسة المصرية . كما الدستور الهندي ؟
عفواً .. أستاذ سلماوي : كيف تتطوع بشرح أيات من القرآن . لسفير بلد , المسلمون فيه تعدادهم ضعف تعداد شعب مصر ! – 180 مليوناً ( بدون اضافة باكستان وبنجلاديش . الذين هم هنود .. حتي ولو استقلوا بارض وبدين .. فهم هنود )
الهند بلد ” أبو الأعلي المودودي ولد عام 1903 . ولم يتعلم بالأزهر – ؟! — انه المفكر الاسلامي المتميز في القرن العشرين – الموسوعة العربية – راجع هامش (1)
وفي الموسوعة الشاملة . يمكن أن نجد عناوين الكتب التي الفت وطبعت ونشرت بالعربية ” في السعودية , مصر . الكويت , دمشق , بيروت – عن الهندي – المفكر الاسلامي – ” المودودي (2)
وقد حظيت مؤلفات المودودي بشهرة عريضة في جميع أنحاء العالم ولقيت قبولا واسعًا , يعد أبو الأعلى المودودي نموذجًا فريدًا للداعية الإسلامي المجتهد (3)
ليس لهذا فقط . نري ان الاولي بك ان تعرف الاسلام من صديقك السفير الهندي – وليس العكس- بل وهناك سبب هام آخر هو :
ان سفير الهند . لا يمكن أن يكون جاهلاً بالدين الذي قطع بلده , وحوله الي 3 قطع , بعدما كان وطناً واحداً اسمه ” الهند “. فصار 3 أوطان : هند , وباكستان , وبنجلاديش
!!
ألا تدري يا أستاذ سلماوي . أن تقطيع الأوطان , قد وصل الي حدود مصر الجنوبية – بالسودان – والتقطيع قد بدأ بالفعل من الشرق . في سيناء . !؟
الأمر يم يعد يحتمل مكابرة .. ولا عنتريات قولية . .. أو الاستمرار في تعليق الجرس برقبة أحد بخلاف الذئب البدوي الصحراوي .
فان شاء الأستاذ سلماوي . ان يفهم الاسلام . حق فهم . قبل تقطيع مصر . فعليه أن يسأل عنه صديقه سفير الهند ( أو سفير جنوب السودان ) اسألهم .. ..
عفواً أستاذ سلماوي . دعني اسألك : ألم يقهقه سفير الهند . ضحكاً . عندما قلت له عن الدستور المصري – ما جاء في مقالك – (( ففى الوقت الذى نص فى مادته الثانية على أن الإسلام هو دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، فقد نص فى المادة (64) على أن حرية الاعتقاد مطلقة، كما نص فى المادة نفسها على حرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية الأخرى، دون أن يحظر الأديان الأخرى، )) !؟
ألم يعبر عن دهشته من المطاطية والتخبط . في مواد دستور البلاد – أبو 247 مادة – ؟!
وهل أبدي أسفه لسماع كلام كهذا من رئيس اتحاد كُتّاب مصر – محمد سلماوي – !؟
أم أن السفير الهندي . قال : ان هذا الكلام الغريب لا وجود له في دستور الهند . الصادر عام 1949 !؟
ولعله تساءل : كيف يوجد مثل ذاك التخبط . في دستور صادر في القرن الواحد والعشرين , وبعد ثورتين متتاليتين . قادهما شباب , وشاركت فيهما عشرات الملايين من أبناء مصر !؟
ألم يقل لك السفير. ان ما جعلتوه ” دين الدولة ” بالدستور ( والدولة ليست لها دين . الدولة أرض – مكان – الناس عايشين فوقها . الأرض ليس لها دين – . وكل واحد من الناس حر في ان يكون له دين أو لا يكون . الأديان للأفراد , والأرض حق لكل شعبها ) .. دين الدولة الذي حدده الدستور المصري – الاسلام – لا يقبل حرية الأديان .. و لعل سفير الهند ذكر لك نصوص القرآن التي ترفض حرية الأديان ( أقولك عليها ؟ والا أقول لك : موش حقولك . أكيد انت تعرفها . وان كنت لا تعرفها حقاً , فتلك : ( …! ) .
أم أن صديقك السفير الهندي . اكتفي بابتسامة دهشة واستغراب مما قلته . ولم يعقب , منعاً للاحراج ؟
غالبية من صوتوا للدستور بنعم . يعرفون وسيعترفون قريباً انهم قالوها علي مضض .. و ليس حباً في عليّ . بل كُرهاً لمعاوية .
( دستور يرضي كل طرف بكلمتين . لكي يَعْبُر هو , ويمرق – بالاستفتاء – ثم يترك الناس تخبط في بعضها . بسبب المواد المتخابطة مع بعضها..!!!)
——
ماذا قال لك سفير الهند . عندما قلت له ” .. كذلك فإن الدين الإسلامى أقر حرية الاعتقاد قبل مواثيق حقوق الإنسان، حيث يقول القرآن الكريم: «لكم دينكم ولى دين»، بل هو يقر أيضاً حق المرء فى ألا يؤمن على الإطلاق، فيقول: «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ” ؟
هل صحح لك المعلومة . قائلا : ان تلك الآيات القرآنية الطيبة الجميلة . وكل ما يماثلها في الطيبة وفي الرقة . من آيات قرآنية أخري . كانت هي الدستور المؤقت للاسلام .. اما الدستور الدائم . فهو فقط في سورة واحدة لا غيرها : سورة التوبة ” .
التي تعتبر آخر سورة في القرآن – حسب الترتيب الحقيقي : رقم 113 . وليس الترتيب الحالي . تليها السورة الأخيرة رقم 114 – وتحوي سطوراً قليلة لا تغير – او تضيف – مما جاء بسورة التوبة .
– عن الترتيب الحقيقي لسور القرآن . راجع الرابط بهامش (4) .
لذا فان السورة الاخيرة – التوبة – من البديهي ان يكون فيها : آخر قرار , آخر خبر , آخر كلام , آخر أحكام الاسلام – يعني سورة التوبة هي ” الدستور الدائم للاسلام ” وكل الآيات بالسور السابقة والمخالفة لسورة التوبة . تعتبر ممسوحة . في الفقه يقولون : منسوخة . أي لا حكم لها – مقال عن الناسخ والمنسوخ . الرابط بهامش (5) – .
وبالتالي فان وجود المادة الثانية بالدستور التي تقول : ( ومبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع ) . . تعطي مرتكبي أعمال العنف والارهاب . سندا بمشروعية أعمالهم دستورياً وشرعياً . وتربك القاضي ذو الضمير الانساني العلماني . وتساعد القاضي المؤيد لشريعة العنف والارهاب – علي الرافة بالارهابي الذي يمثل أمامه . واعتباره مجاهداً في سبيل الله . يطبق دين الدولة , وبمقتضي دستور البلاد ..!.
ولان الهند لم تذكر في دستورها أن الهندوسية هي دين الدولة – كما فعلت مصر – ولا قالت ان الشريعة الهندوسية ولا غيرها من الشرائع الدينية . هي مصدر رئيسي للتشريع – كما يقول دستور مصر عن الاسلام ! – بل نص دستور الهند بصراحة ووضوح وبمنتهي المباشرة . علي ان الهند نظامها علماني ديموقراطي . لذلك يمكننا ان نعرف كيف تغير , واين صار , وكيف اصبح الانسان الهندي . ها هو :
الهند تطلق مركبة فضائية منخفضة التكلفة إلى المريخ :
1 – الهند تنجح في إطلاق مركبة فضائية إلى المريخ لتحتل المرتبة الرابعة في مصاف الدول التي تطلق بعثات عملية لاستكشاف الكوكب الأحمر . – لثلاثاء، 5 -11/ ، 2013، – بي بي سي .
2 – تاتا الهندية للسيارات تفكر بفتح مصنع في السعودية لإنتاج جاغوار ولاندروفر – بي بي سي : السبت، 1 -9- 2012
3 – الهند تتنافس الصين في مجال الأعمال في افريقيا . -الثلاثاء، 6 أغسطس/ -8- 2013، بي بي سي
—
النشيد الوطني للهند . ترجمته = ” أنت أيها الفن، يا حاكم عقول جميع الناس” – من الموسوعة – .
الشعار الوطني للهند : الحقيقة وحدها تنتصر
(( الشعار الوطني للهند . يا أستاذ سلماوي ” الحقيقة وحدها تنتتصر ” .. أرأيت ؟ ))
—
هكذا تكون الهند متقدمة عن مصر ديموقراطيا ودستوريا , واسلامياً , وتكنولوجيا .. في كافة المجالات .
و ما دام الهنود متقدمون عنا في كل شيء :
فاسالوا أهل الهند . ما دمتم لا تعلمون .
— تحياتي ….
—- هوامش :ـ
* http://www.almasryalyoum.com/News/Details/371731
(1)
http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=13578&m=1
(2)
(2) http://www.islamport.com
(3)
http://islamport.com/w/amm/Web/2542/660.htm
(4)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=170078