سكرتير رئيس سوريا ينقلب على الفكر البعثي ب (مملكة عبد العزيز )
موقع المثقف الجديد- علي محمد طه
وقف ذات مرة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالله بشارة ليرد على صلف القوميين والبعثيين وتعاليهم على دول الخليج في فترة السبعينات
والثمانينات وتحميلها كل ويلات ومصائب العرب قائلاً : الآن انتهى زمن البصمة الخليجية وأتى الوقت ليكون لدول الخليج كلمتها في المنطقة العربية ، ويقصد بزمن البصمة الخليجية أي أن القرارات تتخذ في عواصم دمشق والقاهرة وبغداد ومن ثم تقدم لدول الخليج جاهزة للموافقة عليها فقط .الحقيقة لايخفى على أحد أن فترة امتدت من الستينيات حتى بداية التسعينيات كان القرار العربي الذي جر الويلات على العرب يتخذ في هذه العواصم الثلاث ومن ثم يرمى لوم الفشل على دول الخليج وحدها فقد كانت تلك الفترة معروفة بالتصنيفات الشهيرة دول الثروة ,وهي دول الخليج ودول الثورة ,وهي التي تحمل سياساتها الفكر القومي والبعثي ، ودول الرجعية العربية وهي دول الخليج ودول التقدمية العربية , وهي التي تبنت الفكر القومي البعثي الاشتراكي ، والواقع أن هذا الحال تبدل فعلا بعد حرب الخليج الأولى حيث أصبح لدول الخليج وزنها وبات صنع القرار العربي مرهونا بموافقتها بل ويصاغ فيها في اغلب الأحيان وباتت الرياض هي المركز الرئيس لصناعة القرار العربي ، .. من الذين حملوا الفكر الفوقي العروبي وأشهروا عداءهم لدول الخليج في السر والعلن السياسي السوري منذر موصلي الذي شغل مناصب عليا في حزب البعث العربي الاشتراكي وكان يصف نفسه بأنه من المتحررين من الرجعية العربية وهوضابط سابق شغل منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية في سوريا بين عامي 1964-1966م ومديراً لوكالة الأنباء السورية وعضواً في مجلس الشعب السوري .
يصف منذر موصلي الذي أعلن توبته عن كتاباته السلبية والتي ساهم من خلالها في الترويج للنظرة السلبية عن دول الخليج :لقد تبت عن العصب والفكر الآحادي والانكفاء على الذات وتشويه سمعة الآخرين على غير وجه حق ، وممارسة الاضطهاد ضدهم ، وأعتقد أن الإسلام هو دين العرب الذي انتشر بين البشرية جمعاء لينير لها حياتها، وفي كتابه(مملكة عبد العزيز) الذي تحدث فيه عن المملكة ودورها التاريخي المشرق في المنطقة العربية يقول الكاتب إن الهدف الأهم من كتابة مؤلفه هو الدعوة للكف عن تحميل دول الخليج كل الخطايا وزلات العرب كما دأب على ذلك الكتاب القوميون واليساريون وخاصة من هم على دفة المسؤولية وفي المناصب العليا في بلادهم ويذكر متهكما حتى خسائر وهزائم حروب فلسطين جيروا هزائمهما لدول الخليج التي لم يكن بعضها على الخارطة حين حصولها
ويقول منذر موصلي أن هذه السياسات العنجهية والفوقية المتلونة والمزيفة للحقائق لم تجلب على العرب إلا المزيد من التمزق والتفكك محملاً من حملوا لواء الوحدة العربية سبب تمزق العرب وتفككهم وهزائمهم قاطبة ، ويذكر موصلي إنه في حين كانت دول الطوق العربي مرتمية في حضن الاتحاد السوفيتي علناً وأمريكا سراً كان الشتم يعمل ليل نهار على تخوين دول الخليج لتحالفها مع أمريكا والغرب ويتم وصف هذا التحالف بأنه الوحش الرجعي الإمبريالي الذي يستهدف خط التنوير العربي والنهضة القومية العربية بهدف قتلها في مهدها ، ويصف موصلي تلك المرحلة بأنها مهزلة بكل معنى الكلمة وحرب قذرة ضد دول
الخليج مورست فيها كل وسائل التشويه لهذه الدول بل إن آلية العمل العربي المضادة لدول الخليج فاقت مثيلاتها الغربية في بث الحقد والحسد والضغينة عليهم فقد عملت آلة الإعلام والسياسة والثقافة في دول مثل مصر وسوريا والعراق مستهدفة الخليج بكل ما تملك من أكاذيب وتلفيقات لا نهاية لها حتى تم شيطنة منطقة الخليج وبات بعض القوميين العرب يعتقد أن تحرير فلسطين لن يتم إلا بتحرير الخليج المتحالف مع الغرب، ويتهكم منذر موصلي على سذاجة القومية العربية التي باعت العرب كلاماً وشعارات ولم تقدم لهم شيئا بينما عمل المال الخليجي على دعم العرب فبنى المدن والجامعات والطرق ,وساهم في بناء البنى التحتية لمعظم الدول العربية علاوة على عمل مئات الآلاف من العرب في دول الخليج العربي , وهذا ساهم كثيراً في سقوط مفهوم عرب الثروة وعرب الثورة ومشروع تقسيم نفط الخليج حيث ساهمت دول الخليج كثيراً من خلال ما يجلبه لها نفطها من مال في إقامة مشاريع على كافة الأصعدة في كل البلاد العربية ، ويؤكد منذر موصلي قيام الأنظمة القومية بعملية غسيل دماغ لأبناء دولها والقيام بعملية شحن مبرمج للأدمغة لبث روح الحقد والكراهية ضد دول الخليج تحت شعارات مختلفة ومتنوعة وعن نفسه يقول قررت وضع كتابي الجديد(مملكة عبد العزيز)في 900 صفحة ليكون شهادة تاريخية من شخص كان شديد الانخراط في السياسة العربية الثورية التي وقفت ضد السعودية وسياساتها ونظامها ، وأنا أتطلع في كتابي لكشف الحقيقة تجاه من ظلمناهم كثيراً وزور الكثيرون الحقائق ضدهم ، ويقول وقد عادت موجة الكراهية والحقد ضد دول الخليج العربي من قبل البعثيين والقوميين واليساريين والناصريين من
جديد مع بدء ثورات الربيع العربي بتحميل دول الخليج أسباب اندلاعها وأنها تقوم بتمويلها كفانا مزايدات وتشويهاٌ لسمعة بعضنا بعضاً والمضي في هذا الخطأ الذي انعكس علينا جميعاً ، ويقر الموصلي على نفسه عندما كان قيادياً في نظام البعث السوري قائلاً :شخصياً كنت أنتمي للجيل القومي العربي الذي جند قدراته كلها لمحاربة حكام الجزيرة وبشتى أنواع الأسلحة الفكرية والثقافية والعقائدية والحزبية ، بل كنا نطالب بإسقاطهم جميعاً من دون أن نتساءل :ماذا جلبنا من خلال هذه السياسات إلا عداء أهل الخليج لنا ، وللأسف كنا نحملهم كل أخطائنا وخطايانا من دون أن نفكر لحظة واحدة كيف وعلى أي أساس نحملهم نتيجة سياساتنا الخاطئة الفاشلة ،ويخلص منذر موصلي وما أحسب أن أعمالاً كهذه خاصة أنها صدرت من قيادات تعتبر نفسها تاريخية مثل جمال عبد الناصر وحافظ الأسد ومعمر القذافي وصدام حسين وبورقيبة وغيرهم كانت مبرأة من التحريض الأجنبي الخفي المؤجج بحقد داخلي للإيقاع بين أبناء امتنا العربية لأشغالهم بالنزاعات فيما بينهم حتى لا تتوحد كلمتهم وينصرفوا لمواجهة أخطار العدو الصهيوني المتربص بهم، وخلاصة القول للأسف أن من دعوا للقومية العربية ولوحدة العرب هم من عملوا على قتلها بل على تفريق العرب وتمزيقهم تحت شعارات زائفة عنصرية لا قيمة لها وها نحن نرى اليوم أن عرب التقدم هم حقيقة لم يقدموا شيئا للأمة العربية ولا لبلدانهم وهم اليوم متأخرون في كل شيء.
يقول منذر موصلي عن نفسه :أقدم كتابي (مملكة عبد العزيز) بعد مراجعة تاريخية موثقة لجغرافية جزيرة العرب …وها أنا ذا أقدم هذا الكتاب بكل شجاعة وصراحة وانسجام مع الذات