سقوط مقولة” السريان عرب “. حصاد (السريان الآشوريين) من التغيرات التي أفرزتها الأزمة السورية، حتى الآن : سقوط مقولة ” السريان طائفة مسيحية عربية “. صحيح الاعتراف بـ(آشورية) السريان مازال يواجه معارضة ، لكن الاعتراف بالسريان، بأنهم ” شعب” له كل مقومات القومية، (اللغة الثقافة التاريخ الحضارة هوية تاريخية)، بدأ يشق طريقه بين السوريين. لا نبالغ القول: بأن اليوم غالبية السوريين بكل طيفهم ومكوناتهم ، باتوا ينظرون للسريان كـ(شعب سوري أصيل) متجذر في تاريخ سوريا وحضارتها القديمة ، وهم ليسوا مجرد “طائفة مسيحية عربية”، كما كان يكذب ويزعم البعثيون والقوميون العرب ومن اُستعرب من السريان. ليس هذا فحسب، أن الكثير من (النخب المسيحية والاسلامية) السورية واللبنانية، باتت تقر بجذورها السريانية وبـ(الهوية السريانية) كهوية (وطنية لسوريا التاريخية أو الكبرى)، التي أخذت اسمها عن السريان، قبل أن يغزوها ويستوطنها العرب المسلمين ويطمسوا لغتها السريانية ويدفنوا هويتها (السريانية المسيحية) ويستبدلوها بالعربية الاسلامية.. بالتأكيد هذا التبدل
المهم في النظرة الجديدة للوجود السرياني ، سيمهد الطريق الى الاعتراف بـ(آشورية) السريان، وبأن لا فرق تاريخي بين من يقال عنه (آشوري) بحكم انتمائه الى كنيسة المشرق الآشورية، وبين من يقال عنه (سرياني) بحكم انتماءه الى الكنائس السريانية، وبين من يقال عنه(كلداني) بحكم انتماءه الى الكنيسة الكلدانية . معلوم أن اللغة السريانية هي لغة الكنائس الثلاث ….. علينا أن نعلم بأنه ، ليس من السهل اقناع ناس بـ(حقائق تاريخية) ، وهم لهم قرون طويلة يتلقون علوم تاريخية مزيفة كتبها (زناة التاريخ) من العرب والمسلمين وبعض المستشرقين..
سليمان يوسف