امتدت نشاطات ماني التبشيرية وفق خطة مفصلة نحو الشرق والغرب ، وتولى بنفسه القيام برحلات جديدة الى اجزاء مختلفة من الامبراطورية الساسانية ،قال [ امضيت عدة سنوات في فارس بلاد الفرثيين شمالا حتى اديابين ، وفي الاقاليم المجاورة لامبراطورية الرومان ] .
وكانت اقاليم الحدود التي ذكرها في مقاطعة ـــ بيت اربائي ـــ وهو موقع كان المكان الرئيسي فيه مدينة نصيبين ، وهكذا جاب ماني ديار الامبراطورية في جميع الاتجاهات مؤسسا جماعات جديدة من الاتباع حيثما رحل ، لكن ماني لم ينشط وحده في الدعوة الى الهداية لدينه ،فقد بعث اتباعه شرقا وغربا ايضا، ويصف لنا نص فارسي وسيط [ 216 M ] اثنين من هذه المشاريع ، فنعرف ان ماني كان في [ حصن اردشير ـــ جزء من طيسفون ] عندما نظم الرحلات التبشيرية -;-
[ وبناء عليه بعث سيدنا ثلاثة كتب ،الانجيل ونصين آخرين ، بعثهم الى ـــ ادّا ـــ وامره بقوله -;- لا تذهب بعيدا ، بل ابق حيث انت ، مثل تاجر يفتح محلا لتجارته ، وعمل ادّا بنشاط عظيم في هذه المناطق ،واسس عددا من الاديرة ، واختار العديد من الاتباع المخلصين ، وكتب الكتب ، وجعل من الحكمة سلاحا ، وتصدى للعقائد بهذه الكتب واوجد الخلاص بكل طريقة ، وقهر العقائد وكبلها ، وتوغل حتى وصل مصر ، حيث انجز العديد من اعمال الهداية والمعجزات في تلك البلدان ، وتقدمت عقيدة الرسول الى داخل امبراطورية الرومان ] .
وهكذا كان ماني قادرا على تحقيق القبول لديه في مصر ، وهو مايزال حيا ، وكانت نجاحات مشاريعه الشرقية ذات اهمية بارزة ايضا ، ونظمت هذه المشاريع من اقليم حلوان الذي تحمل نفس الاسم حاليا، وتقع على الطريق الرئيسي الممتد مابين طيسفون وهمذان ، ونقرأ في نفس النص المقتبس آنفا ايضا [ عندما كان رسول النور في المدينة الاقليمية حلوان دعا نفسه ـــ مار أمّو ـــ اي المعلم ، الذي يعرف اللغة الفرثية قراءة وكتابة ، والذي كان مطلعا على ـــ ارسله مع اخوي اردوان ,, ارطبان ,, ، وكانا كاتبين وماهرين برسم وتزيين الكتب ، ارسلهما الى ابر شهر ـــ مدينة في خراسان ـــ وخاطبهما قائلا -;- بورك هذا الدين ،وليتقدم بقوة بوساطة المعلم والتابعين المبشرين ] ، كما ان اصل ماني الفرثي قد وفر له فرصة موائمة بشكل خاص في خراسان ، اقليم الاجداد الفرثيين القدماء ، واصبح اقليم خراسان الان مركزا هاما ، ومنطلقا للديانة المانوية للتوجه نحو الشرق الاقصى .
عثرت فرق الآثاريين على عملات معدنية جاءت من [ شرسين] ــ الصحين منطقة اهوار في ميسان ـــ ، تحوي على كتابة هامة نقشت بالمندائية ، وان قراءتها كما يلي -;- [ ماني المعيّن من قبل مثرا ] ، وهذه اشارة للصلة بين ماني ومثرا ، انما هل يجب علينا ان نبني عليها ان ماني قد حصل من الملك العظيم على امتياز ضرب النقود، وهو امتياز منح بالعادة لكبار حكام الاقطاعات ؟ واذا صح هذا فانه يعني ، ان ماني قد منح منصبا ساميا في ميشان ــ ميسان ـــ التي كانت المركز الاساسي والقيادي للطائفة المندائية ، ومن المرجح ان لغز هذه النقود ـــ الشرسينية ـــ سيبقى ينتظر الحل ، وستظل القضية باكملها محيرة . ومهما يكن الحال فمن الواضح ان ارتباط ماني بالمثراوية كان محكما ، وتذكر المصادر ، قيام نزاعات بينه وبين كهنة مثرا ، وتوضح انه كان بامكانه الاعتماد على دعم قوي وتاييد من مناطق الحدود الارمينية لايران الشمالية ـــ الغربية [ قلعة ارابيون الثغرية واسمها الان ايروان] ففي هذه الاجزاء تمتعت العقيدة المثراوية بقدسية خاصة ،ومكانة سامية قوية ، وبناء على ماسلف وبما ان ماني انخرط في هذه المرحلة من حياته الدينية بشكل واضح في ارتباط محكم مع المثراوية ورغب في ان يعدّ ممثل الاله مثرا ، فمن الممكن تسمية هذه المرحلة ،باسم المرحلة المثراوية .
وصلت الديانة المانوية الى منطقة الاردن غربا ،ليس بعد نهاية ماني ، وتتحدث احدى الروايات عن احداث سنة 274م ، ان رجلا يدعى اكيوس قد احضر التعاليم المانوية من بلاد الرافدين الى [ بث جيبرا ] ، وتؤكد الرواية ذاتها ، ان ماني ارسل الحواريين الى اورشليم لاقتناء كتب مسيحية تم دمج بعضها في مصنفاته الخاصة بعد شئ من التكييف ، وتضيف ان حواري ماني الذي كان يسمى توما ، قد بشر بالانجيل المانوي في الضفة الغربية ،كما ان اثنين من حواري ماني وهما -;- توما وهيميا قدجرى ارسالهما على التعاقب الى سورية ومصر ايضا في وقت لاحق .
ومن مصر انتشرت الديانة المانوية الى افريقيا والى اسبانيا ، كما انتشرت من سوريا عبر اسيا الصغرى الى اليونان ،والبيريا ، وايطاليا ، وبلاد الغال ، والصين ، حيث تمتعت المانوية بمكانة عالية داخل الصين في القرن الحادي عشر حتى القرن الرابع عشر ، وفي اقليم فوــ كين قبل كل شئ ، وكديانة دخلت المانوية الصين ايضا بمثابة طريقة للحركة التوفيقية . ومع ذلك عارض بشدة ، البوذيون واكثر منهم الكونفوشيون الديانة المانوية ، وعدّوها بغيضة ، وبما ان السلطات قد قاومت الديانة المانوية في الصين ووقفت ضدها فقد تحولت الى حركة دينية سرية هناك ، وذلك مثلما اصبحت في بلدان اخرى .
وفي قرابة منتصف القرن الثامن شغلت قبيلة اليغور التركية دورا هاما في الاقاليم الصينية ، الى درجة انها استولت على المدينة الكبيرة لوـــ بانغ في عام 732م ، التي عدت على انها العاصمة الشرقية ، والتقى الامير الايغوري بكوك خان بعدد من المانويين الذين لم يكتفوا بان حولوه الى ديانتهم ، بل اغروه بان يعلن ان الديانة المانوية هي الديانة الرسمية داخل امارته .
وبعد انهيار السلطة اليغورية في القرن التاسع قد جرد المانويين من حليفهم السياسي القوي . هذا وليس من المعروف التاريخ التي فقدت فيه الديانة المانوية مؤيديها الاخرين على الارض الصينية ، ومن المحتمل انه وجد صينيون مانويون هناك حتى وقت متاخر يصل الى العصور الحديثة ، وكان هناك تدوين ضئيل لاخبار هذه الديانة مع النشاط المانوي داخل الصين حتى اظهرت المكتشفات اهميتها وابرزتها الى حيز الوجود ، في اسيا الوسطى ، وعلى الاخص اكتشاف رسالة مذهبية رئيسة من تون ــ هوانغ والرسالة المعروفة باسم ,, الملف الترتيلي ,, .
كانت الديانة المانوية قد وصلت نهر آمو داريا(بالفارسية) او اوكسون(بالاغريقية) و جيحون(بالعربية) ،وهو النهر الذي يفصل بين كل من افغانستان وطاجيكستان واوزبكستان ، وعبرته ، ومنح هذا قاعدة للدعوة المانوية في اقليم الصغد( احدى ولايات طاجيكستان الشمالية الغربية) التي زودها بامكانات الاتصال والارتباط بشكل جيد في الشرق والغرب ، وكانو الصغديين سلالة من التجار اهتموا بالصلات الاقتصادية مع الصين ، وكان طريق الحرير المؤدي الى بلاد الغرب مشهورة في الازمان الغابرة، وفي الازمان الحديثة ايضا حيث اقام الصغد مستوطنات تجارية في مناطق مختلفة على طول هذا الطريق ، ولقد كان لتمركز المانوية الثابت في كل من مدينتي سمرقند وطشقند الصغديتين اهمية خاصة بالنسبة لانتشار المانوية شرقا ، وتفوقت سمرقند بالاهمية . وجرت مواصلة عمل نظامي للترجمة داخل منطقة اللغة الصغدية ، وتثبت كمية النصوص المانوية الكاملة وقطع النصوص الباقية وتدلل على الحجم الكبير لهذه الكتابات التي كانت متداولة في تلك اللغة .
توفي شابور في نيسان من عام 273م وخلفه على العرش ولده هرمز الاول ، وفي الحال قدم ماني ولاءه وطاعته له ، واتخذ الملك الجديد موقفا نحو ماني ودينه ،كان فيه من التاييد والحماية والرعاية القدر نفسه الذي كان فيه موقف ابيه ، فجدد له وسائر الديانات كتاب التوصية الذي كان ابوه قد اصدره ، وحصل ماني ايضا على اذن خاص بالتقدم نحو بلاد بابل .
ولم يحكم هرمز سوى عام ، فقد توفي الملك العظيم في الوقت الذي كان ماني فيه في بابل ، وخلفه على العرش اخوه بهرام الاول الذي قُدر لحكمه ان يستمر من 274 حتى 277م .
شعر ماني خلال حكم الملك بهرام الاول ،بانه شخص غير مرغوب فيه من قبل الملك الجديد ، اخذ ماني برحلته الى الحوض الاسفل لنهر دجلة ووصل الى مدينة هرمزـــ اردشير في اقليم خوزستان ، وكانت نيته ان يخرق اقليم كوشان ( كابل وقندهار) ويبدو انه شعر بخطر يهدد حياته ، ولهذا حاول الوصول الى تلك الاقاليم حينما كان قادرا على الاعتماد على الحماية والتاييد منذ ايام اعماله التبشيرية الاولى ، لكنه فوجئ باعتراض من الملك بزيارة تلك الاقاليم ، ويصف لنا نص قبطي الاسابيع الاخيرة من حياة ماني ، فيقول عندما تلقى ماني الاعتراض الملكي [ رجع لتوه يكتنفه الغضب والاسى ، فغادر هرمزـــ اردشير الى ميشان ، وتوجه من ميشان الى دجلة ومن هناك ركب النهر الى طيسفون ، وعندما كان على ضفاف النهر يتابع رحلته حذر اتباعه وانذرهم بقرب موعد رحيله الى الحياة الابدية، وذلك بقوله( انظروا اليّ ، واملأوا عيونكم مني يااولادي ، ففي وقت قريب سيرحل جسدي عنكم) .
وهكذا عاد ماني الى بلادالرافدين ، وتوجه بسفينته شمالا عبر نهر دجلة حتى مدينة طيسفون ، وانظم اليه بعد قليل امير من المرتبة الثانية اسمه ,, بات ,, كان ماني نفسه حوله على يديه الى دينه الجديد ، وهو ينتمي الى اقطاعية ارمينية ، ويتزعم عشيرة ,, سهروني ,, . واصدر بهرام الاول اوامره الى بات كيما يحضر مع ماني ، لكن يبدو ان شجاعته خانته ، ولهذا تحتم على ماني ان يقوم وحده بهذه الرحلة المصيرية الاخيرة .
تذكر وثيقة فرثية مفتتة ان ـــ الموبذ كرتير تشاور مع المعاونين الذين عملوا في خدمة الملك ، وكانت افئدتهم مليئة بالحسد والخداع ـــ ؟ وتجعلنا هذه الرواية نعتقد ان كرتير قد تحالف مع اعيان المملكة الذي جرى وصفهم بالمعاونين ، ويفيد هذا ان اتحادا للمصالح الدينية والسياسية قد قام في البلاط ، وانه ربما كان المسؤول الاول عن سقوط ماني .
تؤكد النصوص القبطية المكتشفة ، على ان الكهنة الزرادشتيين قد قاموا بالخطوة الاولى عن طريق قائدهم ، ربما بتقديم شكوى ، وربما بشكل عريضة اتهام ، رفعوها الى الملك ، [ ذهب كهنة زرادشت ورفعوا شكوى الى كرتير والموبذ معا فاخبرا موبذ موبذان الملك بدوره ، وعندما سمع الملك بهذا …. بعث خلف سيدي واستدعاه ] ، وجاءفي الاتهام ( بشر ماني بمبادئ تعارض شريعتنا) ذلك ان العقيدة الزرادشتية التي كان معترف بها رسميا ، والتي قام على تطبيقها كهنة زرادشت ،عرفت دائما باسم [ الشريعة] ، وعدت مثل هذه التجاوزات ضد العقيدة الدينية لدى العدالة الساسانية اللاحقة اساءات ضد الاله مثرا ، وكان الموت عقاب مرتكبيها ، ومن المحتمل ان هذه كانت هي الحال ايضا في المرحلة الساسانية المبكرة ،كما ولم تمس اي من الديانات الرافدية ،اليهودية والمسيحية والمندائية ، وباقي الديانات البابلية القديمةالاخرى بسوء ، طالما لاتهدد ولاتنافس الزرادشتية بالسيطرة والنفوذ ، واستمر الملك بهرام الاول ، بتوفير الحماية ،وابداء المساعدة والمشورة ،والعمل بوصية الجد الملك العظيم اردشير في مايخص ذلك ..
رحل ماني في شهر فبراير/ شباط من عام 276م، بعمر يناهز الستون عاما، ودفن جسده في مدينة طيسفون.
ان الديانة المانوية كانت بالاصل ديانة كتاب ، وقدم مؤسسها عرضا مكتوبا حوى الالهامات التي تلقاها ،ومن ثم طورها لتصبح نظاما عقائديا شاملا ، ونتيجة لذلك عدت كنيسته ان من واجبها ومسؤوليتها الحفاظ على التعاليم التي تم نقلها وصيانتها منذ ايام الرسول ماني .
وعندما يتكلم ماني عن كونه بابليا وذلك بقوله [ انني رسول شاكر، قائم من ارض بابل ] . ، فذلك يعني ان لغته كانت لغة ارامية وكذلك كتابتها [ وبدقة اكثر كانت ارامية شرقية ] ارتبطت عن قرب بالسريانية الرهاوية، وهي اللغة الادبية التي تطورت في الرها ، كما ان الكتابة التي استنبطها ماني واستخدمها ، وهي التي تم اعتمادها في مناطق الكنيسة الشرقية حتى تركستان ، قد تالفت من نموذج من الحروف المكتوبة المتقاربة في الاستواء مع تلك الحروف التي طورت في الرها ، غير انها رسمت بشكل اقرب الى الصيغة القديمة للخط المندائي ،ويقدم هذا برهانا اخر حول الارتباط التاريخي الوثيق بين المانوية والعقيدة المندائية المعمدانية ،وبناء عليه فان النقطة التي تسترعي الانتباه وتثير التساؤل هي ان اللغة الارامية التي استخدمها ماني واتباعه لم تكن اللهجة المحلية للمنطقة البابلية ،اي لم تكن متطابقة مع الكلام البابلي الشمالي ، ولا مع الكلام الجنوبي في الكتابات المندائية والتي كتب بها التلمود البابلي ، وليس هناك اي مجال للشك في ان اختيار هذا المؤسس الديني الجديد للغة السريانية الرهاوية قد املاه عليه حاجته للغة تتمتع بالانتشار الاكبر الممكن ، ذلك انه بالنسبة لماني ،كرجل شرقي ،لم تتوفر امامه امكانية استخدام اللغة الاغريقية ،فقد كان يجهلها، لذلك لم يكن ممكنا ،كيما يحقق اهدافه ، وجود لغة اكثر مواءمة من اللغة السريانية الرهاوية التي كانت مستخدمة في الامور الادبية والكنسية على حد سواء ، وبشكل متنوع في الامبراطورية الساسانية والاجزاء من الامبراطورية الرومانية ايضا ، وهكذا تنعكس خبرة ماني كمبشر وداعية الى حد ما ،في اختياره لغة لاعماله ..
يتردد خلال جميع كلمات ماني صدى صوت شعور قوي بالرسالة ، فقد اعلن عن تعاليمه بشعور بالسلطة طبيعي ،وكان في تعامله وعلاقاته مع الامراء الساسانين وحتى مع الملك العظيم متماسك النفس ، رابط الجأش مع سيماء اصالة النسب المرتبطة باصله الملكي .
كانت حماسته وامكاناته المتنوعة مدهشة حقا ، فقد تدخل في جميع الفعاليات ،كالتعليم ،والمواساة ، والنصح ، واحضار الاوامر ، ولقد كان واحدا من اعظم مؤسسي الكنائس ، والمنظمين الدينيين بشكل لم يشهد له التاريخ مثيلا من قبل ، فقد انتشرت عقيدته في ايام حياته من غربي الامبراطورية الرومانية الى الهند ، ومن حدود الصين الى شبه جزيرة العرب، حيث انتقلت المانوية من الحيرة ــ جنوب وسط بلاد بابل ــ الى مكة ، ومن هناك انتشرت ووصلت حتى اليمن ، وكان لعقيدته ، وهي في أوجها ، اتباع من سواحل المحيط الاطلسي حتى سواحل المحيط الهادي ، واصبحت الديانة المانوية الديانة الرسمية للدولة الايغورية في اسيا الوسطى ،وثابر على البقاء ،المؤمنون بديانة النور في الصين لعدة قرون ، ذلك بصرف النظر عن جميع المضايقات ، ولايعرف بالتحديد كم استمرت الديانة المانوية في الحياة ، ومهما يكن من امر فقد كانت مدة حياتها اكثر من اثني عشر قرنا ، واذ سلمنا بان النجاحات الخارجية ليست مقياسا يدلل على الشخصية القائمة خلفها ، يمكننا على الرغم من ذلك ان نغامر بالافتراض ان الحقائق التي تم الاستشهاد بها توحي بالفعل ان مؤسس هذه الديانة كان شخصية رائعة تماما ، وكانت شخصية ماني غير عادية ايضا ، فلقد استطاع هذا المبشر الرقيق الناجح بطريقة جذابة وبشكل واضح لنا ان يبني دعوته ويطورها بشكل ذكي ونظامي وهو بالنسبة الينا نراه بشكل جلي منظما لكنيسته بشكل حذر ، ومخططا ارسى قواعدها بشكل ثابت ثم اقام بنيانها ، ولا توجد لدينا ادنى صعوبة في فهم رجل اللاهوت والسياسة هذا لعظمته ، فهو قد استفاد استفادة بارعة من الفرص التي سنحت له ، وبناء عليه فان عظمة ماني ومكانته التاريخية لم تمحق ، ومع ذلك يجب تقويمه حسبما كان، وما اراد ان يكون ، اي حامل الوحي السماوي ، ورسول النور ….
الموضوع القادم عن الديانات الرافدية في المصادر العربية …
المصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماني والمانوية ـــ جيووايد نغرين ـــ السويد
عناصر رافدية ـــ جيووايد نغرين ـــ السويد 1945
ابحاث حول المانوية ـــ كومونت ــ بروكسل 1912
ديانة المانويين ـــبوركت ـــ 1923
المانوية في مصر ــ بولوتسكي ــ برلين ــ 1933
كتابة ماني الارامية ـــ ليدزياسكي ـــ 1927