نهاد إسماعيل: ايلاف
سحب الأردن الشرعية من الأسد ولكنه لم يطرد السفير السوري:
في لقاءه مع رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب الأحد 13 يناير الحالي أكد ناصر جودة وزير الخارجية الأردني اعتراف الأردن بالائتلاف كالممثل الشرعي للشعب السوري.
وأكد “موقف الأردن الذي أعرب عنه قرار جامعة الدول العربية الذي يعتبر الائتلاف الوطني الممثل الشرعي للشعب السوري والمحاور الرئيسي معها” فيما يعد اعترافا علنياً بالائتلاف السوري للمرة الأولى من الجانب الأردني وأكد جوده خلال اللقاء موقف الأردن الذي عبر عنه الملك عبدالله الثاني في لقائه مع مجلة لونوفيل اوبزرفاتور الفرنسية السبت، ان المطلوب الآن هو حل سياسي وتحقيق التوافق حول خطة انتقالية للسلطة من شانها انتقال الحكم بحيث تحفظ وحدة أراضي سوريا وشعبها وإنهاء العنف ومن الضروري أن تشعر كل فئات الشعب السوري بان لها دورا في صنع مستقبل سوريا.
هذا الاعتراف يعتبر تطور ايجابي في الموقف الأردني والذي يعني بكلمات أخرى سحب الشرعية من بشار الأسد وعصابته ومنح الشرعية للمعارضة الوطنية السورية.
طرد السفير السوري من عمان:
وهذا التطور في الموقف الأردني يستدعي بالضرورة والمنطق ان يتبعه طرد السفير السوري بهجت سليمان واصدار دعوة للائتلاف بتعيين سفير جديد يمثل المعارضة. وكنت قد كتبت سابقاأن السفير السوري في الأردن لا يفكر في الانشقاق عن النظام لأنه جزء لا يتجزأ من آلة القتل الأسدية في سوريا لذا البديل الوحيد هو طرده من عمان واغلاق السفارة. بهجت سليمان شبيح تاريخه دامي وأيديه ملطخة بدماء الشعب السوري. وأوضحت دور السفير السوري في تحويل السفارة الى وكر للتجسس على المعارضين السوريين والمؤيدين للثورة واستهداف النشطاء وزرع الجواسيس والخلايا النائمة لزعزعة استقرار الأردن. ولا يزال هذا السفير يتآمر على الأردن وأمن الأردن ويسهل دخول المندسين والعملاء للأردن لخلق البلبلة والتخريب. لعب بهجت سليمان ادوارا قمعية مختلفة منها رئيس فرع الأمن الداخلي وشارك في أعمال البطش أيام الأسد الأب واستمر ايضا بعد ان ورث بشار منصب ابيه. كان بهجت سليمان يفتخر بقدراته على البطش وتعذيب المناوئين له خاصة من الاخوان المسلمين.
” واستطاع السفير بهجت سليمان أن يقوم بتجنيد ما يستطيع من ضعاف النفوس من القوميين واليساريين الأردنيين وحتى من السياسيين المؤيدين للنظام السوري وخاصة البعثيين منهم والاعلاميين والصحفيين اصحاب الاقلام التي تدافع عن نظام المجازر.
ورغم المجازر والمذابح لا يزال هناك مجموعات من بقايا اليسار والبعث الأردني تؤيد عصابة دمشق وتصفق وتطبل وتزمر للشبيح بهجت سليمان. هؤلاء القوميون غسلت ادمغتهم بشعارات المقاومة التي لا تقاوم والممانعة التي لا تمانع والتحرير التى لم تحرر شبرا مربعا واحدا من الجولان.
التآمر السوري لزعزعة استقرار الأردن:
في صيف عام 2012 نشر موقع ويكليكس سلسلة برقيات مسربه للنظام السوري تثبت انه كان يتآمر خلال السنوات الماضيه لاسقاط النظام في الاردن عبر طرق مختلفه.
ففي احدي البرقيات يشير مرسلها وهو احد اركان النظام السوري الي ضرورة استخدام الفصائل الفلسطينية لهذا الغرض بالاضافة الي زرع خلايا لحزب الله في الاردن مضيفا ان الجولان سوف يتم استعادتها فقط عندما يتم اسقاط النظام الاردني.
وحددت تلك الرسائل الاتحادات الطلابية والتجارة وبعض الحزبيين كاحد الوسائل لاختراق الجبهة الداخلية للاردن معتبرة ان الاردن تابعة للانظمة الغربيه.
وقالت بعض هذه البرقيات ان تحريض الشارع الاردني علي اثارة الشغب وسيلة جيدة لاسقاط النظام. وفي ديسمبر 2012 اشارت مصادر عراقية مقربة من نوري المالكي لصحيفة السياسة الكويتية أن نظام الاسد يعد العدة لتوجيه ضربات عسكرية صاروخية الى مواقع عسكرية اردنية مهمة, كما ان السلطات في الاردن تتخوف من احتمال توجيه ضربات كيمياوية ضد مدينة درعا على الحدود الاردنية والتي انطلقت منها الشرارة الاولى للثورة السورية.
ويريد النظام السوري من تهديد أمن الاردن حسب المصدر الديبلوماسي العراقي الضغط على الحكومة الاردنية للقيام بعملين رئيسيين: الاول يتمثل بإقناع الدول الغربية ودول الخليج العربي بالحل السياسي مع النظام السوري وتأخير معركة دمشق, والثاني يتعلق باستئناف وتعزيز التعاون الامني والاستخباراتي بين الاردن وسورية لمحاربة التنظيمات المسلحة السلفية والتي تقود الحملة العسكرية الاوسع ضد قوات نظام الاسد, “وفقاً لقناعة هذا النظام”.
الأردن مستعد للسيناريو الاسوأ
في محاولة يائسة أخيرة هناك توقعات ان يلجأ النظام المعتوه لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه او ضد الدول المجاورة. الأردن كدولة مجاورة ومتداخلة جغرافيا واقتصاديا مع سوريا ستتأثر بتبعيات سقوط النظام السوري. في هذا السياق قال العاهل الأردني في مقابلة شاملة مع جريدتي “الرأي” و”الجوردان تايمز” 5 ديسمبر 2012 أن الأردن لن يكون طرفا في أي تدخل عسكري ضد سوريا.
ولكن في الوقت ذاته أكد الملك بشدة ان أمن الأردن يعتبر أولوية أولى وحياة المواطن الأردني وأمنه هو الواجب الأول ولهذا تستعد الأردن للسيناريو الأسوأ.
الغازات السامة في الهواء لا تعترف بحدود بل تنتشر وتفتك بالبشر دون تمييز. لا يستطيع الأردن تجاهل هذا السيناريو المرعب. وكما قال العاهل الأردني أمن الأردني هي أولوية قصوى.
سقوط نظام بشار الأسد واستبداله بنظام علماني عقلاني سيكون في مصلحة الأردن سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا.
– لندن