في مقابلة هامة مع المفكر الكبير صادق جلال العظم قال ان الحل في سورية هو في سقوط العلوية السياسية تماما كما سقطت المارونية السياسية كحل لوقف الحرب الاهلية في لبنان ..
جواب الاستاذ العظم احتوى على غموض يسمح بتحليلات متناقضة ولا اعتقد انه يقصدها لذلك اود لاردا عليه بل فقط توضيح بعض الحقائق عن الصراع السوري ربما تكون خافية لا على الاستاذ العظم بل على الكثيرين أيضا. .
1- في لبنان لم تسقط المارونية السياسية اولا لانها لم تكن مستبدة في السلطة في اطار ديمقراطية الطوائف في لبنان بل جرى في اتفاقية الطائف (اعادة هيكلة دورها وتحجيمه)بحيث لا تسيطر الا في حدود حجمها وفي اطار المساواة في الوظائف بين المسلمين والمسيحين لذلك لا ينطبق ما جرى في لبنان على ما هو في الواقع السوري .
2- في سورية لاتوجد مشكلة مع الطائفة العلوية فقط المشكلة هي في سيطرة شبكة عسكرية قيادية منسوب أكثرها الى الطائفة العلوية وحصلت هذه الشبكة على مواقع مهمة في النظام وفي الجيش والامن والادارة لا تتناسب مع حجمها الحقيقي كجزء من النسيج السوري لذلك فان شعار سقوط العلوية السياسية قد يعني اقصاء العلوين عن الدولة ومؤسساتها وهذا لايمثل حلا عقلانيا بل يعزز مواقف الذين يدفعون الامور الى المذابخ الطائفية لالغاء الآخر
3- المطلوب في سورية ( اعادة هيكلة الجيش وقوى الامن ) بحيث لاتكون القوات المسلحة تحت سيطرة الشبكة العسكرية ولا غيرها من الشبكات والفرق كبير بين سقوط العلوية السياسية و بين تحجيم مجموعة عسكرية منها
4- سقوط العلوية السياسية بمعنى طرد العلوين من الحياة السياسية والدولة ووظائفها غير مطروح في الازمة السورية ولا احد حتى من المسلحين دعا الى ذلك ولا اقصاء الا لعدد محدود من العسكرين الذين تسببوا بالمجازر واعادة ترتيب البيت العسكري لا أكثر .
5- إن من يعتقد أن العلوين كنسيج وطني في صف النظام اقتناعا يخطئء لأن النظام قمع المعارضة العلوية قمعا تجاوز ما تم مع المعارضين الاخرين وفي سجون النظام حتى الان كوادر من قيادات المعارضة العلوية وافرادها .
هناك موالون للنظام وهناك موالون بالاكراه وموالون بالتخويف من الآخر وهناك اكثرية محتجة وصامته في اعماق الجبل وهناك حتى مشايخ قالوا ان معركة حتى آخر علوي من أجل فرد او افراد معركة خاسرة يدفع ثمنها المدنيون في حين صار اولاد النظام خارج سوريا مع الاموال المنهوبة .
6-من اخطاء المعارضة المسلحة انها لم تفرق بين من يحمل السلاح منهم للدفاع عن بيته وقريته وبين من حمله لاجتياح بيوت الآخرين كما لم تمد الخيوط الى المعارضين لتطمينهم وما هوأكثر أنها اخطأت في اعطاء المعركة طابعا دينيا .
7- العلويون جزء اصيل من النسيج السوري والتعددية السورية لايمكن ان يستقر تعايشها الا على قاعدة المشاركة الديمقراطية بحيث تحصل كل تعددية على حقها في الحضور السياسي حسب حجمها ولذلك فان شعار اسقاط العلوية السياسية غير وارد وغير مقبول لانه يزرع بذور الانفصال ويخلق حالة حرب لاتنتهي وما هو صحيح وضروري هو ضرورة تفكيك الشبكة العسكرية واعادة التوازن الى الجيش.
أما الشطب من المعادلة الوطنية لكل العلوين فخطأ و سيؤدي الى استمرارحمام الدم الذي يغرق كل سورية . لذلك شعارنا (لا لاسقاط العلوية السياسية ونعم لتفكيك الشبكة العسكرية وإعادة التوازن بالوسائل السياسية ).
اتمنى من الاستاذ العظم التوضيح فهل سيفعل هذا هو السؤال