استلمت قبل يومين او ثلاثة رسالة بالايميل من صديق سوري يعمل في الصحافة والاعلام ويرفق معها نص كتبه السفير السوري بهجت سليمان على موقعه في الفيس بوك وأعيد النص ادناه:
يقول السفير:
”يبدو أنّ أعداءَ سورية ، يريدون من الجيش العربي السوري ، أنْ يرميَ براميلَ مليئة ً بباقاتِ الورود والزهور ، على قطعان اﻹرهابيين والمجرمين والمرتزقة.
- وهذا اﻹصرارُ على تسمية القذائف الصاروخية التي تستهدف اﻹرهابيين ومقرّاتِهِمْ في سورية ، بأنها ( براميل متفجرات ) أمرٌ لا يقدّمُ ولا يؤخّر ..
- ﻷنّ تسمية َ القذيفة الحربية ، بأنّها ( برميل ) يؤكّد بأنّ الناطقين باسـْمِ هؤلاء اﻹرهابيين وداعِمِيهِمْ ومُمَوّلِيهِمْ ، عاجزون عن التفكير ، إلا ّبعقلية ( البراميل ) النفطية ، وبأنّهم مُصَابُون بحالة خاصة من الوهم ، ومن عمى البصيرة ، بحيث يتراءى لهم ، معظمُ ما تراه عيونُهُمْ ، بأنّه ( برميل )، وذلك لكثرة ما يهجسون ب( البترو-دولار ).” انتهى الاقتباس.
وفي اطار مشابه كتب أحدهم في موقع تويتر أن اسرائيل الدولة العدوة والتي تحتل الاراضي العربية وتبطش في الفلسطينيين لم تجرؤ على ارتكاب المجازر والمذابح التي ارتكبها النظام السوري منذ السبعينات ضد الفلسطينيين والشعب السوري ذاته.
هناك جيل كامل من العرب لا يدركون ان جرائم النظام السوري ليست وليدة الربيع العربي بل تعود لعقود واستعرض فيما يلي بعض الجرائم التي ارتكبت خلال 1979 – 1982.
جرائم النظام السوري بين 1979 – 1982:
وفيما يلي سرد بقائمة الجرائم الموثقة والتي ارتكبها النظام السوري في الفترة 1979 الى عام 1982 واعيد نشر القائمة كما وصلتني من مصدر سوري موثوق دون تغيير حرف واحد.
في نيسان من عام 1979 اعتقلت قوات الأمن في سورية (6000) ستة آلاف مواطن، وعرضت الحكومة السورية فلماً متلفزاً عن محاكمة خمسة عشر شخصاً أمام محكمة أمن الدولة، وتم الحكم بالإعدام على الجميع، ولم ينج واحد منهم من كونه مذنباً، وأعدم الجميع بسرعة وقسوة في 27/6/1979
في 22 كانون الأول 1979 عقد المؤتمر القطري السابع لحزب البعث العربي الاشتراكي، ودعا عضو القيادة القطرية رفعت أسد إلى حملة (تطهير وطني) كما أسماه، وإلى إقامة معسكرات عمل، وإعادة تثقيف في الصحراء لكل المعارضين وخاصة الإسلاميين
في شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 1979 نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً بعنوان: سورية عرض موجز يتضمن تفصيلاً لانتهاكات حقوق الإنسان في سورية، وأرفقته برسالة إلى حافظ أسد، واستمرت المنظمة منذ أن نشرت تقريرها عام 1979 تتلقى أنباء الاعتقالات التعسفية، والحبس الانفرادي، وتعذيب المعتقلين، وإجراء المحاكمات غير العادلة التي كانت تنتهي في أغلب الأحيان إلى الإعدام
في 31/3/1980 أعلنت النقابات المهنية في سورية (المحامون والأطباء والمهندسون، والصيادلة، وأطباء الأسنان، والمهندسون الزراعيون) إضراباً عاماً ليوم واحد، احتجاجاً على انتهاكات حقوق الإنسان
في 10 آذار 1980 أقدمت قوات الأمن على ارتكاب مجزرة في بلدة جسر الشغور وقد تجاوز عدد القتلى (200) شخص ودمّر (20) منزلاً، وأحرق ثلاثة وخمسون حانوتاً
احتلال مدينة حلب من نيسان 1980 إلى شباط 1981 وأصبحت حلب ساحة معركة بين السلطة والمتظاهرين يومياً، فقد وصلت إلى حلب قوات الفرقة الثالثة من الجيش السوري بقيادة العميد شفيق فياض، كما وصلت وحدات من القوات الخاصة وتعزيزات مغاوير من سرايا الدفاع حتى بلغ عدد هذه القوات (30) ألف جندي متجحفل. ووقف شفيق فياض على برج دبابته في وسط المدينة، وأعلن على السكان: أنه (مستعد لقتل ألف شخص في كل يوم)
في 13/7/1980 ارتكبت قوات الأمن مجزرة سوق الأحد بحلب
في 11/8/1980 ارتكبت قوات الأمن مجزرة في حي هنانو بحلب
في 27/6/1980 ارتكبت (قوات سرايا الدفاع) مجزرة في سجن تدمر الصحراوي، قتلت فيها أكثر من (700) سبع مئة معتقل سياسي
في 25/7/1980 ارتكبت قوات الأمن مجزرة في بلدة سرمدا
في 15/9/1980 ارتكبت قوات الأمن مجزرة في مدينة الرقة
في 18/8/1980 ارتكبت قوات الأمن في دمشق مجزرة في ساحة العباسيين
في 1/3/1980 أطلقت عناصر المخابرات النار على الطلبة المتظاهرين، وأصابت سبعة منهم في مدينة حماة
في 7/3/1980 قامت قوات الأمن بهدم عدد من البيوت وقتل عشرات المواطنين في مدينة حماة
بتاريخ 7/4/1980 أعلنت السلطة منع التجول في حماة، وقامت بتمشيط المدينة، وأعملوا فيها الحرق والنهب والتدمير، واعتقلوا (200) مواطن وقتلوا العشرات من أصحاب الكفاءات منهم: الأطباء: عبد القادر قندقجي، عمر الشيشكلي، أحمد قصاب باشي، والوجيه المناضل الوطني الطاعن في السنّ السيد خضر الشيشكلي. وفي حي البستان قتل أكثر من (200) مواطن رمياً بالرصاص
تعرضت مدينة حماة بين 21/5/1980 ونهاية عام 1980 إلى عشرين عملية قتل جماعية وإلى اعتقال أكثر من ألف مواطن. ففي حي الصابونية وحده تعرض يوم 15/10/1980 لاعتقال (600) شخص
بتاريخ 17/1/1981 حاصرت الوحدات الخاصة الأسواق التجارية في حماة ونهبتها على مرأى من أصحابها، وكانت الغنائم كبيرة من سوق الصاغة، حيث سبائك الذهب والحلي والمجوهرات التي سرقتها القوات الغازية
في 15/1/1981 طوقت قوات الأمن حي الحميدية والبارودية وجمعوا الشباب والشيوخ والأطفال، وساقوهم إلى حديقة (أمّ الحسن) ثم عمدوا إلى تعذيبهم ورميهم في النهر، وقاموا بإلقاء البعض
منهم من فوق البنايات العالية
بتاريخ 15/4/1981 حاصرت قوات الأمن منطقة الصابونية للمرة الثانية، وهدمت أحد أبنيتها، واعتقلت عدداً كبيراً من السكان
في 2 شباط – 5 آذار 1982 ارتكبت قوات من الجيش وسرايا الدفاع، والوحدات الخاصة، وعناصر الأجهزة الأمنية أكبر مجزرة في العصر الحديث، حيث دمرت نصف مدينة حماة، وقتلت أكثر من (30) ألف مواطن.
ناهيك عن حملة الاغتيالات في لبنان والتي استمرت لثلاثة عقود وهذه تحتاج الى مقال منفصل.
ومنذ اندلاع الثورة الشعبية ضد الظلم والطغاة قتل النظام ما لا يقل عن 135 الف سوري ولا تزال البراميل المتفجرة تحصد المئات يوميا في حلب ومناطق أخرى.
فضح أكذوبة مكافحة الارهاب:
لم يعد عاقل في العالم العربي يصدق أكذوبة المقاومة والممانعة وهذه الأكذوبة التي روج لها النظام على مدى عقود تنطلي فقط على السذج والبسطاء. وتم أيضا نسف اكذوبة مكافحة الارهاب. حيث ظهرت ادلة قاطعة من مصادر عراقية وسورية ومن منشقين ان هناك تعاون مستمر بين القاعدة وايران والنظام السوري. تبين من شهادات منشقين ان القاعدة بمسمياتها المختلفة تعمل في خدمة نظام دمشق ودورها الرئيسي هو مقاتلة الجيش السوري الحر وتشويه سمعة الثورة.
وظهر عدد كبير من التقارير والمقالات عن عمالة داعش للنظام ولا يوجد متسع لذكرها مجددا.
ويحق لنا ان نضع بعض الاسئلة التي فشل النظام بالاجابة عليها وتهرب منها اعضاء وفد النظام لمحادثات جنيف 2 مؤخرا.
لماذا لا يسقط برميل حليب واحد او برميل ماء على الجولان؟
لماذا لا يسقط برميل واحد على داعش او جبهة النصرة؟
لماذا تسقط البراميل فقط على الاحياء السكنية وتقتل المدنيين من نساء واطفال ولا تقتل الارهابيين؟
لماذا لا يقاتل الجيش النظامي تلك المجموعات الارهابية والآن الجيش السوري الحر يقوم بالمهمة؟
لماذا لا يقوم جيش النظام الجبان بمواجهة الثوار ويختبيء خلف عصابات حزب الله وعصائب الحق وابو فضل العباس ويكتفي باسقاط البراميل المتفجرة فوق السوريين؟
وقد تهرب اعضاء وفد جنيف 2 السوري من اسئلة الصحفيين كالجرذان المذعورة ورأينا ذلك على شاشات التلفزة.
مشكلة السفير في الأردن:
لا احد يصدق ما يقوله او يكتبه السفير في موقعه البائس سوى حفنة صغيرة من القوميين اليساريين الذين صدقوا اكذوبة المقاومة والممانعة وقرروا اغلاق عيونهم واذانهم لما يجري في سوريا لأن ثقافتهم البعثية أعمت ابصارهم. وأكبر ادانة لهم ان السفير يمدحهم ويثني عليهم بأوصاف مثل: الكاتب القومي البارز والمحلل البارع وغيرها من النعوت المستهلكة. اما من يجرؤ ان ينتقد السفير او النظام او المجرم بشار الأسد فهو عميل نفط صهيوني وفاشل ومأجور وناطور غاز وعميل بلاك ووتر. ولكن من يردد بالروح والدم نفديك يا بشار كما يفعل بعض اليساريون في الأردن فهم ابطال في نظر السفير السوري.
رغم كل التجاوزات والاهانات لرموز الأردن من صحفيين ونواب برلمان الا أن الأردن لم يتخذ اي اجراءات لطرد السفير. وعندما تحدثت عن هذا الموضوع مع ديبلوماسي عربي متقاعد جاء الى لندن للعلاج مؤخرا قال “كل الدلائل تشير ان النظام يتهاوى ولولا دعم ايران وروسيا لسقط منذ شهور. وعندما يسقط النظام سيغادر السفير طوعا وسيتم تسليم السفارة للمعارضة”. اصبروا ايها الأردنيون كما يصبر الشعب السوري على مسلسل جرائم لا ينتهي ويستمر حتى هذه اللحظة.