د. رفيق رسمى
” البابا تواضروس ” يؤيد بقوه وحزم القرار البابوى الذى اصدره ” البابا شنوده الثالث ” الراحل الذى ، منع ” الاقباط الارثوذكس ” من السفر الى القدس ” فى ظل الاحتلال الاسرائيلى العنصرى ” لاداء صلاه عيد القيامه اى ” للحج ” ، بسبب موقف الكنيسه الرافض للتطبيع مع إسرائيل ، بل واضاف ” البابا تاوضروس” الى القرار حرمان كافة الاقباط الارثوذكس الذين سافروا الى القدس من دخول الكنائس قائلا : ” انه قرار مجمع كنسى لايمكن التراجع عنه وموقف الكنيسة منه لن يتغير وأن عقوبة الحرمان ستطبق على المخالفين ” لن يدخل الاقباط المصريون القدس بتأشيرة إسرائيلية ، ولن يدخلوها الا وايديهم فى ايدى اخوتهم المسلمين،وهذا موقف وطنى تاريخى من الطراز الاول وله ابعاد واسباب كثيره للغايه لايفهمها الكثيرون ، ،ومن اجل هذا المبدأ والقرار الوطنى العربى التاريخى دفع البابا شنوده و الاقباط ثمنا غاليا للغايه، أربعون عاما و يحرم الأقباط من زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين المحتله . والمتضرر الوحيد لذلك هم الاسرائيليين فقط لاغير ، مما دفعهم الى تمويل و دعم جماعات ارهابيه من الاسلام السياسى المتطرف بكل صوره وبكل طريقه واستهدفوا الاقباط وكنائسهم وبناتهم واولادهم وشبابهم وتجارتهم ومحلاتهم وبيوتهم منذ هذا القرار ، ولم يهتز ا” البابا شنوده ” ولم يرجع قيد انمله عن هذا القرار،و لم يعدل عن قراره ابدا ،, فحين طلب منه ” الرئيس السادات” وهو فى عز سطوته ونصره وقوته وهو “بطل الحرب والسلام” ، بزيارة الأقباط للأماكن المقدسة كنوع من التطبيع مع إسرائيل , رفض قداسته و قال مقولته الوطنية : لن أسمح بأن يكون الأقباط هم أول الذاهبين لإسرائيل و لن يذهب الأقباط إلا و يدهم في يد إخوانهم المسلمين .عندما تعود القدس الى اصحابها الاصليين ” الفلسطينيين ” .. فكانت المشكلة الكبري ، وحدد ” السادات ” اقامه ” البابا شنوده ” فى ديره و وعملت الاله الاعلاميه للسادات بترويج كثيرمن الاشاعات ، وشنت حملات عاتيه من التضليل والتشويه ضد “البابا شنودة” ، ولكن مرت السنوات ، ولكنه ظل خالدا بسيرته العطره النبيله وبمواقفه الحكيمه الوطنيه التى لاتقهرها الظروف ولا الزمان ولا المكان ولا المصالح ، فاجبر الجميع على الانحناء له احتراما ، اعداءه قبل اصدقاءه وجنازته التاريخيه خير شاهد ، لم يمت الرجل بل لايزال يحيا بمواقفه التى يتبعها تلاميذه ومنهم ” البابا تواضروس “
ولكن المشكله التى لايعرفها البعض ،ان السلطان الروحى له ، ليس على المسيحيين ككل ، ، فهناك ، الارثوذكس الاخرين غير الاقباط والكاثوليك ، والانجيليين الذين لهم مذاهب عديده للغايه كل منهم لهم سلطاتهم الدينيه الاخرى ولا سلطان للبابا تواضروس عليهم روحيا ـ فمن يسافر قد يكون مسيحيا ولكن غير قبطى ارثوذكسيا ، واذا كان كذلك فله مطلق الحريه فى العصيان لاوامر البابا ،اذا كان الله نفسه جل جلاله اعطى للانسان الحريه فى معصيته ، ولكنه قرار ” البابا شنوده ” والمتمسك به ” البابا تواضروس ” اخذ من قيادات روحيه كبرى ، ومن له اذنان للسمع فليسمع وليطع ، ومن لايريد لايسمع ولا يطيع ” والمثل البلدى بيقول اللى ماهوش كبير يشتريله كبير ” وبكثره المستشارين تثبت المقاصد ، ام انك لاتريد الطاعه وتريد البركه الممنوحه منهم ،اذا كنت لاتؤمن بانه لابركه مع طاعتهم فلاتطلب بركتهم من الاساس ، وافعل ماتريد وتحمل النتائج ، تماما كمشكله الزواج الثانى فى المسيحيه ، من اراد ان يتزوج فيتزوج مدنيا ولا يطلب من الكنيسه بركتها ، ام يرد ان يعصى اوامرهم ” غير معترفا بحكمتهم او قيادتهم ” ويريد ان يحظى ببركتهم فى نفس الوقت؟؟؟؟؟؟
واتعجب من اصرار البعض اصرارا عجيبا لزياره تلك الاماكن، والمسيحيه تنادى ” ان الله فى القلب وفى كل مكان وزمان ” وان الذى فى قلبه الله تحل عليه البركه اينما كان، فليست ” زياره القدس “هى فريضه من اسس اركان الدين الجوهريه ولا الثانويه ، ولاعلاقه لها من قريب اومن بعيد بخلاص الانسان فى الاخره ومخالفاتها ليست معصيه كبعض الاديان ، وان مصر مملوءه بالاماكن المقدسه زارتها العائله المقدسه والعديد من الاديره القبطيه التى تتفرد بها مملوءه ايضا بالبركه ” والذى يصر على رايه لم يسمه تلك الايات قط ، ” لأن ها ملكوت الله داخلكم (لو 20:17).، “أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله ساكن فيكم. إن كان أحد يفسد هيكل الله، فسيفسده الله. لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو”(1 كو 3: 16، 17). “أنتم هيكل الله الحي. كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير بينهم” (2 كو 6: 16)
المخرج رفيق رسمى