كتب السيد سلمان بارودو مقالا تحت هذا العنوان: (الإهانة والحقد في ثقافة المفكر عبدالرزاق عيد…) ،على موقع الحوار المتمدن، قائلا: بأنه صدم بكثير من الألم عندما “قرأ ما كتبه الدكتور عبد الرزاق عيد بحق الشعب الكردي ليعبر عما يكتنف بداخله من حقد دفين تجاه الكرد، حيث كتب الدكتور عيد ما يلي: ” أما الكردية السياسية البككية فهي بتهديدها بتفكيك سوريا إنما تبتز الشعور الوطني للشعب السوري، وانفصالها لا يخسر الشعب السوري إلا جيش من العاطلين عن العمل في قطاع الخدمات والسياحة …أي في المطاعم والمقاهي والملاهي وصالونات تنظيف الأحذية”، ويقول أنه لم يكن يتوقع أن يبدر هذا التوصيف العجيب من الدكتور عبدالرزاق عيد على أساس أنه المدافع عن حقوق الإنسان ، كما أحسست أيضاً بالمرارة كيف أرتضى الدكتور عبد الرزاق عيد لنفسه أن يصل إلى هذا المستوى من الحقد والكراهية تجاه شريك اساسي وهام في هذه الظروف البالغة الخطورة….
ثم يقارن بما كتبنا اثناء أحداث “قامشلي” 12 آذار بتاريخ 26 نيسان 2004، في جريدة النهار اللبنانية، تحت عنوان: “مشكلة الأكراد…الخاسر الوحيد سوريا”: إذ يقول: “إن ما حدث في “الجزيرة السورية” يؤشر إلى بداية التشقق في بنية العمارة السلطوية الشمولية التي بنت جمهورية “الخوف والصمت” في سوريا….. كان الأكراد يلجأون إلى أشقائهم المثقفين العرب (كتابا ومفكرين وفنانين) ليضموا صوتهم معهم في سبيل مطالبهم العادلة، لكن المثقف العربي المبهظ بإفلاس مشروعه القومي والمثخن الوجدان بجراحات الهزيمة، كان في طور مراجعة منظومته الفكرية القومية التي قادته إلى كل هذا الحطام، هذا المثقف العربي المطعون بشرفه القومي لم يكن في وضع ثقافي وعقلي- بعد أن يئس من طغاته قادة احلامه القومية- ليصغي ويتفاعل مع الهموم القومية للآخر حتى ولو كان الشقيق الكردي في الوطن الواحد … »، ويتساءل ماذا جرى لك أيها المفكر لتتغيير مائة وثمانين درجة، سبحان مغير الاحوال؟ هل المصلحة والمنصب والمادة جعلك تتغيير وتتراجع بهذا الشكل المرعب ؟؟ »
لم أكن أتصور هذه الكراهية المقيتة الدفينة بداخله التي خدشت شعور الآخرين (الكرد) ويكتب آخر استنادا للمقطع المذكور عن (الكردية السياسية البيككية) التي استند إليها المقال السابق ،قائلا تحت عنوان :
“عبد الرزاق عيد يشتم بسوقيته المعروفة اخوتنا الاكراد ويثير غضبهم …”
ثم تقوم المواقع بحملة تشهير عبر رسوم كاريكاتورية تصورنا (بويجية) بعد مظاهرات في القامشلي ترفع لافتات (بويجي وأفتخر)
والغريب في الأمر أن ناشري هذه الصورة يشيرون إلى ذات الموضوع ، حيث هو موجود في العنوان، أي الحديث عن البيككية بوصفها معادلا للأسدية والداعشية ،حيث لم نفهم أين وجد الأخوة الذين يردون علينا وينشرون الصور، بأننا نهين ونحقد على الشعب الكردي ، في حين أن الحديث عن البيككية بشكل واضح وصريح ، وقد قالوا تعليقا على الصورة .
« وأوضح موقع “buyerpress”أن الوقفة جاءت تضامنًا مع كل ماسحي الأحذية في العالم، واستنكارًا لتصريحات المعارض السوري عبد الرزاق عيد الأخيرة، حول اتهامه الشعب الكردي أنهم ماسحو أحذية ونادلو مطاعم، في محاولة منه للتقليل من شأن هذا الشعب … »
ولا ندري أين وجدوا اتهام الشعب الكردي ، سوى أن البيكيكي ، يعتبرون أنفسهم هم الشعب الكردي بكليته… ويضعون صورا أخرى بذات الفحوى كما نشرت عناوين أخرى مثل مقال تحت عنوان “الزعران عبد الرزاق عيد يشتم الكرد”
طبعا وكانت صفحاتنا على الثلاث على الفيسبوك قد امتلأت شتائم وسباب ما كنت أتوقعها من الشعب الكردي الطيب و المهذب، لكن لم تفاجئني لأنها ليست المرة الأول التي يوجه فيها البيكيكي عناصره للشتم بل والتهديد بالقتل …وهما بالحالتين يوحدون (هوية الشعب الكردي بهوية البيكيكي الفاشي) حاشا للشعب الكردي الفاشية والنازية ، وهو الشعب المظلوم أكثر من كل شعوب المنطقة، وقد كتبنا الكثير الكثير عن ذلك منذ ثلاثة عقود، حتى منحنا لقب (صديق الشعب الكردي)، بعد موقفنا من مأساة حلبجة التي رد عليها اليوم البيكيكي بفاشية لا تقل عن الفاشية البعثية …
أما الفكرة الثانية التي راهن عليها إعلام البيكيكي ، فهي دعوة (مثقفيه) إلى فكرة ساذجة يعتقدون أنهم أمسكوا من خلالها بالحقيقة من تلابيبها ،وهي رفض فكرة التعميم، وعدم التمييز بين الشعب وبعض أطرافه أو قواه السياسية ،وهي من مستوى علوم التعليم الاعدادي والثانوي، بينم ايتحدث عنها مئات الردود الكردية على أنها نباهة ولوذعية …
كل ذلك معروف ومتوقع، لكن ما فاجأنا ،هو نزول أصدقاء يفترض أنهم محسوبون على اليسار المدني الديموقراطي ومناهض للشمولية الستالينية الديماغوجية على الطريقة البعثية العربية سابقا والبيككية لاحقا ، ونحن إنما نريد للأخوة الأكراد أن يتعلموا من مآسينا التي عشناها مع هذه الشموليات الديماغوجية (البعثية والناصرية) التي تخطينا منذ زمن ايديولوجياتها القومجية الشعبوية الديماغوجية ، فلا يضطرون أن يعيشوا نصف قرن في ظل البعث الكردي البيككي ،مثل ما عشناه نحن في ظل البعث العروبي مؤسس الخطاب الشعاري الديماغوجي الزائف الذي يتعلمه اليو م البي كيكي ارتزاقا وفسادا … نقول : إن مفاجأتنا كانت من قبل أصدقاء تخطوا هذه الديماغوجيات الشمولية ، وقادرون أن يميزوا بين الحديث عن البي كيكي، وبين الحديث عن الشعب الكردي …
فلا يعقل لصحافيين محاميين كنت أحبهما وأثق بهما وبموهبتهما (حسين جلبي ومصطفى اسماعيل ) أن يخلطا أيضا عن قصد كما يفعل البيكيكي البي كيكي أو دون قصد مثل الكثيرين من السذج ، بين حديثنا عما تسميه السوسيولوجيا العلمية عن (حثالة البروليتاريا)، وهي التي تشكل قوى وقوام المستبد الطاغية كما لاحظ الكواكبي منذ مئة عام عن من كان يسميهم (العوام) .. ، وهذه الحثالات هي قوى (التشبيح الرعاعي الأسدي و وتشبيح المعدمين من القاعدة الكردية المعدمة للبيكيكي من أمثال الكراسين والبويجية)، وهم الذين كانوا في البداية القوى الضاربة للنظام الأسدي كالشبيحة الحلبية من المحيط الرعاعي والحثالي لحلب المدينة (كبيت بري وغيرهم من أصحاب الملاهي والكبريهات وتهريب المخدرات والحشيش والسلاح وعمالاتهم الحثالية من القاع السفلي للمدينة) ، حيث هذا الجمهور هو الذي يشكل النواة الاجتماعية لبنية وتركيبة البيكيكي …
..
لكن ما أحزنني أن الموضوع ليس على هذه الدرجة من التعقيد، حيث يهاجمنا أصدقاء نحبهم ويحبوننا ،ويعرفون جيدا أننا لا يمكن أن نكون معادين للشعب الكردي الذي طالما راهنا على درجة وعيه المسيس ، بل أو معادين لأي شعب آخر في العالم ، فكيف إذا كانوا من مواطني بلدك الذين وحدك التاريخ والجغرافيا معهم …لكن يبدو أن هذا التسييس الكردي يحصده اليوم الفكر الميليشي المرتزق لصالح جهات دولية متعددة الجنسيات والخلفيات، ولن نظن أن والوطنية الكردية (البيككية) ستكون أكثر نزاهة وطنية من (البعثية الأسدية)، أو الداعشية التي ترفض مفهوم الوطنية بالأصل كوجه آخر للعالمية الارتزاقية للبي كيكي…
وأتمنى أن لا أضطر قريبا أن أوصف كل من حاول خلط الأمور في حديثنا بين البي كيكي والشعب الكردي ، أنه ليس إلا تحضيرا واستعدادا لملاقاة ما يعتبرونه انتصارا للفاشية البيككية … بل وبحثا متأخرا عن مكان في جحيمهم الأكثر راديكالية في وحشيته ضد شعبه وأهله، من الأسدية البعثية التي اكتسبت بعض ( البيرغماتية) عبر بنائها لهياكل الفساد ، أكثر من البيكيكي الذي يتظاهر بعقائدية فتاكة مرعبة كداعش ، حيث هو يجمع بين بيرغماتية البعث الأسدي وجهادية السلفية الداعشية …