الأوّل داعية سنيّ ايراني معتقل منذ 2012 بتهمة محاربة الله ورسولة والإفساد بالأرض والإعتراض على حكم الملالي .والثاني داعية شيعيّ سعودي مُعتقل منذ 2012 بسبب محاربة الله ورسوله والإفساد بالأرض والتآمر ضد ولاة الأمر والخروج عنهم ..
كلا الأثنين حُكم عليهما بالإعدام …والتهمة محاربة الله ورسوله والخروج عن طاعة وليّ الأمر!
والقضاء الشيعيّ والسنيّ يستند على القرآن واحاديث محمد للحكم على الرجلين بالقتل!
الشيخ الأول محمد وقرآنه من وجهة نظر شيعيّة يُحكم عليه بالإعدام
والشيخ الثاني محمد وقرآنه من وجهة نظر سنيّة حكمت عليه بالإعدام
فأين الإسلام هنا؟
هنا الإسلام خادم للحكومات العنصريّة الدينيّة لا اكثر ولا اقل .. انّه سلاح فتّاكٌ وفعّال لحماية المُلك او العرش الإيراني والسعوديّ.
والحقيقة انّ الرجلين ضحايا اسلامهم وفقههم الديني وتشرذمهم الطائفيّ…فلو كانوا بدول علمانية ما تجرأ احدهم الى التحريض على قتلهم واعتقالهم..
الطريف انّ الشيعة يُحذّرون الحكومة السعوديّة من اعدام النمر والذي سيٌشعل المنطقة قتلاً وتدميراً ومزيداً من الطائفية كما قال نوّاب عراقيّون ارهابيّون يُمارسون نفس الشيء تجاه مشائخ سنّة بالعراق..والسنة ونشطاءهم يُحذّرون بثورة احوازية لو اعدمت ايران الشيخ السنيّ ويُطالبون حكومتنا بالتدخّل لإنقاذه!
كيف تُطالب من تسجن رجل دين شيعي ان تساهم بإطلاق رجل دين سني اعتقلته حكومة الملالي الشيعية بإيران لنفس السبب الذي اعتقلت فيه حكومتنا النمر؟ وكيف يُطالب الشيعة ايران بالتدّخل لإطلاق سراح النمر وهي تعتقل رجل دين سني لنفس السبب الذي اعتقلت فيه السعوديّة النمر؟
هل المسألة صارت اشبه بالمقايضة؟
لعبة طائفية خبيثة ونتنه ..وجنون اسلامي لا مثيل له…
الكلّ يُدافع عن ابن طائفته ، الكل يدافع عن الحريّة التي تكون لصالحه فقط اما حريّة الآخرين فيجب اعتقال من يتفوّه بكلمة واحدة!
والطريف ان كلا الشيخيين بالصورة ليسوا ضد حريّة بعض فقط لا بل انّ جميعهم يتّفقون بأن الخارج عن الإسلام يُعذّب ويُقتل ويُحجر عليه حتى هلاكه!