عرنوس هذا اسم صحافي لامع في شارع المنافع . في مدينة يغلب عليها العاطلين وهم كثير ولهذا أما أن يتحولون للفن أو الصحافة أو السياسة فهي بنوك متنقلة .
نعود إلى قصة أخونا عرنوس ففي الصباح يبدأ المشوار في زيارة الحي والأسواق والتجار والباعة المتجولون وأصحاب محلات الصرافة والبلدية والحاشية !
يتأنق ويصف شعره علما بانه أصلع . ويخرج ليرتزق .
المقهى الأولى : مقهى الأوائل فهم رجال العهد القديم والمتقاعدين . وبعد إلقاء التحية يفتح موضوع سياسي عن الماضي ويبدأ باللطم على فقدان الأسرة الحاكمة القديمة وكيف كانت الحياة جميلة وينوح ويبكي ويقلبها مناحة وهكذا حتى الساعة العاشرة .
طبعا الحضور يقدمون له الفطور والشاي والقهوة مجانا .
وقبل الغذاء يذهب لمقهى (( الثوريين طبعا عاطلين عن العمل )) . ويبداء بالهتاف عاش الرفاق ويسقط الا خرون وهكذا ضمن وجبة الغذاء التي تكون غير شعبية طبعا .
وينتقل بعدها لكي يضمن الحلويات ويزور مقهى (( مبروك )) حيث يجلس الإخوان يدعون بالصلوات .
وعند دخوله يطلب من الجميع قراءة سورة الفاتحة ، وهكذا تقدم له الحلويات والقهوة ، ويختمها بالسلام وناعم الكلام ويعود للبيت للقيلولة .
وعصرا يزور مقهى القاهرة حيث صور أبطال المعارك والكتاب المشهورين والصحفيين الوطنيين ويبدأ (( بالتلوك )) والتفنن حتى يحصل على صفحة لنشر هراءاته وخزعبلاته ليقبض المقسوم …
ويقفز بعد العصر للمقهى الفرنسي حيث الكاتوه الشهي والقهوة البيضاء وليتهم مثل الأسد ويشكر باريس والرئيس ويقبل يد خميس صاحب المقهى والمكان …
ومنها يقلب للمقهى الآخر فالوقت اصبح المقرب ففي هذه المقهى البشر مختلفين وشعورهم طويلة وقلادة في الرقبة ومحابس وشنط من العصر الحجري ويبدأ باحتساء أنواع الشراب ويداعب الرفيقات الشقراوات ويشربون على نخب ترو تسكي شوية ويسكي …
وبعد أن يحتسي كفايته يتذكر عليه الذهاب للمقهى الأخير ، مقهى المعلم ويفزع ويهرول مسرعا ويصل بالميعاد إلا شوية .
طبعا يدخل ويلقي التحية وفي بداية المقهى علم بعدة نجوم وألوان مختلفة ويقبل يد السيدة هاري ويسلم على السيد جاري ويجلس بدون حركة أو نفس حتى يسمح له بذلك .
ويأتي السيد المعلم ويدس في جيبه ظرفا والمقابل يقدم عرنوس مغلف محفوف يومي مع الصور مشاهد الحرية اليومية من مقاهي الدنيا السبع ، وهكذا ينتهي اليوم .
أنها حياة مثالية يومية لل اللوكية والطفيلية والحبربشية .!. سؤالي هل عرفتوهم .؟.
هل عرفتم من هو عرنوس .؟.