سبايدر برهوم يانيكو

jawadaswadبنت العلقمي
ذكر لنا التاريخ أبن العلقمي الذي كان عميلا لهولاكو و احتال على الخليفة المصروع المستعصم بالله وخدعة ليمكن هولاكو من بغداد فكان ابن العلقمي رمز للرجل الذي يخون حاكمه و وطنه و شعبه فضلا على خيانته لربه .. واخبرنا التاريخ بعدها كيف انتهى هذا الرجل نهاية وخيمة.
لكن لم نسمع ببنات العلقمي الا في عصرنا هذا عندما نقرأ في صفحات الفيس بوك لسيدات سوريات يتباكين على ضابط روسي قتل في ارض المعركة هو الكسندر بروهورينكو الذي كم قيل عنه انه لم يتردد في عمل بطولي نادر لم تعرفه روسيا منذ الحرب العالمية الثانية( لماذا لم تكن هنالك بطولات للروس وهم يحاربون في افغانستان ) فهو زوّد الطائرات الروسية بإحداثيات أماكن تجمّع مسلحي تنظيم داعش في تدمر، رغم معرفته المسبقة بأنه سيقتل معهم، ومصدر قي قاعدة “حميميم” في اللاذقية يقول إن الضابط “قضى نحبه بشكل بطولي وهو يستدعي نيران العدو إلى مكان تواجده”.
الضابد الروسي لم يأتي سوريا ليدافع عن حدود روسيا ولا عن موسكو او ستيناليغراد بل جاء مع الغزاة الروس والذين لم يتوقف طيرانهم عن قصف الاطفال و النساء السوريين قبل ان يقتل الارهارب المتمثل بداعش حسب زعمهم
سيدات سوريات جعلن من هذا الضابط الروسي رمزا و ملحمة للفداء و البطولة وكم من عاهرة منهن تمنت ان تزف له في جهنم و بئس المصير جزاء و مكافأة لاستبساله
بعد ان راجعت الخبر وجدت ان المواقع الروسية والسورية لم تتفق على صورة واحدة لهذا الضابط المعجزة اتفقوا على الرواية و اختلفوا على صورته فكانت هنالك اكثر من صورة مختلفة له
قيل ان الرجل طلب من قيادته ان تقصفه بدل ان يقع بيد داعش فتصنع منه حفلة باربكيو على غرار حفلة الكسباسة …الرواية كاذبة لأن هنالك اكثر من مغالطة :
يفترض ان روسيا لديها اقمار اصطناعية و طائرات مسح جوي بدون طيار تعمل ليلا و نهارا لا تحتاج لرجل على الارض مثل سبايدر برهوم يانيكو ليرشد الطيران الروسي لاهداف داعش في صحراء تدمر فهي اكثر دقة و تعمل حتى اثناء العمليات الجوية
على الاقل يفترض ان يقوم بالاستطلاع ضباط سوريين يعرفون المنطقة ومن ابناءها
اخيرا لو وقع الكسندر برهوم يانيكو في يد داعش فلن تعامله داعش كما عاملت الطيار الاردني الكسباسة فالروس و داعش احباب ونحن نعلم ان الخط الساخن بين النظام وداعش لم يقطع والضرب و التقدم و الانحسار لداعش مسرحيات لا يصدقها مجنون فكيف بعاقل

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.