هل ثمة عاقل وابن آدم محترم وعليه القيمة، ومن طبقة الأكابر، وعلية القوم، وهل هناك من بينكم، ومنكم من ينم (أي يضاجع) ويعاشر زوجته، ثم يخرج على الناس صائحاً، مجاهراً، ويقول لهم لقد ضاجعت زوجتي مرة أو مرتين أو كذا ليلة أمس…وإن كان متزوجاً بأكثر من امرأة واحدة هل سيخرج للناس ويقول لهم بأنه ضاجع زوجاته جميعهن بغسل واحد؟
إذن ما هو رأيكم أنه كان هناك شخص يعيش في ما تسمى بـ”الصحراء العربية”، و”جزيرة العرب”، من 1400 سنة، وكان يطوف على تسع، أو إحدى عشرة زوجة، من زوجاته، في روايات أخرى، وكان يعاشرهن جميعاً، أو يضاجعهن بغسل واحد( أي يغتسل مرة واحدة في كل تلك المعشرات) ووووو… ومع ذلك، فإن ذلك كله ليس هو القضية ولب المشكلة، يا صاح…المشكلة، تكمن في آلية عو و”إحصاء” تلكم المعاشرات، والسؤال من كان، مثلاً، يمشي وراء هذا الإنسان ويراقبه ويسجل له عدد “المرات” التي كان يطوف بها على الزوجات؟
ومن هو العاقل والإنسان المحترم الذي يسمح للآخرين بتناوله في علاقة زوجية خاصة بهذا الشكل العلني ويفضح أسراره العائلية المقدسة بالطبع، باعتبار الزواج علاقة إنسانية أسروية وليست لمجرد تفريغ الشهوة الجنسية وأقدس ما فيها الذرية والأطفال.. أما الاحتمال الآخر فهو أن هذا “الفحل” البدوي كان كل ما يفرغ من إحداهن، ويقضي منها وطراً، حسب الخطاب، إياه، كان يجري في الشارع ويقول ها أنا قد نكحت زوجتي هذه، الآن، وانتهيت من ركب ومضاجعة الثالثة والرابعة والسابعة ووو.
وهناك من يقوم بتسجيل عدد المرات، ونقلها على الهواء مباشرة للرأي العام “المحلي” المتعطش لأخبار النكاح، (يعني كما الأخبار العاجلة في عالم اليوم).. ولن نتناول، ها هنا، الجانب الأخلاقي بالموضوع وفيما إذا كان يجب للزوج أن يصرح في كل مرة عندما ينام مع زوجته ويعلن ذلك للرأي العام وعلى الملأ ويقوم الرواة والمحدثون بنقل الخبر وعنعنته ووو؟
حتى هذه اللحظة، لا يمكن للمرء أن يستوعب المرء ويفهم كيف عرف الناس بعدد المرات التي كان فيها صاحبنا يركب زوجاته باليوم؟ ومن كان يخبر الناس بذلك، ولماذا ولأية غاية، هو أم شخص آخر كان يتابعه، ويسير خلفه، ويعرف مواعيده، ومتى تأتيه الرغبة، وتتحرك غريزته، ومن ثم يسجل له عدد مضاجعات اليومية، ومغامرته الأنثوية، ويدوّن له “غزواته” الجنسية؟ هذا ما يسميه البعض سيرة ودينا سماويا وشرع الله ويقتلون ويكفــّرون كل من لا يتقبل هذا الإسفاف، وكل من يحاول، أحياناً، تبرئة ذاك الرجل ممن يسيء له، وبالمختصر المفيد، لا يوجد هناك في طول هذا العالم، وعرضه، زوج محترم، وإنسان سوي، يمكن أن يتناول حتى عاهرة وصاحبة بهذا الشكل، فما بالك زوجته التي تعتبر تصنف بمرتبة شرفه وعرضه؟