رأي أسرة التحرير 19\6\2016 © مفكر حر
بالعرف السياسي بين الكبار فأن كل حركة, كلمة, حرف, اواي إشارة بلغة الجسد تصدر من اي مسؤول رسمي, إنما هي رسالة ذات معاني محددة الوجهة والهدف, وكذلك الامر بالنسبة لزيارة وزير الدفاع الروسي” سيرغي شويغو” إلى سوريا بتكليف من بوتين، فهي ليست موجهة لبشار الاسد باي شكل من الاشكال ( شاهد الفيديو: الإعلام الروسي يهين الأسد وينشر فيديو لقائه مع وزير دفاعهم الذي حضر من دون علمه ), كما تكهن بعضهم بأنها لاهانته او لتحضيره لترك السلطة.. لانه بالواقع لا يحتاج الكرملين لارسال وزير دفاعه لذلك, فبإمكانهم احضاره بصندوق شحن طائرة كما حصل في حالات سابقة, وبرأينا هي رسالة معاكسة تماماً وموجهة للغرب وأميركا بالتحديد, بأن بوتين لن يتخل عن اوراقه في سوريا, ومتمسك بها لأبعد الحدود, وسيظل يدعم عائلة الاسد على رأس السلطة, لأنه يعرف تماما بأن اي تنازل له في اي ورقة من اوراقه التي يفاوض بها الغرب لجعله لاعب دولي يشغر مكان الإتحاد السوفياتي المنهار, تأخذ مصالحه في الحسبان في كل الملفات الدولية, سيتبعها تنازلات اخرى.. ثم اخرى… وهكذا.. حتى يتم تجريده من جميع اوراقه.. واميركا ليست مستعجلة من امرها والزمن يمر بصالحها, اما روسيا البوتينية فهي التي تغرق وتستنزف ماديا وبشريا, والزمن يجري ضدها, وفي نهاية الامر ستنهار ومعها دميتها الاسد وكل من سانده… لذلك كما قلنا في السابق على المعارضة السورية ان تحترم نفسها ولو قليلا وتتوقف عن لم الفتات التي ترميها لها المخابرات السعودية والتركية والقطرية والروسية كل حسب مصدر تمويله, وترقى للمسؤولية الوطنية وتذهب وتفاوض اميركا على مصالح الشعب السوري مباشرة وليس من خلال فلتر مصالح الدول العربية والاقليمية الاخرى.